كم احتجت إليك اليوم يا أمي

سأرحل ....لأني أخشى عليكِ مني !

مضطر أرحل حتى لا يضركِ قربي، سأرحل رغم أن الحنين يشدني إليكِ لكنني لم أطعه ، لم ألتفت إليه ، فإنني أخشى عليكِ منه ، أخشى أن يجرحكِ قربي ويظل جرحكِ يطاردني ويؤلمني طيلة حياتي ، قد تستطيعين أن تلملمي جراحك وتنسى ولكنني لم أنسى لأنني كنت السبب فيه ذات يوم ، سأرحل وأحرق نفسي فداءً لكِ ، فالجرح جرحي وأنا أتحمل ، سأسهر الليالي وحدي وأتحمله ولا أرضى ذلك لك ، اعذريني لأني أخاف عليكِ ، أغضبي مني فهذا أفضل عندي من أن تكرهيني ، يريد قلبي أن تتذكريه بكل خير ، وأن لا يمحى ذكراي من قلبك ، من أجل ذلك سأرحل مع أنني أعلم بخطورة البعد عنكِ ، سينزف قلبي وتأبى عيناي على الإبصار ، وترفض قدماي أن تحملاني ، متأكد بأنها ستكون ثورة من كل عضو في جسدي ، سأكون كائن بجسد هامد ينتظر العطف ممن يراه ، ومع ذلك يزداد إصراري ، وعزاء نفسي أن الألم ألمي  ، والقلب قلبي ينزف أو لا ينزف فهذه قضيتي ، لكن لن أكن سببا في تعاسة أي قلب ، لن أتركه يحترق مكاني ، ما يهمني هو أنتِ  ، لا أريد تدميرك ، لا أريد دمعة تنزل على خديك من عين عشت أحلى حلم حقيقي بالتحليق في سمائها ، وأنا أنظر لها ، نعم سيحاصرني الحنين إليك ولكن سأحاول الهروب منه من أجلك ، إنني متأكد بأنه سيحرقني الشوق إليك والى ابتسامة جميلة من شفتيك ، لكنني سأصبر من أجلك حتى لا تتألمي ، أعرف بأن الفراق سيقتلني ومع ذلك سأرحل من اجل استقرار حياتك ، استعددت لكل هماً بعدك يؤرقني ، استعددت لحمل حقائب الحزن والألم  بكل ثقلها الذي سينحني منها ظهري ، سأصبر ولم التفت إلى الوراء حتى لا يضعف قلبي ، فكل شيء سيذكرني بك الطرق ، الشمس ، القمر، الليل النجوم ، كل شيء عليه اسمك وفيه صورتك ، قررت أحرق مشاعري من أجلك ، بعدما زرعت حياتي كلها بك ، حففتِ جوانبها بابتسامتك ،  لكنني سأرحل مع أني لا أدري كيف أرحل ، فالوسادة عليها اسمك والجدران مرسومة عليها صورتك ، كل شي ء في البيت يذكرني بكِ ، ولكنني سأتركه أيضا من أجلك ، حتى مفتاح سيارتي بها أول حرف من اسمك ، لقد ملأت حياتي كلها ، سيظل قلبي يصرخ من الفراق وألم الرحيل بعدما ألبسه الحزن معطفه ، أرجوك سامحيني وأعذريني يكفيني الألم الذي أنا فيه ويحرقني ، لا تكثري في لومي ، فهذا من أجلكِ  أنتِ حبيبتي ، لقد خشيت عليكِ حتى مني ، اجعليها ذكرى جميلة بيننا ولا تجعليها كابوسا لم تستطيع التخلص منه ، سأطرق كل أبواب النسيان من أجلك ويا ليتها تفتح ، فإنني متأكد أنها ستظل في وجهي موصدة ،  متأكد بأنه سيحاصرني  الحزن والهموم والنكد  بدلا من حبك وودك وحنانك والهوى ، الوداع بكل الم أقولها ولكني سأعتبر نفسي شمعة من اجل الحبيب تحرق نفسها كي بالضوء ينعم ، سلام وألف سلام والله يرعاكِ و تأكدي  من أجلك أنتِ ، أخذت قرار الرحيل وبهذا أعرف حياتي ستنتهي ، من أجلك أنت ومن أجل الحب الذي من فؤادنا يرتوى ، رحلت وقلبي  سيظل خزينة لحبك أنتِ تملكيها ، مفتاحها معك ولم ولن تفتح لغيرك ، حبيبتي سأرحل رغم تأكدي بغربتي في بلاد الأحباب ، سأشعر بالشتات والتبعثر والانكسار والألم ، أعلم بأن هذا سيكون نهاية قصتي ، الوداع  يا من كنت يوما وستظل مصدر سعادتي ، الوداع ومسموحٌ لك أن تحرق كل الذكريات التي كانت بيننا ، مزق صورتي امسح اسمي من مخيلتك إن كان هذا يرضيكِ ، لكن لا تعذب القلب الذي هواني ، لا تلوميته على حبي ، فقلبي مازال يتعلق رغم الرحيل عنك ولكنه لم يرحل عنه ، لكنني رحلت  يا حبيبتي لأنني أخشى عليك مني  !

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

أردت أن اخرج من السياسة بسيطا