الشرق الأوسط والجائزة الكبرى



2016 م ستكون بداية غير سعيدة في الشرق الأوسط بنشوب حروب عدة، خاصة مع تأزم الوضع بسوريا والعراق وليبيا واليمن، ودخول روسيا في الصراع ورغبتها في فرض سيطرتها على سوريا التي بدأت بتمركز قواتها فعلا بها، ودخول السعودية اللعبة لرغبتها في التخلص من بشار الأسد ونظامه العلوي، ولم ولن تسمح بذلك ايران بل ستشعل المنطقة بأكملها، على أمل السيطرة وإعادة أمجاد الفرس مرة أخرى وذلك بمساعدة الأمريكان التي تساعد الجميع لنهاية الجميع.

أن ما يحدث في العالم ينذر بكارثة عظيمة وقد تكون شرارة الحرب العالمية الثالثة، المستفيد منها الغرب وليس الشرق التائه، المُقسم إلى دويلات وإن لم يُعلن ذلك.

للأسف قد نجحوا بأيدينا نحن في خلق الصراعات التي تجيز لكل منا تصفية الآخر، بأشياء تافهة لا معنى لها، فهنا صراع سني شيعي، وهناك صراع جماعي جماعي، وحزبي حزبي، وصراع قَبلي قَبلي، وبين بلد وجاره على جزر أو مياه أو عرق، ويعلو شعار أتفقنا على ألا نتفق.

أن أي دولة تفكر بامتلاك قوتها وسلاحها ودوائها يُقضى عليها، وتبدأ صناعة المكيدة بكل أنواعها بصراعات واهية عرقي أو مذهبي، وما يحدث الآن في تركيا ونزاعها مع حزب العمال الكردستاني المدعوم من روسيا خير دليل، وبداية جديدة لتوتر سيجرهما إلى حرب تعود بها الطرفان إلى سنوات عدة للوراء، كما توقعت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، وبهذا تصبح تركية غير مُستقرة وبالتالي سيتأثر اقتصادها بالحرب ويقف النمو، ويقوم الداخل على الحكومة وتنتهي تركيا كما انتهت دول من قبل.

 الأمل اضمحل والمؤشرات تقول انه سيتعنت الجميع في المنطقة برأيه حتى تموت كل احتمالات الحل السلمي لهذه الصراعات القائمة، وتجعل الحل السياسي عملياً مستحيل، وتنشب الحرب ولن تكون هذه البلدان فقط مسرحا لتلك الحرب، بل ستضم جنوب السودان، إذن ستنتهي سوريا وجميع الدول العربية بعد العراق، للوصول للجائزة الكبرى وهي مصر حفظها الله بحفظه.

على العالم العربي الاتحاد وعدم الزج بأنفسهم في صراعات تنهكهم وتقضي عليهم، أعلموا جيدا أن المستفيد الأول والأخير هم أعدائنا أعداء الأمة، فعلى الجميع الترفع عن الخلافات مهما كانت من أجل الأمة، من أجل أن تعيش أجيالنا القادمة في سلام وعزة، حفظ الله بلادنا من كل سوء، وهدى شبابنا.
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!