هل ستموت فكرة الشرق الأوسط الجديد على الأعتاب المصرية؟ أم ستكون فعلا الجائزة الكبرى؟



في المقال السابق المعنون بعنوان الشرق الأوسط والجائزة الكبرى كنت أعني بهذه الجائزة الكبرى هي مصر، ولم تُنال إلا بعد الاستيلاء على جميع الدول العربية، وذلك لإقامة دولة إسرائيل الكبرى لوعد الرب مع ابرام عهدا لهم كما يقال في كتابهم، وقال:" لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير ( نهر الفرات )"، ولن يتحقق ذاك الوعد إلا إذا انتهت مصر، لذا وجب الأمر للعمل على عدة أمور منها إفقاد مصر موقعها الدولي، وزج جيرانها العرب في مواجهات تؤدي إلى انهاك قواتهم العسكرية ومحاولة نتشر الفوضى.

ما حدث في العراق عند غزو الكويت، عز دخول القوات الأمريكية العراق، ليكون ذلك بداية  لتدمير القوات العراقية وكسر ضلع مهم من أضلاع المثلث العربي، للوصول بسهولة للأضلاع الأخرى وكسرها، لتسلم الجائزة الكبرى بعد أن بنو سلما من جثث الأمة العربية، وروت دماء العراقيين أرض العراق حتى اختلطت بماء الخليج العربي لتُروى منها الحشائش على الضفاف وكذلك الأشجار لتحكي للأجيال القادمة ما فُعل بوطنهم.
ثم جاءت لعبة "داعش" التي أُلقت ثمرتها بأياد خفية أرادت بها أن تكون في أحلاق العرب لتقتلهم، وتدمير البلاد العربية تحت اسم الدين، والمساهمة في محاولة تقسيم الأوطان إلى مقاطعات ليكون الشرق الأوسط الجديد، وذلك لتحقيق استقرار سياسي واجتماعي يضمن المصالح الاقتصادية الأمريكية بالمنطقة وعلى رأسها النفط، وباعتراف هيلاري كلينتون التي قالت في كتابها " خيارات صعبة " إن داعش صنيعة أمريكية لتقسيم الشرق الأوسط، وكل شيء على ما يرام في العراق وليبيا وسوريا .
أما مصر فتختلف لتماسك شعبها مع جيشه ومن الصعب أن يترك جيشه وحيداً، لذا كان ولا بد من محاولة الوقيعة بينهم، لذا افتعلت ثورة 25 يناير لأمران أولا التخلص من مبارك المنهك وكذلك التوريث وإن كان هو أقل أهمية وهذا كان قناع لتفتيت الوطن كي تصبح مستساغة للعدو، بعد الوصول للهدف الثاني وهو القضاء على الأصولية الإسلامية كما يطلق عليها في العالم وهو الأكثر أهمية، وقد نجحوا لقلة خبرة الإسلاميين سياسيا وأخطائهم بعد أن حازوا على الأكثرية في مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية، وحدث ما حدث في 3 يوليو 2013 وسقط
( الإسلام السياسي) وانقسم الشعب إلى قسمان قسم مؤيد وآخر معارض، وسالت دماء كثيرة ومع ذلك لم ينزلق الشعب المصري إلى حرب أهلية التي كانت هدف أصيل من أهداف الربيع.

لذا لا بد من وعي الشعوب العربية وسرعة التماسك قبل أن يُعلن رسميا الشرق الأوسط الجديد باستلام الجائزة الكبرى مصر، وقيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وإن حاولوا صرف أنظارنا عن ذلك بأن ما اخترع هذا إلا جمال عبد الناصر لكسب عداء العرب لإسرائيل. ستظل مصر شامخة أبية بشعبها وجيشها مهما كانت الخلافات وستظل الأيادي متشابكة ينشدون نشيد الوطن بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي، مصر يا أم البلاد أنتِ غايتي والمراد، وعلى كل العباد كم لنيلك من أيادي.

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!