رحلة البحث عن الذات بالوهم !


ايران تبحث عن الإمبراطورية الفارسية وهو ماض قد انتهى وولى زمانه منذ أن أنهاه الفتح الإسلامي ، وذلك بمحاولة تطوير نفسها لتكون شريك دبلوماسي بالمنطقة مثل الصين، وقطب جاذب للاستثمارات الخارجية لتحقيق هدفها بأن تكون القوة الأكبر في الاقتصاد والطاقة في منطقة غرب أسيا، بعيدا عن الشرق الذي به الهند وباكستان والصين أصحاب القوة النووية، وشمالا روسيا وبذلك مستبعد عنها المطمع في التمدد لا في الشمال ولا في الشرق، ولكنها وجدت أن الغرب "منطقة العالم العربي" هو الأسهل لرخاوتها فيمكن السيطرة عليها، واستغلالها لعودة هذه الإمبراطوريَّة سالِفة الذِكر وانحسار الديانة المجوسيَّة في بِلاد إيران وإقبال الفُرس على اعتناق الإسلام. بدأت تلك الفُتوحات زمن أبي بكرٍ الصدّيق بِغزو المُسلمين للعِراق، المركز السياسي والاقتصادي للإمبراطوريَّة،[ْ 1] سنة 11هـ المُوافقة لِسنة 633م بِقيادة خالد بن الوليد، فبقي حتى استكمل فتح العراق بالكامل، ثُمَّ نُقل خالد بعد ذلك إلى الجبهة الروميَّة بالشَّام لاستكمال الفُتوحات، فتعرَّض المُسلمون في العراق لِهُجومٍ مُضادٍ من قِبل الفُرس مما أفقدهم ما فتحوه مع خالد بن الوليد. فبدأت الموجة الثانية من الفُتوحات تحت قيادة سعد بن أبي وقَّاص سنة 14هـ المُوافقة لِسنة 636م، فكان النصر الحاسم في معركة القادسيَّة التي أنهت سيطرة الساسانيين على الجبهة الغربيَّة لِفارس. فانتقلت الحُدود الطبيعيَّة ما بين الدولة الإسلاميَّة الفتية والفُرس من العراق إلى جِبال زاگرُس. ولكن وبسبب الغارات المُستمرَّة للفُرس على العِراق، فقد أمر الخليفة عُمر بن الخطَّاب بتجريد الجُيوش لِفتح سائر بِلاد فارس سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م، ولم تمضي سنة 23هـ المُوافقة لِسنة 644م حتى استُكمل القضاء على تلك الإمبراطوريَّة وفتح فارس برُمَّتها.، ولم تسكت ايران حتى استغلت الفراغ الذي حدث على المستوى الاستراتيجي العربي بعد سقوط نظام صدام حسين فبدأت تملأ هذا الفراغ ، وذلك ليس لضعف ولكن لتردي حال الأمه العربية ، واستطاعت السيطرة على جنوب العراق لممارسة تأثيرها السياسي والثقافي والاقتصادي على المنطقة  كالذي قامت به في غرب أفغانستان منذ التسعينات، فالإيرانيون لا يخفون مطمعهم في الخليج وأنه جزءا من أراضيها وذلك قيل في تصريح للسيد" قطب زادة " وزير خارجية ايران في مقابلة مع " راديو مونت كارلو " في 30 نيسان 1980، وأضاف أن البحرين هي الإقليم الرابع عشر في ايران، بل ازداد تدخلها السافر في عام 2004 وطلبت من قطر تقليل معدل استغلالها لاحتياطيات حقل الشمال وحقل بارس الشمالي التي تشترك فيها الدولتان وهددت بالتصعيد إن لم ترضخ قطر لطلبها، فايران لا تتوانى عن استعمار الخليج امتدادا للجزر الثلاثة الإماراتية " طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى منذ 1971 " ، فأسلوب ايران واضح دائما باستخدام فقاعاتها وحربها النفسية بأنها الأقوى وتمتلك ترسانة أسلحة فتاكة وصواريخ مزودة بنووي لإيهام الجميع  بهذه القوة الواهية ومن ثم الرضوخ لها والتسليم بما تملكه من قوى نووية واقتصاد وعتاد وجيش ، وهذا بكل تأكيد ما هو إلا وهم كبير من الإيرانيين، ولو فعلا هم كذلك ما فشلوا في العراق وسوريا واليمن وفشلهم في الإطاحة بحكومة البحرين عندما تصدت لهم المملكة العربية السعودية بألف جندي فقط ، فلا بد ألا نُمهد لهم الطريق لمدهم وهذا لن يكون إلا بالاتحاد وتكوين قوة دفاع مشتركة لعدم ترك فراغ لأي مطمع لعودة تلك الخرافة التي تسمى "الإمبراطورية الفارسية  " حفظ الله بلاد العرب والإسلام.
محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!