ماهو السيناريو المتوقع يوم 29 مايو ؟




إن المشهد المصري مليء بالمفاجأت التي يظل لها الخبراء وقوف أمامها لتحليلها سنين عدة واعتقد أنهم لم يصلوا بعد إلى حل لأي لغز فيها مهما فعلوا لأنها تركيبة مختلطة مستوردة ومحلية يصعب على أحد معرفة مكوناتها ومن ثم لا يسهل حلها، فمثلًا ما حدث مع الفريق "شفيق" وحصوله على نسبة كبيرة من الأصوات في انتخابات الرئاسة التي هي حتى الآن شبه نهائية وليست نهائية، وننتظر مفاجئة أخرى وقبل أن أقول ما أتوقعه تعالوا نعرج سويا في سماء الأحداث وما ترتب وسيترتب عليه؛ فإن إظهار "شفيق" بهذه الضربة القوية بمسابة قبول أي ضربة أخرى بعد ذلك الضربة التي أرسم وأخطط لها بل وأسعى إليها لتكون هي ضربتي القاضية إذا فشلت ضربة شفيق التي قد تكون تمهيدًا لضربة أخرى تقضي على الخصم وتُرديه أرضاً مع إنهاء حياته نهائياً بعد أن عصت على من قبل طوال ثمانون عامًا من اعتقالات وسجون ومصادرة أموال وإبعاد من الوظائف وغيره الكثير والكثير، فالمخطط هو إنهاء هؤلاء الإسلاميين ومشروعهم الذي يهدف إلى الحكم بشرع الله وهذا لا يمكن إلا بقرار من الشعب نفسه، وهذا لم يتم إلا بتكتيك خاص وهو التفكير في أن ناتيهم بفرد من النظام السابق ونترك لهم الاختيار المُر بعدما نقنعهم بذلك في الإعلام بين إعادة إنتاج النظام السابق أم العودة إلى "العصور المظلمة" بالحكم الإسلامي على حد قولهم؛ فيضطر الناس بالتأكيد الى اختيار النظام الإسلامي بعيوبه الذي اقنعوا بها الناس وفي نفس الوقت يخرج أُناس بعرض اقتراح باختيار مرشح رقم "3" في الترتيب وهو "صباحي" وعمل لجنة من التيارات الثورية لاقناع المرشح رقم"1" بالتنازل له حتى يتم تجاوز المرحلة وهذا أجده دعاية جيدة للمرشح "صباحي" الناصري، هنا أجد ما أتوقعه ويأتي إعلان النتائج الرسمية المغايرة للحقيقة وإعلاء "صباحي" المركز الثاني، وقد يكون الأول حينها يدخل الإعادة مباشرة مع "مرسي" وهذا ضرب للمشروع الاسلامي في الصميم وبطريقة ذكية ومدروسة وخلطة عفاريت، ويمُرر هذا المخطط على الشعب المصري كما مرر عليه أشياء من قبل مثل لعبة ترك الإسلاميين أن يحصلوا على أغلبية في مجلسي الشعب والشورى بانتخابات نزيهة وشفافة، ثم بعد ذلك يأتوا ويعروا المجلسين من أي صلاحيات حتى يجعلوهم يصتدمون بالشعب ويلعنهم الشعب لانهم لم يقدموا أي شيء ولا أدري كيف يقدمون دون سلطة تنفيذية تنفذ قراراتهم التي تكون من صالح الشعب وتقدمه، وهذا ما حدث بالفعل وانقلب الناس على أعضاء مجلسي الشعب والشورى بالقول ماذا فعلوا لنا، وأيضًا البيان للناس أن ثمة شهر عسل بين الإسلاميين والعسكر حتى يتم التخلص منهم بإحكام نهائيًا، ولم يجدوا بعد ذلك ما يشفع لهم عند الشعب، ويصبح المسلم منبوذًا مطاردًا من قِبل العامة وليس هذا فقط بل كره الإسلام نفسه، والسيناريو الآخر أن يتركوا "مرسي" يصل إلى الحكم ولكن دون تسليم سلطات حقيقية وعدم قدرته على التخلص من بقايا النظام السابق المتغلغل في السلطة كلها كما حدث في باكستان بعد برويز مشرف، وبذلك يُفعل بالدكتور "مرسي" كما فُعل بأعضاء مجلسي الشعب والشورى وبذلك تم المخطط بأيدي المصريين أنفسهم، لذا أتمنى من الإسلاميين والثوريين أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض وينسوا خلافاتهم قبل أن تذهب الثورة ويذوب الدين الإسلامي؛ خاصة أن لدى بعض الناس رغبة في إزالة آية أية قرآنية في المناهج أو وضع أيات من الإنجيل وهذا تنصير علني بحجة المساواة بين الجميع، بل ويريد البعض بحذف المادة الثانية من الدستور، هذا ما أتوقعه وأرجو ألا يكون هذا وأن يسند الأمر لأهله وأن يرد الكيد في نحور كل من يريد الشر لمصر. الذين أرادوا تشتيت الناس حتى يتم اختيار ما يريدون اخيرًا ، حفظ الله أهل مصر وحفظ دينه في أرضه وأبعدنا عن الفتن !

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!