غائبون أم غُيبنا؟


وقبل البدء فيما اكتب عندي سؤال حيرني، هل من الممكن أن يتم الاتفاق مع العدو بتوجيه ضربة تكتيكية له من أجل مكسب سياسي أو حتى لوجستي أو لأي غرض آخر؟ قد يكون فنحن في زمن العجائب، المهم لقد توالت منذ فترة وجيزة تحذيرات من أمريكا وإسرائيل لرعاياها في بعض الدول وعلى اثره تم غلق السفارات يوم على الأقل، كذلك قام الجيش الإسرائيلي بغلق مطار إيلات بعد استلامه تحذيرات من جهات أمنية مصرية باحتمال تعرضه لهجوم إرهابي حسب ما نقلته هآرتس عن وكالة الأنباء الفلسطينية ، وقد ذكرت أيضا نفس الخبر اسوشيتيد برس وذكرت القناة الإسرائيلية الأولى سماح السيسي بالهجوم على سيناء لإقناع المنظمات اليهودية الأمريكية للوقوف جانبه، وبعد قتل خمسة أفراد بصاروخ جوي نرى التعليق للمتحدث الرسمي يوم الجمعة 9 أغسطس انه لا صحة لأي هجوم إسرائيلي على متطرفين داخل الأراضي المصرية، وما يقال بوجود تنسيق بين الجانبين الإسرائيلي والمصري بهذا الشأن هو أمر عار تمام من الصحة ويخالف العقل والمنطق، مع أن الناطق قد ذكر في وقت سابق اليوم على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك أنه تم سماع صوت انفجارين بمنطقة العجرة (3 كلم غرب خط الحدود مع إسرائيل) بين العلامتين الدوليتين 10 و11، وذلك في الساعة 4:15 مساء اليوم (2:15 بتوقيت غرينتش) مضيفا أن عناصر القوات المسلحة تقوم بتمشيط المنطقة وأنه يتم اتخاذ كافة الإجراءات للوقوف على أبعاد الحادث، بعيدا عن ذلك وما يسمى الناطق الرسمي نسمع احد شهود العيان الذي روى لمراسل العربية انه تم سماع أصوات طائرات الأباتشي المصرية تحلق في الجو، وكذلك أصوات الطائرات الإسرائيلية على الحدود وان الصواريخ اطُلقت من الجانب الإسرائيلي، إلى هذا الحد التضارب قد يكون مقبولا أما الغير مقبول أبدا أن نقبل دس رؤوسنا في التراب كالنعام سواء حكومة أو شعبا ولا بد من الاصطفاف صفا واحد بدلا من الانشغال بأمور يراد لنا بها وحتما ستؤدي إلى نهاية بلدنا الحبيب ونكون "ملطشة" للجميع بعد أن كنا أسيادا، وإن صح ما يشاع انه تم التنسيق بين الجانبين فهذه كارثة أخلاقية يجب الوقوف بشدة ضد من على رأسها أيا كان هذا الشخص أو الجهة، وهنا لي سؤال أين الإعلام الحقيقي الذي كنا نراه أسدا أيام مرسي ونراه حاليا منكمش كالدجاجة الخائفة أن تذبح ؟ أم هذا زمن الدكتاتوريات التي تفرض ذلك وقد عجبني وصفا للدكتور فيصل القاسم أن وسائل الإعلام تنطلق كجوقة متحدة بصوت واحد اذا طلبت منها الأنظمة الدكتاتورية مهاجمة جهة معينة فأنها تنطلق صراخها دفعة واحدة وبصوت ذو وتيرة واحدة لا يعلو صوت عن صوت، وكذلك اذا طلب منهم امتداح جهة معينة تنشد الشعر فهم يعملون كما تعمل الكهرباء كل الموضوع ضغط الزر حتى ينتشر التيار في الأسلاك في لمح البصر، ما بدى يظهر من هذا الإعلام للأسف ومحاولة تشتيت الأذهان وصرف الأبصار عن الصورة الحقيقة مع العلم كل العلم انهم يدركون ما يا يدعونه كذبا ولكن إن لم تستحي فافعل ما شئت، كذلك ما اغتظن منه كلام " بثينة كامل" وهي تقول لقد اتفقت أمريكا وإسرائيل وحماس والإخوان على هذه العملية لضرب شعبية السيسي، هل هذا كلام يخرج من بشر عاقل؟ هل وصل بنا الأمر إلى أننا نحتقر عقول الناس ونعتبرهم أغبياء جهلة لا يفهمون ولا يعقلون؟ من فضلكم كونوا على قدر المسئولية أو لا ترونا وجوهكم ولا تسمعونا أصواتكم هذا الرجاء للجميع دون استثناء، إما أن تكون محب وعاشق لتراب وطنك أو تنفى منه ولا تتشرف بدفن جسدك بأرضه، نحن لا نمسح جوخا ولا ننقد لحقد أو مخالفة للرأي ولكن حبا لله ثم حبا للوطن الذي تربينا فيه وعشنا على أرضه نأكل من خيره حتى اشتد عودنا، حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يفرط أو يدلس أو يسمح لعدو أن يطأ بقدمه القذرة ذرات تراب الوطن الشريف، وليعلم الجميع أن أجسادنا سدودا لكل من تسول له نفسه إيذاء هذا الوطن، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com    


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!