.. وسقط صنم آخر !

سقط صنم آخر بعد أن ظل الناس معتكفين على عبادته أكثر من أربعة عقود كاملة ، يقربون له القرابين ويقدمون له الولاء ويسجدون ويركعون له كما الحال في بلاد كثيرة من شعوب ضعيفة مقهورة لا يجدون رغيف العيش ولا عيشة كريمة ، فاستغل ضعفهم وهوانهم وقبولهم الانبطاح والعبودية فاستفحل وظل يسرقهم حتى وصلت ثروته  إلى (131 مليار دولار ) حسب موقع ويكيليكس ، أي  حوالي ستة أضعاف ميزانية بلده ، غير القصور المتناثرة داخل بلده وخارجها في بلاد أوروبا والشركات الشريك فيها أيضا ، قام بإعدام القيم والأخلاق والمبادئ وأصبح ليس لهم أي وزن في الحياة ، ساد الغدر والخيانة والكذب والخداع  والنفاق ، جعل الأخ لا يثق في أخيه والزوجة تخشى زوجها ، حتى قامت الثورة الليبية وأسقطته عندما أرادت ، نهضت من نومها العميق الذي دام كثيرا ، هبوا وحرروا بلادهم من هذا الدنس بأرواح الشهداء شرفاء الوطن ، فلولا قيامهم ووقوفهم بصدورهم العارية أمام رصاص الطغاة ، فسكنت صدورهم وروت الأرض دماؤهم الذكية بعدما عطرت الدنيا والسماء ريحها ، صعدت إلى بارئها لتكن حجة عليهم وعلى كل من تخاذل في إبادة هذا الشعب الطيب الكريم ، سطروا صفحات التاريخ بالعطاء والشجاعة والتفاني من أجل أن يعيش الغير في سعادة وحرية وطمأنينة ، ليس مهما أن يروها هم ولكن المهم من يحيا من بعدهم في حرية وسلام ، رفعوا راية الحرية عالية ورددوا إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، وقد استجاب القدر وأحيا قلوبا قد ماتت ونبتت أجساداً قد بليت فهبت وقامت وحطمت الصنم لا أعاده الله ولا أعاد أمثاله ، فقوائم الطغاة  الذين مشوا على نهج (جوزيف ستالين ) الرجل الدموي طاغية العصر حينها بل وكل العصور الرجل السفاح ، الذي مات على يديه عشرات الملايين من الناس ، تعرض للاعتقال في سجن سيبريا من عام 1923 حتى قيام الثورة البلشفية عام 1917 م ، وهو ثاني رئيس بعد ( لينين ) فقد تولى عام 1924 بعد الثورة ولم يكن ضمن المعدين لها . إنها قائمة طويلة وبدأ سقوطهم واحدا تلو الآخر حتى يرتاح منهم العالم ويعيشوا عيشة كريمة حتى لو أياما ثم يموتون ، فسنن التحرر من الظلم قائمة إلى يوم القيامة ، فالشعب الفرنسي قام بإسقاط  سجن الباستيل رمز الاستبداد في 14 يوليو وجعلوه يوما عالميا للحرية ( العيد القومي ) بعد أن حرروا كل المساجين منه وحطموا حقبة ظلم كانت قائمة ، كما قام الشعب الروماني بتأييد من جيش بلاده بثورة لإسقاط طاغيته ( نيكولاي تشاوتشيسكو ) فهرب إلى خارج البلاد هو وزوجته حتى تم القبض عليه وقُدم إلى المحكمة الشعبية التي حكمت عليه بالإعدام ، كما الحال مع (بول بوت ) رئيس كمبوديا الذي حكم عليه بالسجن المؤبد ثم مات وهو في مسكنه تحت الإقامة الجبرية ، فسنن الله موجودة في خلقه وهذا مصير كل من يتجبر على الناس وينصب نفسه الهاً لهم ، كما فعل فرعون ثم جاء موسى بالثورة الإلهية وقضى عليه ولكن نجاه الله ببدنه حتى يكون آيه لمن خلفه وعبرة لمن يعتبر ، ولكن من يعتلي كرسي الحكم ينسى كل السنن ويتجبر ، ويستعبد الناس ويقوم بتجويعهم وتشريدهم كي يتبعوه ولا ينفضوا من حوله ، وستظل هذه النظرة قائمة حتى يتغير الناس ويبدأ التغير منهم فمن يتولى عليهم ليس من الخارج ولكنه سيكون منهم ، فلا بد من التربية السليمة وغرس الفضيلة والحب للأوطان وتنمية العقيدة لديهم ، فمن يتولى يكون خادما للناس وليس صنماً يُعبد حتى لا يسقط كما سقط كل صنم من قبله ، فلا بد على الشعوب أن تتعلم من دروس الماضي ولا يأتوا بديكتاتور تلو الآخر ، فمع الثورات يزداد عمل العملاء المغرضين ببث أفكار غريبة قد لا يفهمها البعض فيغترون بها ويكون لهم فخاً آخر يقعون فيه ، ولا يعلم أحد هل بعدها سيستطيع إزاحته أم لا ، ففي هذه الفترات يظهر الكل بأنه خادم للوطن وبعد ذلك ينصب نفسه الهاً لهم كما فعل من قبله ، فيا أيتها الشعوب  لا تعطوا أمثال ( برنار هنري ليفي ) المرشح لرئاسة دولة بني صهيون ، التي عرفته جبال أفغانستان وسهول السودان ومراعي دارفور وجبال كردستان العراق ، لبث الفرقة والخيانة بينهم كي يستطيع تنفيذ المخطط القائم على دولة اليهود الكبرى من النيل للفرات كما  وعد التلمود ، اقطعوا عليه كل الطرق وحرروا أفكاركم وتمسكوا بعقيدتكم وحبوا أوطانكم التي روتها دماء شهدائكم تصبحوا سادة العالم بأسره !

محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!