الإسلام بريء من الإرهاب وما يقوم به


إن تاريخ العمل الإرهابي كما قال المحلل السياسي اللبناني قاسم عثمان يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة، وهو عمل قديم يعود بنا إلى مئات السنين،
 ففي القرن الأول وكما ورد في العهد القديم، همت جماعة من المتعصبين على ترويع اليهود من الأغنياء الذين تعاونوا مع المحتل الروماني للمناطق الواقعة شرق البحر المتوسط، وفي القرن الحادي عشر، لم يجزع الحشاشون من بث الرعب بين الأمنين عن طريق القتل، وعلى مدى قرنين، قاوم الحشاشون الجهود المبذولة من الدولة لقمعهم وتحييد إرهابهم وبرعوا في تحقيق أهدافهم السياسية عن طريق الإرهاب، 
وأضاف يورغن تودنهوفر وهو كاتب سياسي الماني وعضو برلماني سابق، أن الغرب هو السبب في تفشي الإرهاب المتمثل في داعش بسبب الحروب التي يخوضها ضد المسلمين، ولا علاقة للإسلام بهذا الأمر.
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"، أي بغير قتل نفس يوجب الاقتصاص، أو فساد في الأرض :  أو بغير فساد فيها كالشرك أو قطع الطريق، فكأنما قتل الناس جميعا من حيث أنه هتك حرمة الدماء وسن القتل ، وجرأ الناس عليه ، أو من حيث إن قتل الواحد وقتل الجميع سواء في استجلاب غضب الله سبحانه وتعالى والعذاب العظيم ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا : أي ومن تسبب لبقاء حياتها بعفو أو منع عن القتل أو استنقاذ من بعض أسباب الهلكة فكأنما فعل ذلك بالناس جميعا ، والمقصود منه تعظيم قتل النفس وإحيائها في القلوب، ترهيبا عن التعرض لها، وترغيبا في المحاماة عليها ،
 إن الإسلام يرفض الإرهاب جملة وتفصيلا في أي مكان في الغرب أو الشرق، ولا شأن للإسلام به من قريب أو بعيد، وما يحدث في سوريا والعراق والشرق الأوسط عامة وأفريقيا الوسطى، هو السبب في انتشار هذا الوباء،
 أن فرنسا لها تحركات عسكرية في أفريقيا والشرق الأوسط، وماضيها الاستعماري معروف كما أوضح تودنهوفر ونحن نشاركه الرأي،
ولا ننسي حقبة الثورة الفرنسية الممتدة بين الأعوام 1789 إلى 1799 والتي يصفها المؤرخون بـ"فترة الرعب"، فقد كان الهرج والمرج ديدن تلك الفترة إلى درجة وصف إرهاب تلك الفترة "بالإرهاب الممول من قبل الدولة".
 فلم يطل الهلع والرعب جموع الشعب الفرنسي فحسب، بل طال الرعب الشريحة الأرستقراطية الأوروبية عموماً
ويرى البعض أن من أحد الأسباب التي تجعل شخص ما إرهابياً أو مجموعة ما إرهابية هو عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، كانت اقتصادية أو عن طريق الاحتجاج أو الاعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير. ويرى البعض أن بتوفير الأذن الصاغية لما يطلبه الناس (سواء أغلبية أو أقلية) من شأنه أن ينزع الفتيل من حدوث أو تفاقم الأعمال الإرهابية، إذن الإسلام بريء من الإرهاب كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، وندين ما حدث في فرنسا يوم 15 نوفمبر 2015م.
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!