اسمع يا يوسف

زمن العجائب ليس العجائب السبع التي كنا نسمع عنها ولكنها عجائب أم أربعة وأربعين التي تلدغ اللدغة وبها إلى القبر مباشرة فلا ينفع معها أمصال ولا طوارئ ، فمن هذه العجائب التي لا تُصدق ولا يتوقعها أحد ولا تخطر على بال مصري أن يسجن البريء ويبرأ المتهم  ، أن يبرأ يوسف بطرس غالي الذي ليس له نصيب من اسمه أبدا فهو ليس بغال ، فهو صاحب المخالب  السامة التي شوهت أجساد المصريين ووجوههم ، براءة هذا الذئب من دم المصريين الذي عبدهم لفرعون مصر ،ونحتوا التماثيل له في كل مكان ليُخلد في أذهانهم كما فعل فرعون موسى وهذا مكر مكروه ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ،جعل الشعب المصري قرابين لهذا الفرعون ولأولاده الذين عاثوا في الأرض فسادا ،جعلوا الشعب العظيم مطايا يمتطونها للوصول إلى أغراضهم القذرة في الدنيا ، فكيف يتم تبرئة الشيطان الذي دمر هذا البلد الطيب وجعل أهلها دائما في كد وتعب من أجل بقاء فرعون مصر الأخير على كرسيه ، وجعلهم عبيدا لديه يقدمون الولاء والطاعة  يسجدون  ويركعون له ، وكأنه أخذ عهد على نفسه بتجويع الناس  كي يتمتع رب يوسف بطرس ومن وراءه،فلا اعتراض ولا تذمر ولا شكوى ، ومن يفعل غير ذلك فالسياط موجودة ، زبانية العذاب مستعدة ليسقونه مره ، وكما توجد أشكال العذاب الأخرى والكثيرة التي  يتفننون فيها ومن دورها الموت البطيء للشعب المسكين الذي لا حول له ولا قوة إلا الصبر ثم الصبر، ففي هذه الفترة السيئة فترة حكم الفراعين ازداد فيها تشرد الشباب وهتك أعراض البنات وكثُرت الأمراض وازدادت الديون وخربت وسُكرت الشركات التي كانوا يقتاتون منها والدور التي يسكنونها ،وبعد هذا التقدم الرهيب في الفشل والرقي إلي قمة الانحطاط ،تأتي براءة صِديقهُم يوسف الذي تعلم على أيادي اليهود في معابدهم  بحي بروكلين بنيويورك بأمريكا والتي اعتاد زيارتها كلما غدا أو راح ليأخذ تعاليمه منها على يد الحاخام (ليفبافيتش) المعروف بعدائه للمسلمين ، فغسلوا مخه  وتم إهداءه كتاب بعنوان اسمع يا يوسف ، وهو يحكي أحكام دينية وجهت لسيدنا يوسف حيث كان أول وزير مالية على مصر بل في البشرية كلها ، فاستغلوا الاسم ووظفوه حيث أرادوا  وأعطوه  دروسا تركزت على كيفية إنقاذه بحكمته وحنكته اقتصاد مصر، وأقنعوه بأنه هو يوسف العصر طبقا للمقادير التاريخية والإنسانية وتتابع وتعاقب الأرواح ، فتقمص الشخصية وحكم مصر ماليا بتعاليم هذا الكتاب منذ توليه وزارة المالية 2004 وشتان بين اليوسفين  يوسف الصديق ويوسف بطرس، فتعالوا نرى ماذا فعل وما كان موجودا في الكتاب الذي جعله دستورا له في حكمه ونجد الآتي في الكتاب والذي احتفظ بالمصدر لدي" لم يكن خبزا في الأرض لأن الجوع كان شديدا جدا فخورة أرض  مصر وارض كنعان من أجل الجوع فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في أرض مصر و أرض كنعان  بالقمح الذي اشتروا وجاء يوسف بالفضة إلى بيت فرعون فلما فرغت الفضة من أرض مصر ومن أرض كنعان أتى جميع المصريين إلى يوسف قائلين أعطنا خبزا فلماذا نموت قدامك ،فقال يوسف هاتوا مواشيكم فأعطكم بمواشيكم إن لم يكن فضة أيضا فجاءوا بمواشيهم إلى يوسف فأعطاهم يوسف خبزا بالخيل وبمواشي الغنم والبقر والحمير فقاتهم بالخبز تلك السنة بدل جميع مواشيهم"وفي السنة الثانية في مصر أتوا إليه فقالوا له لا نخفي عن سيدي أنه قد فرغت الفضة ومواشي البهائم عند سيدي لم يبق قدام سيدي إلا أجسادنا وأرضنا لماذا نموت أمام عينك نحن وأرضنا جميعا اشترنا وأرضنا بالخبز فنصير نحن وأرضنا عبيدا لفرعون وأعط بذرا لنحيا ولا نموت ولا تصير أرضنا قفرا فاشترى يوسف كل أرض مصر لفرعون إذ باع المصريون كل