ارحموا مصر.. رحمكم الله !


ما يحدث في مصر الآن ليس له إلا تفسير واحد ، هو خرابها وتسليمها جثة هامدة بعد أن تلتهمها نيران الحقد لمن يهمه ذلك، ويريدونها في صراع دائم وتناحر مستمر، ترفع فيها راية الحرب الأهلية والطائفية والفئوية ، يريدون خلق الفوضى الخلابة الجالبة للدمار الشامل ، أرادوها دون هوية بطمث الهوية الإسلامية وخلع ثوب التدين عنها الذي هو طابع المصريين وحرق الحضارة التي عُرفت بها منذ بدايتها ، مع الأسف أرادوا هذا كله بإشاعة الضغينة بين الشعب بعضه بعضا ، بين الشعب ورجال الأمن من الشرطة والجيش بالافتراء والفتن والأكاذيب ، وإذا أراد أحد الاقتراب حتى يلمس الحقائق ويقف عليها يجدها سرابا لا أصل له ، بالفتن الكثيرة التي حبكوها لإنهاك هذا الكيان العظيم ، وتأجيل الانتخابات حتى تبقى الفوضى عنوان البلد كله ، إنما أرادوا بهذا تفويت الفرصة على من هو متوقع حصوله على أكبر عدد ممكن من المقاعد وأكل الكعكة من أيديهم والدجاجة التي تبيض لهم ذهبا ، لذا كان لا بد من إعداد العدة ورسم سيناريوهات يتم تنفيذ السيناريو تلو الآخر لإسقاط هذا المارد المخيف الذي سيأكل الناس ويفسد حياتهم ، وإنهاء كل أداة للترف فيها وقفل السينما وتحريم الفن بأنواعه وقطع أيادي الناس  بإقامة حد الحرابة عليهم وكأن الشعب المصري ( حرامي) ، وموقفهم من النساء وفرض الحجاب عليهن بالقوة ، وسيقومون  أيضا بتحويل الشعب المصري من شعب مسلم إلى  شعب سلفي أو إخواني من رواد المساجد وكأن الشعب المصري لم يعتد المساجد ودور العبادة ، فلا أدري لماذا الإساءة إلى السلفية بهذه الطريقة ، مع أن واقع الأمر كل من ينطق الشهادتين فهو سلفي ، وليست السلفية حكرا على أحد ، هذا الشعب العظيم الذي عانى ومازال يعاني الكثير والكثير ممن أرادوا إفساد الحياة السياسية وضرب استقرار مصر وأهله ، قد أعدوا عدتهم لإخافة الناس من الإسلاميين وما يفعلونه إذا ما وصلوا إلى سدة الحكم ، إني أرى تخويف الليبراليين والعلمانيين من أي فصيل إسلامي وتصويرهم كذئاب مفترسة  تلتهم من يأتي أمامهم ، شيء غير مبرر على الإطلاق ، فالسيناريوهات لا تنتهي ،  فما حدث مثلا من ذلة لسان للشيخ محمد حسين يعقوب عند وصفه عملية الاستفتاء على الدستور بغزوة الصناديق  قامت الدنيا حينها ولم تجلس ولم يفلحوا في الوقيعة ، بعد أن بين الشيخ أنها ذلة ولم يقصد شيئا بهذا اللفظ وهو فقط من باب الترفه ، ثم  جاء حديث صبحي صالح في العباسية عن عدم جواز زواج  أي فتاة من الإخوان إلا بإخواني ، ثم أحداث كثيرة أتت بعدها وتُخمد نيرانها بفضل الله ، ومن سيناريو إلى آخر سيناريو ماسبيرو وأحداثه المؤسفة التي أودت  بحياة كثير من الإخوة الأقباط  ، وما كان سيؤدى إليه ولكن الله سلم ومرت بخير ولم يفلحوا في هذا كله حتى فكروا واتجهوا إلى الإعلام ببعض قنواته المشبوهة  مع الأسف لتشويه الصورة عبر بعض الأشخاص الذين لا يخافون في الله إلاً ولا ذمة ، فالشعب يعرف جيدا مدى الضغينة التي يحملونها  تجاه مصرنا الحبيبة وسيفضحهم الله ذات يوم ، ونجد أيضا الاعتصام الذي تلا مليونية 18 نوفمبر والمطالبة فيها بإسقاط المشير وتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني ، وهنا أسألهم سؤالاً ماذا لو تنازل الجيش وعاد إلى سكناته ؟ هل تضمنون الأمن والأمان ؟ هؤلاء فعلوا كما فعل طلبة دم عثمان بن عفان قبل بيعة علي ، ولو قاموا ببيعة علي لأخذ علي - رضي الله عنه - بمن قتلوه واقتص منهم وما قامت الفتنة ، ولكن عمت القلوب والأبصار ، أما قومنا الآن لو فكروا قليلا لوجدوا أن الانتخابات ما بقي عليها  إلا ساعات  ويتم اختيار الناس من يريدون ليمثلهم في مجلس الشعب القادم ومن ثم وضع الدستور ومن بعده اختيار الرئيس الذي نختاره نحن وليس مفروضا علينا ، ولكن ما أرادوا الخير لمصر وأهلها ، بالبدء بتشويه المنظر والإساءة إلى من قاموا بهذه الثورة العظيمة ، بما فعلوه في شارع محمد محمود من مهازل وضرب رجال الأمن ومحاولة الوصول إلى وزارة الداخلية التي هي ملك لهم وملك للشعب كله ، كما هي رمز من رموز السيادة المصرية ، فكيف  نُهين أنفسنا بفعلتنا النكراء هذه  بها وبمن يعملون في هذا الكيان ، سيقول البعض إنهم أخطأوا في التعامل مع الثوار بضربهم وسحلهم لدرجة أنهم ألقوا أحد الثوار الذين ماتوا في القمامة أمام مرأى العالم أجمع ، أقول حتى لو كان هذا الأمر صحيحاً مع أنني أستبعد ذلك ، أعتقد ان سحبه بهذه الطريقة  هي فقط  للحفاظ عليه من أقدام الثوار ، لكن ضاع الصدق مع الكذب  مع الأسف بوجود أُناس في ميدان التحرير وفي شوارع مصر بإشاعة الفتن والشائعات التي تساعد على تأجيج الفتنة وزيادة وتيرتها . أفيقوا يا أهل مصر واحذروا الفتنة جيدا قبل أن تحرق ما تبقى من أمل ، ارحموا مصر يرحمكم الله ، واعلم أيها المجلس العسكري أن هذه أمانة في أعناقكم ، أسرعوا بتسليم السلطة وعودوا إلى مواقعكم - حفظكم الله ، وحفظ مصر من كل سوء ، عاشت وعاش شعبها في أمان دائم ، سيموت الجميع وتبقى مصر أُمّاً للدنيا كلها رغم حقد الحاقدين ، وستعبُر كل السيناريوهات بسواعد المخلصين برعاية رب العالمين .
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

  1. انت كلب اجرب اتفووووووووووووو

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!