رسالة إلى أُمي!


أمي الغالية أكتب وأنا في قمة الاشتياق إليك، احتاج لصدرك الحنون القي رأسي عليه وأبكي فيمتص ألمي ويضمد جروحي ويروي حنانه حياتي كي تنمو من جديد بالأمل وتدب في عروقي السعادة وتبدأ الحياة من جديد بهذا الحضن الجميل، أحتاج إلى يدٍ تمسح على رأسي وتزيح من عليه الهم الكبير التي تطرحه عليَّ الدنيا، أمي أحتاج إلى البسمة التي هي خريطة الفرحة والسعادة وأحتاج إلى دعاءك الذي يفتح كل الأبواب المؤصدة والطرق المغلقة ويمنع كل سوء قد يقابلني ويعيق مسيرتي، أمي أحتاج إلى أن أشم غبار قدميك الذي هو بمثابة عطرا لحياتي ووسام أضعه على رأسي، أحتاج يا أمي أن أشعر بذاتي وأنا مُلقى تحت أقدامك وأقبلها عندها كنت أحس أنني أملك الدنيا كلها بيدي والسعادة تهرول خلفي وقلبي يرفرف بجناحية فرحا بهذه اللحظة التي تلمس شفتاي قدميك التي لو كان بيدي ما قُمت من تحتها أبدا وما تركت تلك الإحساس الذي أُحسد عليه، حبيبتي يا كل حياتي ذهبتي وتركتين وانا مشتاق إليك ومحتاج في نفس الوقت لحنانك ورقة قلبك ودماثة خلقك، أحتاج إلى الحِجر الذي كان يُلقى عليه جسدي مهدود من الحمل الثقيل فيقوم وهو بقوة ونشاط ليس لهم مثيل، أمي أُريد الحديث معك فالقلب به الكثير والكثير يريد أن يفضفض لك حتى يرتاح، اسمعيني قبل أن ينفجر فؤادي أرجوك لا تتركيني ابكي حتى تُغرقني دموعي، احضنيني اضحكي عليَّ كالطفل لكن لا تتركيني في هذا العذاب، زوريني في منامي لا تقاطعيني يكفيني بعدك يكفيني عذاب هجر عيونك يكفيني حرماني من حنانك الحقيقي يكفيني انك رحلتي عن حياتي وتركتين أتعثر بأحجارها حتى أدمت قدماي وأصبح في كل شبر من أرض هذه الدنيا عليه أثار عذابي مكتوب بدمي، أمي جربت أن أعوض حنانك ما عرفت فلا أحد يعوضك لا أحد يستطيع أن يملأ الفراغ التي تركتيه، حاولت كثيرا أن أعيش بعدك لكن ما استطعت فكل شيء عديم الجمال واللون والرائحة، نعم لأنك أنت الطعم نفسه والجمال واللون والرائحة الذكية أنت عنوانا لكل معنى ودليل كل حب ومفتاح كل سعادة، أرجوك لا تتركيني خذينِ معك لقد اشتقت إليك أريد أن يلقوني بأحضانك تحت التراب المهم أن أكون معك، لا أريد الدنيا وكل ما فيها أريدك أنت فقط، هل تسمعيني يا أمي؟ قولي نعم سمعتك وقولي في انتظارك، أريد ردا منك يا أمي بالله عليك على الأقل تعالي إليَّ في منامي زوريني حتى ولو كل أسبوع مرة ولو كان كثير في الشهر مرة واحدة إلى أن يأذن الله بلقياك، لا تتركين أتعذب تذكرين عندما كنتي تلعبين بشعر رأسي وهي على قدميك وأقول لك لا يا أمي اجعلي شعري مصفف فتضحكين ضحكة ما زالت في أذني طيب قوم من هنا فأرد عليك وأقول خلاص يا أمي افعلي ما تشائين فترفعيني بيدك ثم تأخذيني في حضنك مثل الطفل الصغير ثم تقبليني، تذكرين يا أمي عندما تجديني جالسا سرحان تأتي إلي وتقولي مالك يا عمري فأنظر إليك وابتسم بسمة قد امتدتها منك ثم تجلسي بجواري وتمحي بقربك أحزاني وهمومي، تذكرين عندما كنت أتألم حين مرضي كنت أكتم آهاتي من أجل لا تشعرين وتتأذين لكنك كنتي تشعرين وتحسين بي وبسذاجتي أسألك كيف عرفتي فتردي يا حبيبي يا عمري انه قلب الأم، لماذا تركتين أتذكر هذا كله وحدي وأبكي؟ لماذا جعلتين أتعلق بك ثم تتركيني؟ لو تحبيني خُذين معك لا تتركيني إنها حياة مؤلمة إنها حياة كئيبة من دونك والله لا أريدها لا اقبلها من غيرك أريدك أنت لا أريد غيرك لا أريد مالا ولا جاها ولا سلطانا أريدك أنت خُذين بالله عليك ولا تتركين، اكتب لكي رسالتي والدموع تنهال من عيني والقلب يدمي دما، في انتظار ردك يا ست الكل فاكره هذه الكلمة التي كنتي تحبيها مني يا ست الكل، أمي أحبك ولا أحب غيرك لا أحد يملأ عيني غيرك فليغضب من يغضب ولكنها الحقيقة أنت كل حياتي وحبي وكياني اسأل الله أن يسامحني فقلبي لا أملكه ولا أتحكم فيه فاللهم حاسبني على ما املك ولا تحاسبني على مالا املك، سامحني ربي فأنت تعلم مدى حبي لها وتعلم ماذا تكون لي فكانت صديق وأخ وأب وأم، رحمك الله يا أمي وأسكنك فسيح جناته أنت وأبي، وما زلت في انتظار زيارتك فلا تقاطعيني فكما قلت لك ولو مرة في الشهر، أو أكن بجوارك وفي أحضانك!
محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!