من أجل ذلك اخترت ....؟!



فجأة قذفت ريموت التلفزيون بعد أن قُمت بإطفائه مللا مما أسمع من كل من هب ودب على القنوات الفضائية بعلم وبدون علم بدليل وبغير دليل بمهنية وبغير مهنية ، لكنني مُدرك أنها عملية ممنهجة بدقة متناهية وبخطة مُحكمة ، واستراتيجيات وتكتيكات مرحلية ومستقبلية للوصول بعقل السامع الرائي إلى المُبتغى الذي يخدم منهجهم  ومصالحهم إنه الإحباط بعينه !، فذهبت إلى غرفة نومي بنفسية منهزمة وفكر مشتت ومستقبل سوداوي شديد السواد طامسا كل المعالم على الطريق ، وبدأت افكر في جميع ما سمعته ورأيته عبر القنوات" السي بي سي ، النهار ، الحياة ، القناة الاولى المصرية ، المحور ، دريم 2 " التي رتبتها واحدة تلو الأخرى حتى يسهل الوصول بسرعة شديدة دون تضييع ثانية واحدة ، وقارنته بما رأيته أيضاً في الفيس بوك وما قرأته هو كفيل أن يصيب أي فرد بالهوس الفكري والشطط السياسي والكره للدين ولمن يقومون عليه والتخويف من الشريعة والتخوين لكل اسلامي وشريف في هذا الوطن ، كنت أسمع إلى البعض أقول نعم كلامه صحيح وهؤلاء الإسلاميون على خطأ ، وأسمع الآخر أقول نعم ، هم قد بدلوا كلامهم كثيرا وأحيانا يأتي من يمسك العصا من الوسط ويقول إنهم على حق ولكن طبعا ما أدرى ما بعد ولكن وجدت نفسي قد تاهت بين هذا وذاك وهذا ما جعلني أُطفيء جهاز التلفاز وأفكر في كل شيء بهدوء ولماذا هذا الهجوم والتشتت ؟ لماذا ندعي الديمقراطية ولم نأتها ؟ لماذا نقاتل من أجل الباطل بكل ما نملك ؟ لماذا نكذب ونُصر عليه ونحن نعلم أننا كاذبون ؟ لماذا نبتسم في وجه من أمامنا ونحن في قلوبنا غير ما نُبديه له ؟ بدأت أُفكر فيما مضى بما هو الآن وأُقارن بينهما حتى أُخرج نفسي من النفق المظلم الذي إذا داومت على السير فيه ستنتهي حياتي وأنا مازلت فيه أتلقى ضربات من جميع الاتجاهات دون أن أعرف من أين تأتي هذه الضربات الموجعة ، فسألت نفسي بداية هل وجدت شخصا على حق يرضى عنه من هو على باطل ؟ فقلت هذا من المستحيل لاننا إذا اجتمعا سويا إذ هناك خلل كبير في الحياة ، إذا من أجل ذلك سيظل من هو على حق تحت وطأة هذا الظلم إلى أن يعود الباطل إلى الحق وهذا لن يكون إلا إذا تحمل أهل الحق ما يحدث لهم حتى ولو أريقت دماؤهم شهداء من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل ، لا بد أن يخفت صوت الباطل مهما علا ويقع كل طائر ظالم مهما علا فما من طير طار وعلا إلا كما ارتفع وقع ، وجدت بعدما هدأت نفسي أن جماعة الإخوان في نصف الدائرة يصوب عليها كل الرماة سهامهم بحق وبدون حق ، نعم أنا أرى أن لديهم أخطاء ويعترفون بها لأنهم ليسوا ملائكة وأيضا يحالفهم في كثير من أعمالهم الصواب ، فلماذا أجد التركيز على الأخطاء دون جانب الصواب إلا إذا كانت توجد مصلحة شخصية بحتة في هذا الشأن وتصفية حسابات عند ذلك الأمر انتفضت وفتحت الشبكة العنكبوتية باحثا عن تاريخ هذه الجماعة فوجدتها منذ 84 عاما ومنذ نشأتها وهي تُعاني الأمرين من الحُكام منذ عام 1928م أي بعد سقوط الخلافة الاسلامية عام 1925 م وتحملهم هذا العبء الكبير وهو إعادة هيبة المسلمين مرة أخرى فاغتيل مؤسسها "حسن البنا" في فبراير من عام 1949 م بعد أعتقالات سبقت هذا الاغتيال بشهرين تقريباُ وبالتحديد 8 ديسمبر عام 