حماس وومضة أمل في طريق مظلم !


 هل تدشين مكتب لحركة حماس في مصر خطوة لطي صفحة الماضي؟ وهل هذه الخطوة بمثابة فرصة لمراجعات فكرية للجماعات في المنطقة؟ وماذا عن جميع القضايا التي كانت حماس طرفا فيها والتي تنظرها المحاكم المصرية؟ وما الذي يؤول إليه قطاع غزة بعد حماس؟ هل سيعود الأمن لشبه جزيرة سيناء حال تسليمها للسلطة الفلسطينية؟ وما هي التنازلات التي ستقدمها حركة حماس لكسب الثقة المصرية والفلسطينية؟ وهل ستقبل حركة فتح التنازلات الحمساوية أم ستشكك في نواياها؟ هل قادة حماس سيتنقلون بأريحية تامة دون ملاحقات أمنية في المستقبل؟. كل هذه تساؤلات تدور في عقل كل من يتابع الوضع وفي حنايا صدره ما لا يجعله يستريح حتى يأتي ما يزيله من صدره.
حسب موقع 48 الفلسطيني تم الاتفاق بين حماس والسلطات المصرية بأن سيكون للأولى مكتب في القاهرة برئاسة عضوها "روحي مشتهي"، بمثابة ومضة مضيئة في طريق مظلم، وقد تمت هذه الخطوة المباركة بعد بحث العديد من القضايا السياسية والأمنية في لقاءات عدة بين الطرفين، ورؤيتهم للمستجدات الساسية التي طرأت على المنطقة  والتي تتطلب تنازلات فعلية من حركة حماس، للحفاظ على قطاع غزة الذي يمتاز بموقعه الجغرافي بوقوعه  بين مصر وبلاد الشام، وبين قارتي أسيا وافريقيا، وهو نقطة الوصل الأخيرة بين بلاد الشام والبحر المتوسط ، والمتقدمة جهة الغرب نحو البحر في زاوية بين سيناء وصحراء النقب والبحر الداخلي الفلسطيني.
ان التقارب المصري الحمساوي، واقامة لها مكتب في مصر خطوة جيدة وإن كان حتى الآن لم يتم النفي أو التأكيد، ولكننا نتمنى أن تكون بداية موفقة، وانتهاء لخريف صعب في المنطقة، وياليت يكون هذا التقدم مدخلا لإخوان مصر لدراسة وتقييم الوضع جيدا، والقيام  بمراجعات فعلية، لتفويت الفرصة على كل متربص بالمنطقة، وبذلك تمر بنفسها والمنطقة من هذا النفق المظلم، وعلى كل حال ان المراجعات الفكرية والحزبية أو النقد الذاتي حالة صحية وجزء من الحياة السياسية للإحزاب والجماعات السياسية وللأيدولوجيات والأفكار، فالمعرفة الانسانية ليس مطلقة وليست مقدسة، وما فعلته حماس في إعادة تموضعها في ظل تسارع المتغيرات الإقليمية والدولية، وتحسين علاقتها بمصر، خاصة بعد ادراكها خطورة العزلة التي تتعرض لها،وهذا ُحسب لها سياسياً خاصة مع ابقاءها على توازن علاقاتها الأخرى بإيران وقطر وتركيا، فهل تستفيد اخوان مصر من الخطوة والتنازلات السياسية مع الابقاء على الثوابت؟ أم ستفوتها دون التعلم كما فوتت فرصة التعلم من حسب النهضة في تونس، والعدالة والتنمية في تركيا؟.

تحقيق المصالحة المجتمعية في غزة، ستعزز الأمن على الحدود مع مصر، وفيه تخفيف معاناة القطاع، لذا كثيرا من الفلسطينيين والعالم يتساءل عن موقف اسرائيل من هذه الاتفاقية ومدى احترامها لها، وماذا لو تم اجتياح منها للقطاع بعد تسليم ادارته للسلطة الفلسطينية؟ وماذا سيكون دور مصر في هذه الحالة؟، وهل ستتنازل حماس عن المقاومة وتسلم سلاحها للسلطة؟

لا شك أن نجاح الاتفاقية سيظل مرهونا بحركة فتح وثقتها في نوايا حماس، وتعاملها الايجابي، وعدم اصدار حكما  مسبقا بمراوغة حماس السياسية بهذه اللقاءات، لأن مصر دولة ذات ثقل دولي وعربي واقليمي ولا تسمح بمثل هذه المراوغات، واكيد لديها القدرة على توفير كل الضمانات اللازمة للطرفين لفتح وحماس، لإنهاء هذا الصراع والانقسام الذي دام 10 سنوات.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!