لو بقي الصمت فالدماء في رقابكم يا شيوخ القبائل




ما يحدث في هذه الأيام من استباحة دماء الناس شيء مقزز للنفس، واستهانة بتعاليم الله وشريعته، والتي من ضرورياتها حفظ النفس ومن حفظها حفظ الدماء من أن تُهدر وتُسفك بغير حق‘ كما يحدث في هذه الأيام من سفك للدماء ليلا ونهارا ومعظمها شباب في مقتبل العمر، يحمل أمنيات وآمال وأبويه ينتظرا منه الكثير ليريح همهما وتعبهما من أيام خلت في تربيته ، ليأتي اليوم بدلا أن يريحهما يأتي خبر قتله، ولو يدري من قتل حرمة الدم عند الله ما قتل ولو أعطاه المقتول مالا ليقتله.

 فالله حرم قتل النفس فقال تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، وأيضا قال تعالى:( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)، نجد أن من قتل مسلما ظلما فكأنما قتل الناس جميعا وهذا ما وضحته الآيات السابقة.

 وفي السنة النبوية قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( لن يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دما حراما )، وقال أيضا ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق )، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج - وهو القتل القتل - حتى يكثر فيكم المال فيفيض)، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات ) ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟
قال : ( الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)، وعن عبد الله بن عمر ، قال : ( إن من ورطات الأمور ، التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها ، سفك الدم الحرام بغير حله ).

 وعن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : يا رب ، هذا قتلني ، فيقول الله له : لم قتلته ؟ فيقول : قتلته لتكون العزة لك ، فيقول : فإنها لي . ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : إن هذا قتلني ، فيقول الله له : لم قتلته ؟ فيقول : لتكون العزة لفلان ، فيقول : إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه )، وعن أبي هريرة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل ).

وهنا أهمس برفق إلى شيوخ القبائل وجميع الوجهاء ومعهم الشباب العاقل، لا بد من التحرك ووقف هذا النزيف الذي أصاب جسد القبائل، فإن تركتم الحال على ما هو عليه فسنشتكيكم إلى الله الذي ولاكم أمورنا، وأقول للشباب فكروا جيدا قبل أن تنجرفوا إلى هذا المنعطف الخطر، فلا يُعقل من أجل خلاف بسيط أن ندوس على الزناد ونُخرج رصاصة تقتل نفس بريئة، ونكون سببا في انتشار الأحزان في النفوس وهجر الدور، وتشرد الأطفال، وكل هذا من أجل ماذا، من أجل أشياء عندما يجلس القاتل مع نفسه يقول ما الذي فعلته ما كان ينبغي أن أفعل ذلك ويندم ولكن لا ينفع حين ذاك الندم.

نرجو من الجميع أن حافظوا على الشباب، حافظوا على البيوت والنساء، حافظوا على مستقبل تشرق فيه شمسه علينا جميعا بالخير والحب بيننا، انبذوا العنف، الفظوا التعصب، لموا الشمل،
عليكم بعمل مجلس قبائلي موحد يُختار له شيخ بالانتخاب، هذا المجلس يشرع قوانين عرفية صارمة، منها شجب القتل فمن يَقْتُل يُقْتَل لنبذ الثأر وقتل أبرياء دون أي ذنب، نسأل الله أن يُخرج الشياطين من بيننا ونعوذ به من شرور أنفسنا، وهدى الله شبابنا وأبنائنا.

محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com


  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!