اعذريني إن قصرت في وصف حبي لك !
تصحرت حياتي وأصبحت أيامها جرداء مكفهر لونها ، بذور حبي مُلقاة في القلب تفتقر إلى الماء كي يُنبتها ، كل الطيور التي كانت تغرد قد هجرت أعشاشها ، والنسمة التي تداعبني في كل صباح يبزغ نوره قاطعتني ، والأشجار التي على شواطئ قلبي قد سقطت أوراقها ، بعد أن جف نهر الحب الذي كان يروي بستان حياتي ، قُطع الطريق الذي يوصلني إليك ، وضاع الأمل إلى ابتسامة تشرق بها حياتي ، ولون الحزن نهاري بسواد كسواد الليل البهيم ، كل شيء ظهر كأن لا أصل له ، تاهت نفسي بين ركام الأفكار ، وعلت أسوار الهموم تحجزني عن غد معك ، وأصبحت أهرول مسرعا يمينا ويسارا ، وتارة أخرى إلى الشرق والغرب ، أبحث عن مخرج ، فلم أجد ، عندئذٍ قلت إن حياتي قد انتهت ، فقدت الأمل واستسلمت لما أتى من الهموم ، وانتظرت الموت كي يخلصني مما أنا فيه ، حتى جاء ربيعك وهطلت أمطارك ، فنبت الزرع الذي كان مُلقاة في القلب بذوره ، وتفتحت الزهور برائحتها الجميلة فملأت حياتي ، وتغير كل شيء معك ، كل لحظة فيها أصبح لها معنى ، الابتسامة عادت إلى شفتي وبانت سني ونواجذي ظهرت بضحكات يعلو صداها في الدُجى ، البلبل الذي هجرني قد أتى ووقف بشباك الهوى يُنشدن...