"داعش" البذرة الخبيثة وسنوات الإحتلال



هل ثورة يناير 2011 م بوابة لإستعمار جديد؟، هل أطماع الحاضر ستُحيي أطماع الماضي؟، هل ستتغلب مصر على الطامعين رغم نزيف جراحها؟، هل سيكون الاقتراض فخاً تمهيدا لاحتلالها وفرض الوصايه عليها كما حدث مع الخديوي اسماعيل؟، هل انقسام الشعب سيكون سبباً في تجرؤ الطامعين بالانقضاد على مصر؟، كيف وجد الإرهاب، وما هي اسباب وجوده، ومن يروي بذرته الخبيثة، وما أهدافه القذرة؟.

عاشت مصر تحت السيطرة الفارسية من عام 525 ق.م، إلى أن جاء الاحتلال الروماني 639 م، الذي اخرجهم من مصر عمرو بن العاص عام 641م، الذي تولت الدولة الأموية حكم مصر بعده ، ثم الدولة العباسية، وتلتها الدولة الفاطمية، ثم الايوبية، حتى اصبحت مصر تحت حكم المماليك  الذين جلبهم السلاطين الايوبيين منذ عام 1250 ، إلى أن هزمهم العثمانيين عام 1517، في معركة "الريدانية" و تم إعلان مصر ولاية تركية، وتدهورت  معها الأحوال الاقتصادية وذلك لكثرة الفساد من الولاة المعينين وقت إذ من الدولة العثمانية، وأحست الدولة العثمانية ببتذمر المصريين  فتم تعيين "محمد علي باشا" واليا على مصر. ولرغبة الفرنسيين في إقامة قاعدة فرنسية في الشرق الأوسط، لقطع الطريق بين بريطانيا ومستعمراتها في الهند، ومحاولة استخدام  مواردها في غزواته في أوروبا، قاموا بحملتهم على مصر واحتلوها في عام  1798 ، وبفضل وحدة الشعب وحاكمهم تم إفشال حملة "نابليون" ليعود بجنوده منهزما إلى بلاده عام 1801.
 وفي عام 1807 دارت الحرب الإنجليزية العثمانية  بين  القوات المصرية بقيادة "محمد علي باشا" والقوات البريطانية بقيادة الجنرال "فريزر" واستطاع المصريين هزيمتهم عام 1809، وبعد موت "محمد علي باشا" عام 1849، ظهرت الإخفاقات العثمانية بالاستدانة من الغرب  لشق قناة السويس الذي منح  الخديوي "سعيد" امتياز شقها لصديقه الفرنسي المهندس " دي ليسابس" بشروط مجحفة كانت سببا لجلب الويلات على مصر، وفي عام 1864، افتتحت القناة في عهد الخديوي" إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي"،  وبتضخم الديون اضطر بعرض بيع نصيب مصر في القناة، فاستغل الإنجليز هذه الفرصة فقاموا بشرائه عام 1875، مقابل 4 مليون جنيه دفعها "روتشيلد" أحد ذئاب الرأسمالية اليهودية" ، وكان هذا سببا مباشرا في تدخل الإنجليز لإدارة الشئون المالية في مصر، كتاب (القاهرة في عصر إسماعيل) الكاتب "عرفه عبده"، وبعد ضغوط انجليزية تم عزل الخديو إسماعيل من قبل الدولة العثمانية و تولى الحكم ابنه الخديو "توفيق"  الذي كان يخشى تحركات عرابي بقيام ثورة فطلب من الإنجليز حمايته ، فاستغلوا ضعفه فافتعلوا مذبحة شنيعة للمسيحيين بالإسكندرية ليظهروا ضعف الحكم، لتحقيق مراددهم  بدخولهم مصر عام 1882 محتلين تحت غطاء حماية رعاياهم .

 أما ثورة 25 يناير من عام 2011 ، كانت تكملة لمشوار معاناة مصر والمصريين، وطريقة اخرى للإحتلال ، ، وبمثابة النكسة الكبرى للتيار الإسلامي خاصة، وللشعب عامة، وسببا في تدهور الأمور الحياتية والمعيشية ، وانقسام الشعب، وفرقت بين الأخ واخيه، وأصبح الفرد غير آمن في بيته، وانفلات وضياع الأخلاق، لو كانت ثورة حقيقية ما تعطلت بسببها المشاريع التنموية ، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والأمنية ، وتفشي الأرهاب  الذي ازهق ارواح بريئة، وتأثرت السياحة وتأثر قطاع العاملين فيه وخسرت الدولة خلال 5 سنوات من بعد الثورة 25 مليار دولار، وسجل التضخم العام في ابريل 2017 نحو 46.31% وبلغ الدين المحلي 3 تريليون و27 مليار جنيه بما يمثل 93% من الناتج المحلي، في حين كان دخل السياحة  في عام 2010 بلغ 12.5 مليار دولار، قياساً على ذلك جميع القطاعات المصرية، ولو كانت ثورة حقيقية ما تمنى الناس عدم قيامها.

ستظل  مصر مستهدفه  لتنفيذ أجندة معدة سلفا، منذ  وثيقة "كامبل" و "برنارد لويس" مهندس تقسيم الشرق الأوسط ، بطموح اقامة دولة اليهود الكبرى من النيل للفرات، بعد إضعاف وتدمير وتمزيق العالم العربي،  بربيع عربي ينسف البنية التحتية ودخول الدول في دائرة العوز، وظهور الكيانات والمنظمات ، كتنظيم "داعش" الإيريوصهيوني، الذي نشأ في العراق عام 2003، تحت قيادة" ابو مصعب الزرقاوي" الذي تطورت قدراته بشكل ملفت للنظر مما يثير تساؤلات كثيرة عمن يقف خلف هذا التنظيم الخبيث ويمولة، حتى أصبح قاعدة ارهابية استراتيجية في كل من سوريا والعراق ، وأصبح مصدرا لنشر الاسلاموفوبيا ،  وجاء " ابو عمر البغدادي" بعد مقتل "الزرقاوي" ليكمل ما بدأه بمحاربة الفصائل السنية  في سوريا بعدما رفض "ابو محمد الجولاني"  مبايعته،. تنظيم "داعش" مُجرم وتم بذر بذرته الخبيثة في العالم العربي والإسلامي لتدميره ، ممتدا جرمه إلى مصر بمحاولة افتعال الفتن بقتل الجنود والضباط والأفراد في سيناء وغيرها، وفي منظر مريب خرج 50 شخصا منهم  بالأمس في رفح حاملين  السلاح  بصورة مستفذة ، وكأن هذه بإشارة بوجود "داعش"  في مصر، لإعطاء الشرعية  في التدخل الخارجي في مصر. فهل يُسرع الشعب المصري باصطفافه متصالحا مع نفسه ونبذ الخلافات لإفساد جميع المخططات؟. حفظ الله مصر، وجعلها دُرة الأوطان، وتاج يعتلي هامات البلاد.
محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!