لقد اشتقت إليك .. فمتى اللقاء ؟

لقد اشتقت إليك .. فمتى اللقاء ؟ لا تجعليني أنتظر كثيراً فأيامي تأبى أن تمُر من دونك ، فلا تتأخري عني  فيأبى العمر أن ينقضي دون أن يراك ، تقويمه ثابت على يوم فراقك ، حاولتُ أُقَلِب ورقاته فوجدته يابسا كأنه قطعة واحدة ، سألت نفسي لماذا هو كذلك ؟ قال لا يريد أن يغتال فرحتك بمروره من حياتك ، والحياة ما هي إلا أيام ، ويدرك أن الحياة  هي أنت ، وهل معنى للإنسان دون حياة ، فلا تتركيني في ساحة الانتظار ، لا تجعلين أحداً يسخر من انتظاري ، فالكون كله ينتظر دموعي تنزل كي يشمت بعدما وضعته في زاوية صغيرة من حياتي ،  بعد أن شغلتِ مساحة حياتي ولا وجود فيها سواك ، فمتى ألقاك ؟ فالفؤاد يريد أن يشكو إليك الهموم بعد أن أثقلته ، ويرتاح منها ببسمة من شفتيك ، وبلمسة يديك يدفأ وجداني ، وترقد أحزاني ، وتشرق شمس حبك في سماءِ ، وتَنْبُت زهور الأمل في بستاني ، ويسقط المطر ليغسل غبار الانتظار ، وأحكي إليك عن الأمس واليوم كيف كان يِمُرَ من دونك ، فما أصعب وما أمَر البعد عنك ، فستنساب كلماتي بعدما اختزلها عقلي كثيرا ، فهو يريد أن يرتاح من حملٍ طال حَمْله ، ولا تستطيع أن تحمله الجبال ، لقد أرهقني بُعْدِك ، والصمت الذي لازمني ، وعدم الرؤية الذي لازم أعيُني ، والصمم الذي أعيا أُذني ، وثورة أعضائي التي أصابت حياتي بالشلل ، كل هذا من أجلك فلا تتركيني أنتظر كثيرا ، تعالي كي أفضفض إليك عما في قلبي ، وما أصابني من الانتظار ، وأقل أجمل كلام يمكن أن يقال من حبيب لمن يحب ، اجعليني أُغازلك ، اجعليني أصفك ، اجعليني أُفجر بركان حبي ولا تخافي فبركان الأحباب لا يضُر ، بل يفوح منه أحسن رائحة العطر يداوي كل سقيم لم يُرزق الحب ، أنت قمر يزداد بياضه عندما يلتف حجابك الأسود حول وجهك الوضاء ، واللؤلؤ الذي يتلألأ عندما تنفرج بالابتسامة شفتيك ، وبحر يبحر فيه خيالي عندما تنفرج رموشك ممتطيا ننِ عينك وأتعرف على معنى الحياة ، وأشم رائحة العطر التي تفوح من جمال كلماتك ، أحتاج إليك فلا تتأخرين عني ، أرجوك لا تجعليني كثيرا في ساحة الانتظار ، فإنني أعيش على ماض اقتات منه ، وكلمات الْتَحِفُ بها ، حتى ألقاك ، أسرعي حتى لا أمِل الانتظار ، إنني أخشى أن يقطع الأمل وتنتهي حياتي معه ، فإني أنتظر الغد الأفضل معك ، هل وصلتك رسالة قلبي ؟ هل ستُعجلين بمجيئك ؟ هل تيقنت من مدى احتياجي إليك ؟ أعلمي أن البعاد هو سير في عكس الاتجاه ، قد يبعدنا عن أهداف رسمه قلبانا ، وسأتمسك بالأمل حتى ألقاك ، ويتلاشى كل ما فات من صمت وبُعد وجفاء الانتظار ، فإن كنت تحبينني  حقا ًفلا تُطيلي لحظات الانتظار ! أرجوك !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

  1. الله عليك بجد اسلوب روعة ورقي في اختيار الكلمات بالاضافة الي احساس حضرتك العالي

    ردحذف
  2. this poem is so sweet . the words are true and touch the heart

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!