عشوائيات


يتألم كثيرا كل من يرى في مصر العشوائية ومدى الدمار الأخلاقي الذي نتج عنها، من غوغائية في كل المناح الحياتية ، لدرجة الثمالة والقرف مؤداه الهرب، والحسرة على بلد يحمل حضارة لا تحملها أي بلد عربي آخر، هي حاليا تسبقها في التقدم بحضارة وإن كانت عمرها قليل لكنها تخطتها بكثير، مع وقوف مصر محلك سر يتغنى الجميع بحضارة لم يضيفون عليها شيئا.
العين تدون وتوثق المخالفات الأخلاقية وتسيب الناس، فلا رقيب نفسي ولا خوف من الله، ولا حساب لكبير ولا رحمة لصغير، عشوائية في التفكير من سائقي السيارات وكذلك من المشاة، تركب سيارتك تسير في المسار المحدد لك فتجد من يقفز أمامك من اليمين والشمال دون النظر لأحقية المرور أو السير، والأدهى أنه ينظر والابتسامة تملأ وجهه غير مبالي بما فعله مع العلم انه مدرك خطورة ما يفعل جيدا، ولكن لسان حاله يقول
(يا عم كبر دماغك ).

الزبالة تُلقى دون النظر لضرر البيئة، وعدم الاكتراث لأناس يعملون من أجله ليلا نهارا ينظفون ما افسدوه، ليأتي اليوم التالي وكأن لم يكن.
 والأمر في المطاعم مشابه، لا التزام بجودة ولا سلامه ولا  بأقل القواعد الصحية وهي لبس القفازات، وتوجد ظاهرة غريبة وهي استخدام المواد التي تسرع في عملية الطهي لتوفير استخدام الغاز، مع إدراكهم أن هذه المواد تسبب أمراض خطيرة.
المدارس أماكن التربية، للأسف تفتقد أصول التربية وكذلك التعليم، فالمعلم اصبح مقاول أنفار لا يهمه غير الدروس الخصوصية التي تستنزف مقدرات المواطن المسكين، ليأتي الطالب يوم الامتحان وليس لديه أي حصيلة علمية، غير مطواة في جيبه يخرجها ليرهب المراقب حتى يقوم بالغش.
الحكومة وحدها لا تستطيع التغيير إلا اذا تغيرت ثقافة الناس، وقبل أن نفكر في القضاء على العشوائية، لا بد أن نقضي على عشوائية عقولنا وتفكيرنا وغوغائيتنا أولا، وان جاء اليوم فيه نرى الشارع بدون زبالة والمطعم بدون غش والسير بانتظام، والطالب يحترم مُعلمه، والكبير يرحم الصغير، والصغير يوقر كبيره، حين ذلك ندرك أننا بدأنا ننتهي من كل العشوائيات، لست متحاملا ولا متشائما لكنها الحقيقة فلا ندفن رؤوسنا في الرمال عند الخطر كالنعام، يجب أن نرفع شعار رؤية وطن دون عشوائيات وفي مقدمة الأوطان الرائدة.

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!