مبروك لمصر انتصار القضاء ومرسي !!


جلس العالم بلا استثناء في كل مكان على فوهة من نار يترقبون وصول أعضاء اللجنة العليا للانتخابات إلى مقر إعلان النتائج وكذلك ينتظر معهم في نفس الوقت من في مقر اللجنة، وكانوا على موعد الساعة الثالثة عصرًا، وكلما اقتربت عقارب الساعة رويدًا إلى مقرها المُعلن يزداد القلب في دقاته متخطيًا ذبذباته الطبيعية حتى رسم خطوطًا لا يمكن الوصول بها إلى صحة صاحب هذا القلب، وللأسف عندما استقرت عقارب الساعة على الموعد المحدد عندها كتم الجميع أنفاسه انتظار لحظة فتح الباب لدخول الأعضاء لكن قفز المؤشر من 3 عصرًا إلى ما بعد الدقيقة الثلاثون بعدها ولم يأتوا بعد وهم في حالة ترقب شديد فما أصعب وقت الانتظار بالنسبة لهم فما بالنا فيمن أمام التلفاز ينتظرون نهاية هذا الجدل الذي أثير والسخط الشديد الذي أصابهم جراء ذلك، حتى فُتح الباب ودخل أولًا سعادة المستشار "بجاتو" الذي تولى التقديم بعدما توالى باقي الأعضاء وجلسوا في أماكنهم حتى تم سعادة المستشار"فاروق سلطان" بتلاوة مقدمة للإعلان مما ذكرت الجميع بمقدمة المستشار "أحمد رفعت" في محاكمة مبارك الذي كان يتوقع الجميع ممن استمع إلى المقدمة القوية بحكم الإعدام للجميع لكنه أخلف ظن الجميع، لكنني للحق أقول ليس بوسعه أن يفعل أكثر مما فعل لعدم كفاية الأدلة بين يديه. وبينما نحن نستمع للمستشار "سلطان" ونحن نتذكر تلك اللحظات بالإضافة إلى الشكوك التي سبقته إلى الناس وما أُثير عن محاولة تزوير الانتخابات لصالح "شفيق" عندها مُعظم الناس سلموا بالأمر وقالوا أن فعلًا هذه مقدمة لإعلان فوز "شفيق" ، لكنني عندما سمعت المقدمة قولت لمن بجواري مبروك فوز "مرسي" فرد علىّ مستنكرًا أنت لم تسمع هذا الكلام قولت نعم أسمع وهذا دليل على كلامي أنه ركز على الظلم البين الذي تعرض له القضاة بتزوير الانتخابات وإرادة الشعب، ونحن ما زلنا نتناقش حتى وصل إلى مرحلة دراسة الطعون التي قُدمت من المرشحين وبالحسابات وحذف بعض الأصوات من هنا وهناك وكذلك إضافة بعضها هنا أو هناك، ثم أتى وقت قراءة الأصوات الكلية وبدأ بالفريق"شفيق" وعندما ذكر النسبة تيقن الجميع بفوز المرشح الآخر وهو الدكتور"مرسي" وهاج الجميع في القاعة كما في جميع أنحاء العالم أمام التلفاز ومنهم من شق الجيوب ولطم الخدود ومنهم من أجهش بالبكاء ومنهم من قام بحرق صور "مرسي"، وفي الطرف الآخر نجد من هلل وكبر وسجد لله شكرًا على هذا النصر المؤزر وكذلك ميدان التحرير وبعض الميادين الأخرى التي امتلأت بالبشر، ظلوا يحتفلون إلى الصباح من اليوم التالي وكذلك في القرى والنجوع والمدن المصرية من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها حتى الوسط، كانت ليلة جميلة بكل المعاني في انتخابات حرة ونزيهة أتت بمن يريده الشعب ويريده الثوار الذين قدموا إخوانهم وأبنائهم شهداء لهذا اليوم المبارك، لكن مع هذا الاحتفال الشديد تسلل إلى نفسي سؤال مهم ما معنى أن الشعب كله في الشوارع؟ إذًا أين من انتخب شفيق؟ فلم أجد جواب غير إنني قولت سيظهر الله الحق كما بان جليًا في فوز مرشح الثورة الدكتورمرسي، وهنا أقول والله فرحتي كانت فرحتان الأولى براءة القضاء المصري من تهمة التزوير التي نالته من قبل لكنهم صبروا واحتسبوا حتى جاء الحق على لسانهم هو الذي يدافع عنهم تيقنت عندها قول الله تعالى "[إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ] {الحج:38}  وقوله تعالى أيضا [وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] {آل عمران:139} ، الفرحة الثانية فوز الدكتور مرسي بعدما لاقى هجوم شرس وغير مهني من بعض الإعلاميين عبر القنوات الفضائية والمقروء لم يرحمه أحد من هؤلاء ولم يراعي فيه الله فمنهم من وصفه بال "استبن"والآخر بعدم تمتعه بالكاريزما وانتمائه للمرشد العام للجماعة وسيأخذ أوامره منه إلى آخر هذه الترهات البشعة، ولكن عندما استشعر هذا كله أقول لنفسي ولمن ظُلم لا بد من الصفح والعفو فهذه شيم المحسنين وصفاتهم كما قال الله تعالى  [الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ] {آل عمران:134} نريد من الشعب المصري كله أن يكون يد واحدة مسلم ومسيحي ليبرالي وعلماني فالتحدي صعب ولا يستطيع جهة بمفردها أن تقف في وجهه والتصدي له، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

  1. لا اسكت الله لك قلما بارك الله فيك عبد الغفار

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!