1948 م وتوالت الضربات إليهم منذ هذا الحين ولم يسقطوا أبدا رغم الاعتقالات والسجون والاغتيالات ومصادرة الأموال والاستبعاد القصري من الوظائف التي يستحقوها وإسنادها إلى من هم أقل منهم كفاءة لكنهم يلتحفون بأذرع المنافقين الوصوليين ، قرأت ايضاً كيف كانت بيوت هؤلاء ليس لها حُرمة أمام أمن الدولة الذين كان لهم الحق في أي وقت في دخولها دون أخذ موافقة من النيابة ، رأيت التاريخ يسطر اسماؤهم من نور وإن لم يره المغرضون الحاقدون كانت عيناي تدمع وأنا أقرأ خاصة مع الأديب المفكر "سيد قطب" الذي كان وفدي الهوى قبل أن ينضم إلى الإخوان وكان وزيرا للمعارف وترك الدنيا والتحق بالإخوان وأُعدم فيها عام 1966 م وقبيل إعدامه بقليل أتى ضابط كبير وحل حبل المشنقة من حول رقبته وقال له يا"سيد" جئت إليك من عند الرئيس الحليم خذ هذه الورقة وأكتب أنك مخطيء فرد عليه ردا جميلا "السبابة التي شهدت بالوحدانية تأبى أن تكتب غير ذلك" فقال له الضابط إنه الموت قال مرحبا بالموت ، هل هذا كان يُريد دنيا ؟! ولا أنسى أيضا ما قرأته عندما حُكم على سبعة من كبار الاخوان بالاعدام ومنهم "محمود عبد اللطيف" ،"محمد فرغلي" ،"هنداوي دوير" ،"ابراهيم الطيب" ،"يوسف طلعت" ،"عبد القادر عودة" ،"حسن الهضيبي " الذي نظرت المحكمة في أمره لكبر سنه وغيرت الحكم من الاعدام إلى الاشغال الشاقة المؤبدة ، وحكم على البعض أيضا بالسجن مدى الحياة على كلٍ من "كمال خليفة" ، "محمد خميس" ، " أحمد عبد العزيز عطية"، " حسين كمال الدين" ، " منير الدلة" ، "حامد أبو النصر" ، "صالح أبو رفيق" ، انظروا كتاب مذابح الإخوان في سجون ناصر للكاتب " جابر رزق" وأيضاً كتاب عندما يحكم الطغاة للكاتب" علي جريشة " وكتاب الاخوان المسلمون للكاتب " ريتشارد ميتشل"  وأجد لو حدث بعض هذا لحركة غيرهم لرفعوا أيديهم واستسلموا لكنهم أبوا ذلك من أجل الدين ثم الوطن وقدموا الكثير والكثير مثل خيرت الشاطر الذي بُددت أمواله وشركاته  وكثير من الرموز الذين وعدت نفسي لأقرأ عنهم جميعا فهم يستحقون ذلك ، كذلك الدكتور "محمد مرسي" المرشح الآن لرئاسة الجمهورية عندما أُعتقل في 2006م عندما قُدم المستشار "البسطويسي" و"مكي" إلى لجنة الصلاحية بسبب موقفهما من تزوير انتخابات 2005م ، الذي أجده الآن وفي قناة دريم في برنامج الحقيقة يشن هجوما عليهم ، وقد أُعتقل أيضا في ثورة يناير ونال الضرر أهل بيته وأسرته ، بصراحة وجدت راحة نفسية عالية وتبدل فكري من نظرتي إلى المنظر السوداوي المظلم إلى الأمل حتى ولو تأخر ، فمن كان يفكر مجرد تفكير أن يزول حكم مبارك  ومن كان يفكر في ذلك معتوه أو غير واقعي لكن من ينظر بالأمل الرباني يقول حتما سيزول كما زالت من قبله العتاة والجبابرة الذين امتلكوا الأرض كلها ، فقلت لنفسي ياليت قومي يعلمون ما كانوا تكلموا على هؤلاء الأشراف كلمة واحدة ، أنا الآن أُعلن ترشيحي للدكتور "مرسي" رئيسا لمصر بعدما رأيت هذا الهجوم من الجميع حتى "حمدين صباحي " الذي دخل عن طريقهم مجلس الشعب يقول الآن لا إنه يؤيد الإخوان على أساس اتجاههم الديني ، حمى الله مصر وأهلها وأخرس الطغاة الكاذبين أو يُظهر لهم الحق حقا ويرزقهم اتباعه !!

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!