من ملأ بئر العبد دماً؟
بقلم / محمد كامل العيادي
عند استواء الشمس في كبد السماء، وعلى غِرَّةُ من المصلين، بدأ المجرمون في اطلاق النار بلا هوادة ولا رحمة، ودون مراعاة لحرمة المكان وقدسيته، على أناس عُزَّل في بيت من بيوت الله جالسين مطمئنين تغشاهم  السكينة ينتظرون أداء فريضة الصلاة، في كنف الله، مما جعل الكل يتساءل من وراء هذا الإجرام؟ وهل من فعل هذا الجُرم إنسان يحمل بين جنباته قلب يوحد الله؟ وهل من تجرأ على المصلين وقتلهم في بيوت الله مسلماً ؟ وكيف لهؤلاء الوصول بهذه السهولة للمسجد ودخوله ومن ثم اطلاق النار وهم في أريحية تامة؟. لا شك أن وراء كل حادث مستفيد فمن هو يا ترا هذا المستفيد من هذه الجريمة؟
صراحة جلست وعُرض علي شريط الذكرايت القاسية من أحداث بداية بحريق القاهرة في عام 1952م، والذي لم يتوصل إلى الآن إلى منفذ هذا الحريق، رغم توجيه أصبع الاتهام حينها لكل من الإنجليز والاشتراكيين والإخوان المسلمين بتدبير هذا الحريق، الذي لم تثبته التحقيقات، رغم أن هناك شبهة اتهام للإنجليز بعد إعلان "مصطفى النحاس باشا" رئيس الوزراء حينئذ إلغاء معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا، مما ترتب عليه الغاء جميع الإعفاءات الممنوحة للسلطات العسكرية البريطانية، الذين قاموا بدورهم محاصرة قسم الشرطة بمدينة الإسماعيلية وطلبت منهم تسليم سلاحهم والانسحاب إلى القاهرة، وعندما رفضوا الأوامر، قام البريطانيين بإطلاق النار عليهم مما أدى إلى سقوط شهداء غير الجرحى، وشاع الخبر فعَمَّ الغضب بين الشعب المصري، ليستغل أصحاب المصالح الحدث وقاموا بإضرام النيران في فندق، وكازينو، وتحطيم المحلات وسرقتها بعد أن نشر الفوضى بين الناس.
وتجرؤ أناس بهذه الوحشية على المساجد وقيامهم بقتل المصلين الآمنين، يجعل  الريبة تتملك من قلوبنا تجاه جهات خارجية هي من تقف ورائها، وهذه الجهة هي إسرائيل كما قال الأعراب في سيناء بأنها لا ترعوى في ارتكاب مثل هذه الجرائم خاصة إن كانت فيها فائدة لهم، عن طريق نفوس مريضة ساعدتها بحفنة من مال، كأمثال الفنانة "راقية إبراهيم" يهودية الديانة مواليد الجمالية بمصر، بعد أن جندها الموساد وكانت سببا في الضلوع باغتيال "سميرة موسى" عالمة الذرة المصرية عام 1952م، التي كانت تسعى لامتلاك مصر للقنبلة الذرية، كما قام الموساد بقتل العالم "سمير نجيب" بعدما عاد من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1967م، وقتل العالم "يحيى المشد" عام 1980م، في العراق، والتي اعترفت إسرائيل بقتله من خلال فيلم تسجيلي عرضته قناة "ديسكفري" الوثائقية الأمريكية تحت عنوان "غارة على المفاعل" .
منذ اتفاقية سايكس بيكو 1916، وما أعقبها وعد بلفور 1917، الذي نص على تأسيس دولة يهودية في فلسطين، وما تلاهما من خطة "برنارد لويس" الذي نصت على ضرورة تفكيك العالم العربي والإسلامي، وذلك في عهد  الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر" 1977- 1981م، الذي بدوره قام بإشعال فتنة العراق باحتلالها الكويت لتنشب حرب الخليج حتى تستطيع أمريكا تصحيح حدود سايكس بيكو لتتسق مع المصالح الصهيونية الأمريكية، ليأتي بما يسمى الثورات العربية "الخريف العربي" الذي تسببت في تراجع الأمة عشرات السنوات للخلف ووضع المنطقة على طريق التناحر والقتل والدمار .
 ما يحدث في العالم العربي والإسلامي جراء وجود هذا الكيان الإجرامي الهلامي  "داعش اللقيط " والذي ما وجد إلا لإعطاء الشرعية الدولية في تدمير العالم العربي والإسلامي بمحصلة كبيرة وبتكلفة صفرية بلا أي خسائر. تحقيق مخطط "برنارد لويس" بأن العرب والمسلمين فاسدون فوضويون ، لذا يجب احتلالهم  قبل أن يتسببون في تدمير الحضارة الأوروبية ، لذا يجب تدمير ثقافة المسلمين الدينية، مع عدم مراعاة خواطرهم ولا التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم، ولا بد أن يكون شعار أمريكا في هذه الحرب "إما سيادتنا أو ندعهم يدمروا الحضارة الأمريكية والأوربية" ، وحتى لا ينكشف امرنا يجب أن تكون المهمة المعلنة هي المحافظة على الحريات وتدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، والعمل على قيامنا بالضغط على قياداتهم الإسلامية دون هوادة ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، مع استثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبيلة والطائفية، في تدمير حضارتهم  بالكامل .
إذن المستفيد من حادث مسجد الروضة واضحا جدا، هو نفسه من قام بجميع العمليات الإرهابية في مصر ، إنه"الموساد"، محاولة منه تقسيم مصر واحتلالها وهذا لم يحدث بمشيئة الله ثم بتماسك الشعب المصري، وإدراكهم خطورة خطط الغرب في تدمير البنية التحتية، وإثارة الفتن الطائفية، ومحاولة تدمير الجيش المصري، وقوى الأمن الداخلي "الشرطة".

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!