التطور الأممي .. والصراعات الداخلية



العالم يتقدم ويتطور اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وخاصة في المجال النووي الذي به تستطيع أن تضع الدولة موضعها المناسب بين الأمم، وايران مثالا لذلك فهي الآن بهذه القوة النووية استطاعت أن تناطح بل وتدس أنفها في منطقة الشرق الأوسط، ويُعمل لها الف حساب مع التحفظ على هذه القوة التي يظنها البعض أنها واهية وخدعة كبيرة بمساعدة الأم أمريكا لجعلها عصا غليظة لتخويف العرب وفي القلب منها دول الخليج، لتسهيل نهب الذهب الأسود وجميع مقدرات الدول عبر الإتاوات المفروضة ، وجعل المنطقة في صراع دائم وعلى صفيح ساخن طوال الوقت، من صراع طائفي، وتفجيرات بالمساجد وغيرها.
أن التسارع العالمي على اشده في جميع المجالات، خاصة التقنية المعلوماتية والمخابراتية لمواكبة تطورات الدول لمضاهاته والوقوف جنبا لجنب معها إن لم يكن الأولى، وكل دولة تحاول أن تكون في المقدمة والأقوى فالجميع يُدرك أن البقاء للأقوى دائما، والصراع الذي دار بين أمريكا والاتحاد السوفيتي والذي تفوقت به الأولى مما أدى في النهاية إلى تفككت الأخيرة إلى دويلات وبقيت أمريكا لأنها الأقوى، والآن تلعب ايران نفس اللعبة بمحاولة إيهام الجميع بقوتها النووية لفرض هيمنتها على الدول العربية والإسلامية لتمرير مخطط الفارسية، وهذا لم يتم إلا بشد اذر قوي من واشنطون، لتحقيق أغراض توسعية للخريطة الصهيونية الفارسية، وهم توئمان لا ينفصلان على أي حال، لذا كان لا بد من تحرك من الدولة السعودية الجهة العكسية والتي تحاول أن تُحي أمجادها وهي روسيا، مع الاتجاه نحو فرنسا أيضا لامتلاك القوة التي بها تقاس الأمم في الوقت الحالي وهي القوة النووية، وهذا ما تم الاتفاق عليه فعليا في اللقاء الأخير الذي جمع فابيوس الطرف الفرنسي ومحمد بن سلمان الطرف السعودي، والذي فيه تم الاتفاق على عدة اتفاقات أهمها بدء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نويين ضمن البرنامج النووي الطموح للملكة العربية السعودية، فهذا التحرك السعودي تحرك محمود بعدما قرأت المشهد جيدا، وعلمت أن الوقوف والتحرك في مكان الوقوف "محلك سر " له مخاطر تهدد الدولة بل والمنطقة كلها، فكان ولا بد من تحرك السعودية التي لها مكانة تاريخية والعمل على تسخير كل السبل للدفاع عن هذه المكانة، وتكون ترسانة دفاع وهجوم إن لزم الأمر لذلك.
 في المقابل نجد انشغال الدول العربية الأخرى بصراعات داخلية لا فائدة منها، قتل وتدمير واغتيالات أفراد وجماعات وأحزاب، و خلق فجوة عميقة بل فجوات بين النسيج الواحد على اثره يغرق الجميع ليستفيد منها أعداء الوطن والدين، ثم يستيقظون يوما ولكن بعدما يكون كل شيء قد انتهى، وقضت عليه الصراعات الداخلية القبيحة التي كان وقودها الجهل والنعرة الكذابة، والتي جعلتهم يقضون على بعضهم البعض وهنا يتحقق ما قيل في التوراة بزعمهم الإصحاح  التاسع عشر " وأهيج مصريين على مصريين، فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه: مدينة مدينة، ومملكة مملكة"، إذن مجتمعاتنا ارض خصبة لتحقيق كل مطمع ، وهذا ما كان أن يتم إلا بسواعد داخلية تحت مسميات كثيرة منها أصولية، تكفيرية، إرهابية، وذلك لايجاد الذريعة لإنهاء على كل من لدية ذرة كرامة ليأتي يوم فيه لا يجد من يقف أمامه ويرفع رأسه ويدافع عن معتقداته، وطنية كانت أو دينية، وحين ذاك يتم رفع راية النصر بإقامة دولتهم المزعومة دولة اليهود الكبرى من النيل إلى الفرات، وهذا كما اسلف بجهل الأمة من طرف وبسواعد الفارسية من طرف أخر التي يظهرونها لنا دائما أنهم أعداء وهم بكل تأكيد يعلمون الحقيقة فيما يقال، لكن ستبقى الأمة ولن تقام دولتهم، ولن يوفق كل ظالم فالله لا يصلح عمل المفسدين.
محمد كامل العيادي        
Alayadi_2100@yahoo.com    


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!