المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١١

لماذا نُفرط في العمر بسهولة ؟

                    هل يوجد في الحياة ما يستحق أن يضيع العمر من أجله ؟ لا أعتقد أن لا شيء فيها يساوي لحظة سعادة ، برغم أننا أحيانا نشعر فيها بلذة وشهوة وقد يكون حزن أو فرح ولكنها حتما ستطوى صفحاتها بخيرها وشرها ، فالعمر محدد بفترة سينتهي كما بدأ ، فلماذا نضيع لحظة حب تأتي ونفرط فيها بسهولة ؟ هل نضمن أنه بعد ذلك سيأتي مرة أخرى أو حتى نرى طيفه ؟ لا نريد أن نجعل حياتنا احتمالات إذا هرب ويخلو القلب منه ، ونندم كما يندم صاحب الهم عندما يرى فرحة في منامه ثم يستيقظ   متمنيا أنه لم يفيق من نومته ،   يبدو أننا عشقنا الندم كما اعتدنا التهاون بقلوبنا ! أخشى أن نعي هذا بعدما يشيخ   القلب ويصبح كشجرة حَلق الخريف شعرها ، وأصبحت عارية من كل شيء يزينها ، لا قيمة لها بعد أن كنا نأكل من ثمارها ونستظل بظلها ، فلماذا نفرط في أعمارنا بسهولة ؟ ونضع أحلامنا بواد تجرفه السيول ؟ أرجو أن لا نهدم ما بنينا في سنين الضنى ، أتريد أن نكون كبيت هجره أصحابه   للأشباح ؟ يسكنه كل من ليس له عقل ، فلماذا دائما لم نجعل حساب لأعمارنا ؟ هل يمكن أن نضيعه بعثرة   صارت ذات يوم ؟ ونظل نبكي عليها طوال حياتنا ، لا بد أن نفكر في ال

ارحموا مصر.. رحمكم الله !

ما يحدث في مصر الآن ليس له إلا تفسير واحد ، هو خرابها وتسليمها جثة هامدة بعد أن تلتهمها نيران الحقد لمن يهمه ذلك، ويريدونها في صراع دائم وتناحر مستمر، ترفع فيها راية الحرب الأهلية والطائفية والفئوية ، يريدون خلق الفوضى الخلابة الجالبة للدمار الشامل ، أرادوها دون هوية بطمث الهوية الإسلامية وخلع ثوب التدين عنها الذي هو طابع المصريين وحرق الحضارة التي عُرفت بها منذ بدايتها ، مع الأسف أرادوا هذا كله بإشاعة الضغينة بين الشعب بعضه بعضا ، بين الشعب ورجال الأمن من الشرطة والجيش بالافتراء والفتن والأكاذيب ، وإذا أراد أحد الاقتراب حتى يلمس الحقائق ويقف عليها يجدها سرابا لا أصل له ، بالفتن الكثيرة التي حبكوها لإنهاك هذا الكيان العظيم ، وتأجيل الانتخابات حتى تبقى الفوضى عنوان البلد كله ، إنما أرادوا بهذا تفويت الفرصة على من هو متوقع حصوله على أكبر عدد ممكن من المقاعد وأكل الكعكة من أيديهم والدجاجة التي تبيض لهم ذهبا ، لذا كان لا بد من إعداد العدة ورسم سيناريوهات يتم تنفيذ السيناريو تلو الآخر لإسقاط هذا المارد المخيف الذي سيأكل الناس ويفسد حياتهم ، وإنهاء كل أداة للترف فيها وقفل السينما وتحريم الف

أُمي والعيد وأنا !

روى العيد ظمأ الناس إلا ظمئى ، ورفرف بجناحيه في البيوت إلا بيتي ، وسعى في كل الشوارع   إلا شارعي ، و أضاء كل القلوب إلا قلبي ، تجاهلني ولم يزرني ، لقد سجلني في قائمة المحرومين من الفرح بقدومه ، فالأرض التي كانت تحملني قد تصدعت ، والباب الذي كان يدخل منه ليسعدني   قد أوصد ، والسراج الذي ينير دربي قد كُسر ، حياتي أصبحت بلا حروف وصارت دون أي معلم ، تاهت الأيام عن اسمي ، وجفت الدموع من عيني   ، وخار جسدي ، وشاب شعر رأسي   بذهابك يا أمي   ، تركتيني للعواصف تجرني يمينا ويسارا ، بعد أن كنت صلبا بدعائها لا أتأثر برياح الحياة العاتية ، أصبحت كعود الصفصاف تلعب به أي نسمة   هواء عابرة ، بل أصبحت كشجرة خاوية تظل للحزن   هامتها حانية بعد انتهاء جذورها وسقوط أوراقها ، أمي قد هجرني الفرح وهجرته ، وهربت الابتسامة مني بعد انشغال شفتي بك وباسمك   ، قدماي أصبحتا لا تحملاني ، يبدو كل شيء قد عفته بعد أن عافني ، فأنت   يا أمي شريان الحياة لا معنى لها دونك ،   فأنت الدم الذي يسري في العروق ، والهواء الذي يستنشقه كل كائن حي ، أنت الجمال الذي يسعى إليه الناظر ، والحب الذي يدب في قلوب كل المحبين ، أنت كل شيء