لقد قررت ألا أصل إليك !
لقد عدت من منتصف الطريق ، بعدما كدت أن أصل إليك حبيبي ، لقد راودتني أفكار كثيرة أثناء سيري ، وسألت نفسي ، هل سأكون مثلما رسمني في مخيلته ؟ ويكون هو أيضا كما رأيته في أحلامي ، هل سيكون كلانا راضياً عما سيراه عند اللقاء ؟ أم تَهدم رياح عدم الرضا ما شُيد في قلوبنا ؟ أم هذا هاجس من رهبة نظرات عينيك عندما تحتضنها عيناي ، و لمسة يدي عندما يحملها شوقي تعانق يديك ، أم هذا خوفي من تغير صورة رسمها خيالي ؟ لا أدري ما سبب هذا الخوف ، هل هو رهبة اللقاء الأول ؟ أم خوف قلبي أن لا يتحمل هواك ؟ فقلت لا بد أن أنأى بنفسي عن المهالك ، فقررت ألا أواصل السير إليك ، وأن أعود إلى نقطة الصفر من حيث أتيت ، مع أنني لا أدري كيف أبدأ من غيرك طريقي ، ولا أدري سأجد قلب يعرفني وأعرفه ، يفهمني وأفهمه ، وينبض باسمي ، ويعشقني كما عشقتني ؟ أم سأكون سجين أفكاري الخاطئة ؟ وأن أكون ضحية لها طيلة حياتي ، وأنه لم يعرف معنى الحب ، فالحب لا تعنيه هواجس العقول ما همه ما أقَر في القلوب ، نعم أنني أُدرك بأن الشك لا يجتمع مع الحب الصافي ، لكن أرجو أن يعذرني قلبك ، قد تكون الطريقة التي تعرفَ بها قلبانا خاطئة ، وقد يكون الوقت غير مناسب لذلك ، حتى أصبحنا كبذرة عطبت بعد أن تم بذرها في تربة لا تناسبها ، أعترف بأن قلبي أصبح مذبذبة متصدعة أركانه كبناء بني فوق جُرف هارٍ، يسقط عرشه بنسمة هواء عابرة ، لقد تاه بالي ومعه قدماي ، تعبت ومللت من كل شيء ، فنظرت إلى السماء لأُفَتش عن حقيقة أقرأها عما أنا فيه ، فوجدتها ملبدة كأنها ستمطر هموما ، حاولت أن أجد القمر فلم أجده . يبدو أن الغيوم حجبته عن عيوني حتى لا أراه ، كي تمطرني بالأحزان لأسبح فيه طيلة حياتي ، فقررت أن لا أظلمك معي ، يبدو أن دروبنا مختلفة ، أو قد لا أستحق حبك ، لكني لا أنسى يوما كلمة بحبك قد سمعتها منك ، ولا بسمة سمعتها أُذناي ولم ترها عيناي ، ولا أنسى لهفة قلبك عندما كان يغيب عنك صوتي وصورتي ، وداعا واسمح لي أقول يا حبيبي ، قد لا أجد من أقولها له من بعدك !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com
بجد انت احساسك عالي جدا واسلوبك رائع ملموس ومحسوس اي قلب ممكن يحسه ويحس انه موجه ليه بجد الله عليك
ردحذف