هكذا كانت لي

 

يوم عرفتها بدأت قصتي

وسرت في عروقي الحياة

تعلم في قلبها قلبي

ونطقت باسمها الشفاة

كانت هي عضدي

ودرعا من متاعب الحياة

هي نهايتي وبدايتي

قلب يأويني من التيه في الفلاة

كانت صوتي الذي يُسمع مني

وأنفاسي التي تُبعث منها الحياة

كانت هي أحضان حبي

ونورعيني وضي الجباة

كانت ظِلي وقبلتي

وأمسي ويومي والغداة

كانت سمائي وأرضي

تجتمع فيها كل الصفات

الورود يزداد منها حسناً

وتُكحل بنظرتها عيني

ويعود عمري بها إلى الصبا

كانت لي كل الفصول

هي عقلي وروحي

في عيني كالحوريات

لا تنضب في حضرتها نَفسي

ويسعد الكون بها والحياة

وترقص الأشجار والطيور تغني

بألحان تُغنيها الحياة

والعصافير تزقزق حبي

انتظر كل لحظة بعد اختها

وما مللت يوما من طول المناداة

كانت أملي الذي يرشدني

ورونق حياة يخرج من الشفاة

وبهجة روحي ونسمتي

كانت هوائي العليل

وسعادتي ونبض قلبي

هكذا كنت فماذا كنتِ

ما سألك الود يوما عن الحياة

وفيض حديث قلبي

ما زارك الحنان إليَّ

وسألك عن حبي

ما نبض قلبك بنبضي

ما تذكرت أيام الصفاء

ما اشتقتِ إلى شدو روحي

ولا إلى قلب أخذ منك الحياة

قلبك فيه نبضي

أشتاق إليكِ فكيف النجاة