حكايتي مع الشجرة !



كنت دائما عندما تضيق بي الدنيا وتكدرني بلاويها
أذهب إلى تلك الشجرة وأرتمي في حضنها ململما جروحي وبين يدها أرميها
كي ترى لي حلا وتخفف عني جروحي وتداويها
بضحكة أو بلمسة أو بنظرة من عينيها
وتصغي لي وهذا دائما أملي فيها
وتسمعني بكل اهتمام وتحنو عليَّ أعرافها
حتى تخفف الهموم عني وكل ما يكدر صفوي وتداعبني أوراقها
ثم ترسم على وجهي الابتسامة وتمحى الهموم وتعود حياتي لصفاها
وأسعد وافرح وأمرح وأعانق كل شيء يقابلني وعيناي تراها
وذات يوم ذهبت إلى تلك الشجرة التي أحبها
لكن هذه المرة وحشتني وأردت بصدق أن أراها
فذهبت بكل بهجتي وجوارحي الحب يزينها
هرولت وحسيت إن حياتي أجنحة الطير تحملها


حتى وصلت والابتسامة تملأ وجهي وقلبي يطير فرحا بلقاها
وظننت أنها سوف تقابلني بنفس الحب وكما وحشتني أكيد وحشتها
وتأخذني في حضنها وتحكي لي وأحكي لها كما كان في سابق عهدها
هكذا كان حلمي عندما أصلها
لكنها عذبتني وطفت بسمتي وغرست في قلبي فرع يابس من فروعها
وتركتني غارقا في دمعي واختلطت بدماء قلبي.. هل هذا عدلها؟
ومع ذلك ما تركتها
 وقاومت وسندت عليها وحضنتها وقبلتها
وهمست في أذنيها ما الذي جعلك تفعلي هذا بقلب قد تعلق بك ومنك ارتوى؟
فردت بكلمات قاسية كانت أقوى مما قبلها
وعنيفة لا أعتقد أن قلبي سيعافى بعدها
لماذا يا شجرتي هذه القسوة التي لا حظتها؟
ما الذي غيرك وجعلك هكذا سببا في ظلمة حياتي بعدما كنتي نورها؟
ما الذي جعلك في كل شيء أحكيه لكي تشكي فيها بطريقة مللتها؟
هل صدقي معكي وحبي لكي جعلت علامات استفهام على الأشياء التي أرويها؟
أريد جواب حتى يستريح قلبي الذي جرحتيه
وتركتيه ينزف ويتألم بسهم الشك الذي فيه وضعتيه يا ليت تعطيني حلا لها؟


محمد كامل العيادي





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!