مليونية مصيرها الفشل !


خسر الليبراليون مكانتهم عند القلة الذين كانوا يعتقدون أنهم مبتغاهم وضالتهم التي طالما يبحثون عنها ، وعند أول احتكاك انفضوا من حولهم وتركوهم في العراء وحدهم ، فجن الجنون وخافوا ألا يحصلوا على شيء من التركة التي تركها مبارك وفلوله ، فكان لا بد أن يجدوا بديلاً يقوون به صلبهم وحائل يحول بينهم وبين السلفيين والإخوان الذين أظهروا قوتهم في جمعة لم الشمل ، ووجهوا إنذاراً أخيراً بأن لا وجود لكم بيننا ولا في صفوفنا ما دمتم تتقوون بالخارج وتستدلون بهم على إخوانكم وتضربونهم ضربة واحدة فتقسموا ظهورهم بسيف الغرب المسموم لغرض أيضا مسموم ، فوضعوا أعينهم على الصوفيين ونصبوا شباكهم حولهم بألاعيبهم والضرب على وتر الخديعة التي تؤدي إلى الفرقة وهي السلفية وفكرهم الذي يخالف الصوفيين ، كما الحال مع الإخوان ومن ينظر بعين الحقيقة يجد أن التيار الإسلامي كله واحد مع اختلاف في أشياء بسيطة يمكن السيطرة عليها بينهم المهم أنهم يشتركون في العقيدة معاً ولا يختلفون عليها وهذا هو المهم ، فاتفقوا مع (محمد علاء أبو العزايم) شيخ الطريقة العزمية على إقامة جمعة حب مصر  للرد على السلفيين واستعراض القوة بقوله بل إنه يضمن ويجزم بأن الحضور خمسة عشر مليون صوفي من يشتركون في هذه الجمعة وأن يبين للناس هشاشة التكوين السلفي وتصبح القضية إظهار قوة فقط لا الغرض منها مصلحة مصر وأبنائها ، ولكن شرفاء الصوفية أمثال الشيخ (محمد الشهاوي) ، الذي قال بان الجبهة عانت الكثير من تحركات أبو العزايم كما عانت من الشيخ (محمد الشبراوي) شيخ الطريقة الشبراوية ، التي وصفها بأنها تخرج عن الجانب الديني وأهداف الصوفيين ، ومن هذه الأشياء التحالفات السياسية ، وتنظيم الفعاليات دون الرجوع إليهم ، فهذه المليونية التي دعا إليها (أبو العزايم) تخصه وحده وطريقته ولا تخص الصوفيين ، وهم يتبرؤون من ذلك خاصة أن الاختلاف مع السلفيين والإخوان ليس فرقاً بين أديان ولكنه فرق مدارس تيار واحد ،هذا ما تعودناه من الصوفيين الذين نحبهم وتعلمنا على أيديهم الكثير من الفضائل ،وعلى رأسهم الدكتور( عبد الحليم محمود) الذي كان له مواقف مشرفة بل ونفتخر بها دائما وما حققه في إدارة الأزهر الشريف وعلو مكانته وهيبته بعد أن فقدت ، وجعل له رأيا وبيانا في كل موقف وقضية ، بتمتعه بصفاء النفس واستشعار بالمسئولية ، فثقته بالله العالية جعلته يتخطى الصعاب والعقبات ويذلل الصعاب، وكان للشيخ أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، من أشهر كتبه: أوروبا والإسلام، والتوحيد الخالص أو الإسلام والعقل، وأسرار العبادات في الإسلام، والتفكير الفلسفي في الإسلام، والقرآن والنبي، والمدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها (أبو الحسن الشاذلي )، وأيضا من المواقف التي يرفضها الآن وينكرها على السلفيين عندما هتفوا إسلامية إسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية ، هي دعوته التي لا تنتهي ولا تهدأ ، دعوته إلى تطبيق الشريعة الإسلامية من ميادين الجهاد التي خاضها في صبر وجلد داعيا وخطيبا ومحاضرا ومخاطبا المسئولين في البلاد، فكتب إلى كل من (سيد مرعي) رئيس مجلس الشعب، و (ممدوح سالم) رئيس مجلس الوزراء يطالبهما بالإسراع في تطبيق الشريعة الإسلامية، ويقول لهما: "لقد آن الأوان لإرواء الأشواق الظامئة في القلوب إلى وضع شريعة الله بيننا في موضعها الصحيح ليبدلنا الله بعسرنا يسرا وبخوفنا أمنا...". رحمك الله يا شيخنا الجليل والذي شربنا من يديه معاني الصوفية الأصيلة ، وهدى الله من أراد أن يمحو هذه الأصول الجميلة ، فنحن نراهن على شرفاء الصوفية وهم كثر أن يحافظوا على أسلافهم وما تعلمناه منهم وألا ينجرفوا خلف الليبراليين المأجورين ،وهم قلة وأقول لكم مصيركم الفشل كمصير المليونية التي تدعون إليها ، عاشت مصر وعاش كل تيار شريف يحافظ على مصر ، والدمار لكل متعاون على مصر وأبنائها ، وابشروا بأن مليونيتكم مصيرها الفشل وستنجلي السحابة التي كنتم تظنون أنكم ستحتمون بها فشرفائها لا يتركونكم تحتمون بها ولا تستمدون قوتكم على حسابهم !
محمد كامل العيادي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!