سوريا بين مطرقة الناتو وسندان ايران وروسيا

بقلم / محمد كامل العيادي

هل سيكون الصراع في سوريا سبباً في اشعال الحرب العالمية الثالثة، أم سيكون الصراع فقط صراعا بالوكالة على ثروات المنطقة؟. لا شك أن ما يحدث في سوريا هو صراعا بالوكالة بين مشروع حلف (الناتو "أمريكا" وكيانه الصهيوني "إسرائيل" )، وبين "ايران" وروسيا الغطاء الدولي لها)، في التنافس على موارد المنطقة خاصة النفط، وداخل هذا المضمار المارثوني تسعى أمريكا لاستبدال نظام الأسد بنظام أخر يخضع لها مباشرة، حتى تضمن بالنظام التي تختاره أمن اسرائل لمدة لا تقل عن مائة عاما، وفي المقابل ايضا هناك محاولات حثيثة من الطرف الآخر "ايران – روسيا"  بالإبقاء على نظام الأسد، حتى لا يتراجع مشروع التشيع "السلاح الذي يفوق الأسلحة الفتاكة كلها" في المنطقة، وأكد في تصريح له "حسن نصر الله" أن "نحن لا نقاتل من أجل بشار الأسد، نحن نقاتل من أجل التشيع، ولولا حزب الله وإيران لسقطت سوريا، الشيعة اليوم في ذروة قوتهم بالمنطقة"..

ان الوضع السوري كل يوم هو في تطور إلى الأسوء، ليظل الشعب في مأساة حقيقية، تحت وابلا من القذائف والقصف الجوي والسلاح الكيماوي الذي يحصد كثيرا من الأبرياء، ولشدة القذف وشراسته لا يوجد وقت لدفن الموتى إلا بالدفن الجماعي في مقابر جماعية، مما اثارت هذه المشاهد المؤلمة بقيام البعض بدفن انفسهم أحياء هربا من الذل النفسي والتعدي الجسدي والمعنوي عليهم وعلى أطفالهم وسبي نسائهم، ببقر البطون، أو تقطيع الرؤوس. حقيقة لا ندري ولا اهل سوريا ايضا يدرون إلى أى مدى سيظل هذا التخاذل الدولي؟ ولا ندري هل اعتادوا على تلك المناظر المؤلمة، من قتل، وحرق بالأسلحة الكيماوية، التي فاقت ببشاعتها الحروب العالمية الأولى والثانية، والمحرقة الآسيوية التي ارتكبتها الإمبراطورية اليابانية في أواخر القرن التاسع عشر؟.
 ان ما يحدث في سوريا وعدم امكانيتهم في الحصول على أقل مستلزمات الحياة بوابة كبيرة جدا لدخول المجاعة التي بها تتفشي الأمراض والحروب الأهلية، الذي بها تقسم سوريا مذهبيا، ويمتد التناحر والتقاتل سنون عدة ، وذلك من أجل بقاء إسرائيل كما قال بن غيريون من قبل أن قوة اسرائل ليس بقوة السلاح ولكن بتفتيت ثلاث دول عربية هي مصر والعراق وسوريا.
أن نظام "الأسد" و "داعش" لا يختلفان عن بعض بل يلتقيا في هدف واحد وهو تدمير الأوطان العربية، وتمييع الأمة الإسلامية. جُرم الأسد حصد حياة 24 مدنيا بينهم 3 أطفال وإصابة أكثر من 200 مدني بجروح  لتزداد حصيلة القتلى منذ بداية التصعيد في الغوطة هو 300 مدني و71 طفلا، وإصابة أكثر من 1400 آخرين بجروح، لتضاف إلى مجزرة "خان شيخون" بريف إدلب في أبريل من عام 2017، والذي قُتل فيها أكثر من 100 مدني، وأصابة اكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال.

وقد ذكرالمرصد السوري لحقوق الإنسان في احصائيته الأخيرة،  أن اجمالي المنكوبين من القتلى والجرحى منذ مارس / آذار 2011 ، حتى 31 يوليو /تموز 2017م، أكثر من 207 هجمة كيماوية أدت إلى مقتل 1420 شخصا، منهم 1356 مدنيا، من بينهم 186 طفلا و 244 امرأة، و57 من مقاتلي المعارضة، منهم 7 أسرى من قوات النظام بسجون المعارضة، في حين أصيب ما لا يقل عن 6672 شخصا آخر.

فهل ايها العالم الحر الأبي المتشدق بحقوق الإنسان سيبقى قتل الأبرياء في سوريا مُباحا من نظام مجرم فقد شرعيته بإسالة هذه الدماء الذكية، أم سيكون لك رأي في نجدة هذا الشعب المسكين؟، قد يستيقظ ضمير العالم ولكن في حالة واحدة وهي افاقة  الأمة من نومتها وتستيقظ فيها المروءة ويموت خورها، . فيا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت فينا المروءات . واستشرى بنا الخور، أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ . يجيب صرخة مظلوم و ينتصر.


Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!