لماذا نُفرط في العمر بسهولة ؟
هل يوجد في الحياة ما يستحق أن يضيع العمر من أجله ؟ لا أعتقد أن لا شيء فيها يساوي لحظة سعادة ، برغم أننا أحيانا نشعر فيها بلذة وشهوة وقد يكون حزن أو فرح ولكنها حتما ستطوى صفحاتها بخيرها وشرها ، فالعمر محدد بفترة سينتهي كما بدأ ، فلماذا نضيع لحظة حب تأتي ونفرط فيها بسهولة ؟ هل نضمن أنه بعد ذلك سيأتي مرة أخرى أو حتى نرى طيفه ؟ لا نريد أن نجعل حياتنا احتمالات إذا هرب ويخلو القلب منه ، ونندم كما يندم صاحب الهم عندما يرى فرحة في منامه ثم يستيقظ متمنيا أنه لم يفيق من نومته ، يبدو أننا عشقنا الندم كما اعتدنا التهاون بقلوبنا ! أخشى أن نعي هذا بعدما يشيخ القلب ويصبح كشجرة حَلق الخريف شعرها ، وأصبحت عارية من كل شيء يزينها ، لا قيمة لها بعد أن كنا نأكل من ثمارها ونستظل بظلها ، فلماذا نفرط في أعمارنا بسهولة ؟ ونضع أحلامنا بواد تجرفه السيول ؟ أرجو أن لا نهدم ما بنينا في سنين الضنى ، أتريد أن نكون كبيت هجره أصحابه للأشباح ؟ يسكنه كل من ليس له عقل ، فلماذا دائما...