واحد حقله لأن الجوع اشتد فصارت الأرض لفرعون ، وأما الشعب فنقلهم إلى المدن من أقصى حد مصر إلى أقصاه إلا أن أرض الكهنة لم يشترها إذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون فأكلوا فريضتهم التي أعطاها فرعون لذلك لم يبيعوا أرضهم ، وفي العام الثالث كانت مجاعة فقال يوسف للشعب إني قد اشتريتكم اليوم وأرضكم لفرعون هو ذا لكم بذرا فتزرعون الأرض ويكون عند الغلة أنكم تعطون خمسا لفرعون والأربعة الأجزاء تكون لكم بذرا للحقل وطعاما لكم ولمن في بيوتكم وطعاما لأولادكم فقالوا أحييتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدا لفرعون فجعلها يوسف فرضا على أرض مصر إلى هذا اليوم لفرعون إلا أن أرض الكهنة وحدها لم تصر لفرعون ،أرأيتم هذه التعاليم التي علموها ليوسف بطرس غالي  ِ لقد نفذ المخطط بكل دقة وعناية ،فكيف يتم تبرئته من دم المصريين الغلابة التي تلطخت يده به، وفتح المجال لأعداء المحروسة بإغراق أهلها في الديون وبيعهم أصولهم لعدم مقدرتهم مجاراة الوضع السيئ في مصر من ضرائب وغيرها التي كانت عليهم لا على كهنة فرعون ، إن ما فعله هذا الرجل في مصر يجعله على الأقل خلف القضبان إلى أن يموت ،فما فعله ليس بأقل مما فعله حبيب العادلي في المصريين، وما أخشاه الآن أن يخرج كل النظام السابق براءة من جميع التهم المنسوبة إليهم ، ويبقى الشعب نفسه هو المتهم وسيظل متهما طوال حياته ، فلك الله يا شعب مصر العظيم الذي قدم روح أبنائه فداء من أجل تحرير مصر ، بهذه الثورة العظيمة التي يرونها الآن تُسرق أمام أعينهم، ولا يستطيعون الاعتراض وحتى لو اعترضوا فلا قيمة لاعتراضهم ، فكلها ساعة أو يوم في ميدان التحرير وكل شيء ينتهي ، وتأتي تباعا براءة باقي الطغاة واحدا تلو الآخر ويخرجوا ويتمتعوا بأموال الشعب المسكين وينتفع بها بلاد غير بلدنا وأعداؤنا ،فهل هذا يعقل أيتها العدالة المصرية ، فبالأمس القريب رأينا أمثال أشرف السعد والريان والشريف ويوسف ندا وخيرت الشاطر وغيرهم من الشرفاء في السجون بتهم باطلة ، ومعاقبتهم لارتكابهم جُرما في حق مصر، وهذا الجُرم أنهم أرادوا تحسين اقتصادها وتنمية مواردها وتوفير الفرص الوظيفية لشبابها ،فأمموا شركاتهم وجمدوا أرصدتهم وأوقفوا نشاطاتهم ، وشردوهم خارج البلاد والبعض الآخر سار أسيراً في سجونهم ،ولولا الثورة العظيمة لظلوا في غياهب السجون ، أما هذا  فهو هارب وسارق ومبدد ثروات مصر وظلم المصريين ويُبرأ ،إن أمثال هؤلاء لا بد أن يكونوا في مزابل التاريخ ، وفي غياهب السجون و يذوقون ما أذاقوه للشعوب المسكينة من جوع وتشرد وعدم عيشة كريمة ، فكان المسئول منهم بجرة قلم ينهي حياة إنسان بري ء ، فيا أيها القضاة خذوا في اعتباركم  أن هؤلاء تفننوا في ذُل الشعب المسكين ، فلا تظلموهم كما ظُلموا من هؤلاء الظلمة من قبل ، ولا تتركوهم  يفلتون من العدالة بالثغرات القانونية التي يتفننون فيها أهل الاختصاص  بدفاعهم عنهم وعن ظلمهم وشرعية ما فعلوه في أهليهم وذويهم ،من اجل صيت أو جاه أو مال فأرادوا بل تفننوا في  قلب الحق باطلا والباطل حقا ،ونسوا أيام الظلم والاستبداد والاستعباد للشعب الطيب المسكين ،من أمثال يوسف بطرس غالي الذي أوهموه بأنه  يوسف الصديق ، صديق هذا العصر !

محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com                                                                                                                                                                     


تعليقات

  1. مقال قوي يا ابو عمر لا فض فوك وبارك في قلمك

    اشرف العصفوري

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!