لمصلحة من تُحرق مصر؟



كنت لا أتخيل ذات يوم ولا حتى أفكر في ذلك، أن هناك في مصر أناساً يفقدون آدميتهم وقلوبهم وضمائرهم بقيامهم بحرق قوتهم بأيديهم، ويقضون على نتاج عام كامل للفلاح المصري البسيط الذي ينتظره بعد طول حمل من أجل أن يمسح به عرق العام ويسد به رمقه وكان لا يعلم بأنه يأتي من يئد نتاجه بكل سهولة، وكل هذه المحاولات الحثيثة لمحاربة وزير التموين لانتمائه للإخوان، وما يصل إليه من نجاح سيخدم جماعته وحزبه بشكل كبير، فقرروا الحرب عليه لإفشاله والحقيقة ليست كذلك لكن الحقيقة هي إفشال أي مسعي لتحقيق برنامجه الغذائي بحرق عشرات الأفدنة من القمح وحرق تحقيق حلم المصريين في الاكتفاء الذاتي معها والتخلص من التبعية الأمريكية وجعلتنا عبيدا لسنوات طويلة لا نستطيع إبداء رأينا في شيء وبها هُمشت مصر وتصدرت مكانها في الزعامة بلدان صغيرة أخرى، حقيقة لم أرى مثل هؤلاء ولا أتصور ما يفعلونه تجاه وطنهم من تخريب وحرق من أجل مرض السلطة والمال الذي وصل مداه إلى حرق ما يقارب 26 فدان ما يساوي 76 طن، هل هذه هي المعارضة؟ أم من أجل أن نبقى عبيدا للغير؟، إن الوطنية ليست كذلك أيها المدمرون المخربون الحارقون أقوات بلدكم، هل الوطنية أن تحارب خصمك؟ إذا اتفقنا أن هناك خصومة تكون بالإنتاج والعمل وخدمة الناس وتقديم الخير لوطنك وليس بمحاربتهم ، لا بد أن يعلم الجميع أن حب الوطن ليس بحرقه والسعي في خرابه لكن يكون ببذل الجهد وتسخير النفس من أجلها ومن أجل نهضتها ورخائها بكونك شمعة تحرق نفسها من أجل الغير وليس إحراقه هو ومقدراته من أجل هواك، إن ما يحدث شيء غريب علينا وعلى مجتمعنا وهناك شيء غير مفهوم، وأريد أن يقنعني أحد لماذا تم أيضا من قبل حرق المجمع العلمي؟ الذي يُعد حرقه خسارة لمصر والتاريخ الذي لا يرحم من حرقه وحرق معه ثقافة كبيرة لا تعوض وضياع كنز ثقافي يوثق تاريخ مصر، هذا المجمع الذي يعد أحد أقدم المؤسسات العلمية في القاهرة والذي أنشأته الحملة الفرنسية عام 1798م بقرار من " نابليون بونابرت" لا أدري لمن المصلحة في حرق هذا المبنى الأثري الذي يضم بين جنباته عشرات الألوف من الكتب والمخطوطات والوثائق النادرة  تقدر بحوالي 200 الف كتاب نادر من أهمها كتاب وصف مصر؟ من الذي يهمه أمر طمس تاريخ مصر؟ من المستفيد في إظهار المساوئ فقط دون النجاحات وتشويه صورته كما حدث من المشككين في التابلت المصري " إينار" الذي يتصف بمكونات جيدة ومستوى تصنيع جيد، استكثروا على الشعب المصري بالفخر بأول إنتاج لبلده مثل هذا فظلوا يشككون بأنه ليس مصريا ولكن تجميع مصري فقط مع أنهم يعلمون أن الجهاز مصري بمعظم مكوناته، كذلك عملية الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء وهم يعلمون جيدا لو نجحت لطالت الفترة الانتقالية وهذا معناه يعيدنا جميع الخطوات التي سرناها، يبدو أن هناك من تعمي أبصارهم كره الإخوان ويريدون بذلك حرق كل إيجابية تأتي في عهدهم، هذا ليس من الإنصاف ولا فيه من الحق شيء ولا فيه ذرة وطنية، لا بد من الجميع أن يعي أن مصر هي الأساس وخدمتها والحفاظ عليها مسئولية الجميع بغض النظر عن انتمائه أو ديانته، على الشعب المصري الأصيل أن يعي مدى المؤامرات لحرق مصر والوقوف في وجهها والتصدي لمن يقف معها والضرب على يده بعصا من حديد، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء ورد كيد كل من أراد بها شرا إلى نحره إنه نعم المولى ونعم النصير، وستبقى مصر منارة للجميع!
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com


تعليقات

  1. كلامك سليم ومعبر جدا ولو قرأه ممن غيبت عقولهم وضمائرهم ممن رضى على نفسه ان يكون تابع اعمى للاعلام العميل المعادى لمصر لقالوا المقوله الشهيره انت اخوان ... ولكن مصر ستنهض وستكون فى مقدمه الدول رغم انوف الجهلاء والعملاء والاعلام لان رب العالمين حاميها ... واحييك على مقالك الرائع

    ردحذف
  2. كلامك سليم ومعبر جدا ولو قرأه ممن غيبت عقولهم وضمائرهم ممن رضى على نفسه ان يكون تابع اعمى للاعلام العميل المعادى لمصر لقالوا المقوله الشهيره انت اخوان ... ولكن مصر ستنهض وستكون فى مقدمه الدول رغم انوف الجهلاء والعملاء والاعلام لان رب العالمين حاميها ... واحييك على مقالك الرائع........


    احمد امين

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!