اشتقت إليك يا أمي!!!



اشتقت إليك يا أمي واشتاقت أحاسيسي إليك، اشتقت إلى حنانك وقربك، اشتقت إلى قبلة كنتي ترسمينها على جبهتي، اشتقت إلى يد تلتف حول جسدي وهي تضمني إلى صدرك، اشتقت إلى عين أنظر إليها فتأخذني إلى عالم الرحمة والحب والطمأنينة، اشتقت إليك واشتاقت روحي إلى روحك التي كانت تأخذني على بساطها تعلو عن كل وضيع حتى لا يصيبني أذاه، ويسمو بي قلبك عن الأحقاد والحسد وتحجبني رموشك عن المآسي حتى لا تعرف طريقي وتؤذيني، اشتقت إلى ابتسامة كانت ترويني من ظمأ الحياة وتنبت بها حياتي ويكبر في بستانها الأمل، اقسم بالله  إنني اشتقت إلى تقبيل يدك، اشتقت إلى تراب قدمك، أمي لماذا تركتين وحيدا تحملني رياح الهم من مكان إلى مكان أصعب منه وتعصف بي دون رحمة؟ لماذا تركتين بلا دعوة منك تحميني ولا قلب يحملني ولا عين تحفظني ولا أيد تُمد إليَ تنشلني من تلك الأعاصير الصعبة التي لا ترحم؟ أمي لماذا تركتين وحيدا أبكي دون أن اجد من يمسح دمعي؟، أمي حتى في المنام تركتين لا أدري لماذا؟ هل صدر مني شيء أغضبك؟ أرجوك تجيبيني ولا تعذبيني، تتذكرين عندما وجدتين أبكي وجئت إلي في منامي تطمأنين برضاك عني وأن دعائي يصلك، ما الذي طرأ حتى تبعدي عني يا أمي؟ أناشدك بالله أن تأتيني وتزوريني في نومتي لأنك وحشتين، لا تتركيني أبكي ففراقك من الدنيا فيه يكفيني، يكفيني العذاب الذي من وراءه يأتيني، والحرمان من كلمة أمي الذي كانت تشجيني، أمي كل ليلة أنتظرك واستيقظ في الصباح أجد وقد بللت وسادتي دموعي، حزنا على أمل ألقاك فيه ولكن لا يأتيني، أمي عندما كان طيفك في الدنيا كانت تطوف حولي وتؤنسني، كان حينها الأحزان تخاف أن تقترب مني لأنها كانت تخشاك يا أمي، أما الآن أصبحت كورقة التوت الناشفة تلعب بها كما تشاء إن شاءت أبقتني وان شاءت أسقطتني ليدوس عليها قدم اليأس وأصبح دون ذكرى، أمي اقسم لكي إنني اشتقت إلى حبك الذي لا يساويه أي حب في الدنيا، اشتقت إلى لحظة اجلس فيها بين يديك أحكي ألمي وتعبي وما يُكدرني ثم بضحكة تظهر فيها سنك التي كان يغطيها الذهب عندها أنسى كل المي وتعبي، اذكر نظرتك ومياه نهرك التي تجري في عيوني، ودمائك الذي يسري منك في عروقي وكل لحظه بك يذكرني، اذكر مكان كنتي تجلسين فيه وغلفته في قلبي حتى لا يمسه أحدا غيرك ويبقى ذكرى أذهب إليه ويحضنني وأشم رائحتك فيه، أذكر ضحكتك عندما كنتي تلاطفيني ما زال صداها في أذني وخيالها في عيني، اذكر مكان جلستي فيه وانا القي رأسي على رجليك ويدك تلمس شعري لمسة الوفاء والحب والود بها تُمحى كل الأسى ويلوح معها الأمل والأماني، اذكر عندما أمرض كنتي تسهرين بجواري لا تنامي ولا تنام عينك التي تظل تبكي بالدعاء إلى الله أن يعافيني ويشفيني، اذكر تلك الليلة التي سبقت سفري وأنت تبكين أسفا على فراق عيني عينك وجسدي يتبخر أمامك، أذكر عندما عدت من غربة طويلة وأنت تقابليني بقلبك قبل أن تتلقاني يدك لتحضنني، لماذا تركتين يا أمي في هذه الدنيا وحدي؟ سأعيش أتذكر تلك الأيام الجميلة وأنت فيها تحني على وتظلليني بنفسك من متاعب الدنيا، لماذا يا أمي تركتين فريسة لتلك الأيام التي لا ترحم؟ ومن العيون التي لا تكل ولا تتعب في أن تجرحني، وتلك القلوب التي أتاهتني في ظلامها القاتم الحقير، وتلك الأشواك التي نثرتها الدنيا أمامي لتدمي بها قدماي وأتعب، اشتقت إليك يا أمي كي تخففي عن هذا الألم، لا أحد يشعر بي بعدك، لا أحد يحس بي بعدك، لا أرى بسمة صافية من بعدك، أصبحت أعود إلى البيت وانا كارها له ولجدرانه ولأبوابه وكل شيء فيه بعدما كانت تتوق إليه روحي، حتى الطريق التي كنتي تسيرين عليه أصبحت اكرهه لأنه سمح لغيرك أن يسير عليه ويمحي خطاك،  أمي أنني أنتظر اللحظة التي ألقاك فيها في حياة لا تفنى، حياة سأكون فيها تحت قدميك ولن أتركك مرة أخرى في جنة الخلد ونعيم لا يبلى، عشتي في قلبي وما ذلتي في قلبي وستظل في قلبي ولم ولن يملأ قلبي إلا أنت!!
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!