ماذا لو القي المنافقون في صناديق القمامة؟

  


بقلم / محمد العيادي
ماذا لو كان في الدستور قانونا يُجرم النفاق؟، ويُحاسب كل من يتخذه وسيلة للوصول إلى جوار صاحب القرار؟ ما وجدنا منافقا واحدا انفه يشم الهواء، والنفاق هو من نافق ينافق نفاقا ومنافقة، وهو مأخوذ من النفقاء: احد مخارج الجربوع من جحره، فإنه إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر وخرج منه – وقيل هو النفق، وهو السرب الذي يستتر فيه.
المنافق مرواغ لا تستطيع "مسكه"، ودائماً قابل لأي صورة يحتاجها الموقف سواء عبوثاً أو ضحوكاً أو أرجوزاً، أو ارتست مع تقديرنا لمهنة الأرتست، والمنافق دائما لديه القدرة على التشكيل حسب ما تقتديه كل مرحلة، فيكون معارضا وقت المعارضة، ومؤيد إذا ما احتاح الامر تأييدا، فالمنافق لديه براعة في البلاغة الخطابية، ويجيد التلون والخداع والكذب بمهارة من أجل الوصول لأهدافه، فلا يُعنيه مبدأ ولا فضيلة، كما أن لا يعنية أكان هذا في الصالح العام أم ضده.
 المنافق عينة من البشر أبتليت البلاد به، قد يكون نتاجه نتيجة خوفا ما، أو تركيبتة المَرَضِية؟، وصفاته السيئة التي جعلت له القدرة على التشكيل بالشكل والتركيبة التي تناسب الوضع، فإن احتاج الأمر صراخا صرخ، أو الضحك ضحك، أو حتى لسب نفسه سب، تحت مسمى "الغاية تبرر الوسيلة" و"يا عم انا عاوز اعيش انا وعيالي" و"عاوزين ناكل عيش"، فهو لديه مبرراته المقتنع بها بل ومؤمن بها، كما لديه حلول وأجوبة لكل معضلة، وجاهز لأي مناسبة، متقلبا مثل تقلبات "أمشير"، لا يؤمن بالولاء لأحد إلا لمصلحته فقط.
إن الشغف والإسراع بالنفاق في ارضاء أي مسئول صاحب قرار، مصيبة وكارثة عظيمة لا تقل خطورة عن كوارث الزلازل والفياضانات والاعاصير، مؤداه الضبابية وظهور الصورة غير طبيعية ومغلوطة ومشوشه على غير طبيعتها لصاحب القرار مما يجعله يركن اليها، مطمئنا بالسير في الطريق الصحيح، و"الأمور وردية"، وأن ما يطمح له للشعب قد نجح فيه، والشعب يعيش في رخاء ونماء وسعادة وكل شيء في متناوله، فلا اسعار ملتهبه يكتوون بها، ولا مرافق يتعثر المارة في جحورها، ولا فساد سائد في البلديات والمنافذ الخدمية للجمهور، ولا أحد من الشعب يموت جوعا، بل كل شيء على مايرام، والمركب يسير وآمن من الغرق، والماء ينابيع لا ينضب.
في الحقيقة أن هذا التملق والنفاق جريمة لا تغتفر لإصحابها، لأن هذا الفعل المشين يؤدي إلى تمزيق الحقائق ودس مكانها الاكاذيب والتضليل، مما يتسبب في تعطيل مسيرة النهضة والتقدم والوصول إلى الهدف المنشود، والبعد عن المطلب الرئيس للرعية، وضياع بوصلة المسئول صاحب القرار، وتضليله عن الهدف الذي اتى من أجله، مما يتسبب في تآكل شعبيته، بعدما ضيع نفاق هؤلاء كل انجاز وعمل دءوب قام به، فلو كنت مسئولا لحاكمت كل منافق، وابعدته هو وكل متملق من متملقي الفضائيات أو كل من له صوت يصل للناس، بل وقمت القاءه في القمامة.



 alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أغار عليك!

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

يا الله رفعت اليك يدي !!!