مللت من أفعال البشر !


مللت من أفعال البشر ، التي لا تخلو من الكذب ، والخداع ، والمداهنة ، و التسلق على حساب الآخرين ليصل إلى ما يريده ، فهذا الذي يفكر فيه ويعنيه ، ما يعنيه  هو القضاء علي من يقف أمام أهدافه وطموحاته ، والعمل الدءوب لإنهائه وإقصاؤه عن طريقه ليخلو له ولا يشاركه فيه أحد ، ولا يعنيه موت أحد أو حتى النظر إلى إنسانيته ، لا يعنيه في الدنيا إلا الأنا والذاتية الفردية فقط ،  ما يعنيه هو حب التملك والغيرة الجنونية وحب السيطرة ، لا يعنيه أن يُكسر قلوب الناس وخاطرهم و نزف جراحهم  بل يتلذذ به وبأنينه ، لا يعنيه إلا مستقبله وسعادته هو حتى لو أتعس الآخرين ، يفعل المستحيل كي يكون مشرقاً و يغيب نجم الآخرين ، لا يهتم  ولا ينظر إلى مستقبل أحد ولا يكتفي بذلك بل يضع الأشواك ليعيقه ويربكه عن الهدف الذي رسمه وارتضاه لنفسه ، كل ما يهمه ويعنيه حرق الآمال ليُفسد فرحة الناجحين المتفوقين ، يدغدغ العواطف عندهم ، يجفف منابع الحياة لديهم ، فلا يرى إلا نفسه ، حب الذات هو السائد في عقله  ومتحكماً فيه ، ، تجده يتسلل إلى العقول لسرقة ما فيها لينسبها إلى نفسه ، تراه حاجزاً مقعداً دائما ًمع الشيطان لمساعدته على السيطرة على عقل رئيسه ، ليشي إليه عن أصحابه وزملائه من اجل منصب ، مللت من غدر البشر وتسلطهم ، ومن عنادهم وتلونهم وتغيير جلودهم حسب الطبيعة التي يكونون بها ، تراه مبتسماً ما دمت أمامه وعندما تتولى عنه يتغير كلامه المعسول ويتبدل الوجه الحسن إلى وجه مكفهر عبوسا قمطريرا ، يتبدل الصدر الحنون إلى كتلة من الأسلاك الشائكة التي تخترق الأجساد بلا رحمة . فلا ضمير ولا مبادئ ولا أخلاق ولا اطمئنان مع أحد ، فالدنيا غيروها وغيروا جمالها ، محوا الوجه المشرق فيها ، صار البقاء فيها للأقوى ، كل شيء يقاس بمقياسهم ، لا مكان للحب والصداقة والإخلاص في قلوبهم ، فالطيبة ضعف والإخلاص سذاجة والحب غباء ، هذه مرادفاتهم ، وترى من يتسلل إلى قلب فتاة مسكينة ، فينصب شباكه الشيطانية حولها ، يسقيها من بحره الزائف حباً ، وحناناً ، ووداً ، حتى ترى الدنيا معه جميلة ، وهو كل شيء في حياتها الماء الذي تشربه ، والهواء الذي تتنفسه ولا تستطيع الاستغناء عنه ، فهو النسمة التي تداوي أمراضها ، والبسمة التي تنير دنياها ، والسماء التي تلتحف بها من برد الغدر ، والشمس التي تبث أشعة الأمل ، والقمر الذي تجلس على نوره تحلم بمستقبل مشرق معه وتكتب ذكرياتها على الرمال الصفراء ، تشعر كأن لها جناحين تحلق بهما في السماء تتسابق  مع الطيور والعصافير من السعادة والفرح والحب ، فهو كل شيء في حياتها وخزانة أسرارها ، فالمشاكل تذلل أمامها طالما هو معها ، لا أحد يستطيع خدشها أو النظر إليها طالما هي معه فهو يحميها من كل شيء ،  هو الحب الأول والأخير ، فالبعد هو انتهاء حياتها ، يظل كذلك حتى ينال مراده بتسلله إلى قلبها وثقبه ، فينقلب عليها  بكوارثه ، بركان مدمر ، وزلزال بدرجة 100,7 على مقياس ( رخ تر ) وإعصار يجرف الحب والقلب الذي يحويه ويحطمه ، يقتلع الزرع الذي ظلت ترويه من حبها وأيامها وضيعت وقتها عليه ، وعش الزوجية الذي حلمت به كثيرا ، والفستان الذي اختزلت ثمنه من أيام عمرها وحرمت نفسها من أشياء كثيرة من أجله رأته تحمله موجة عاتية تمسح به طين البحر فنادته يا موج أبقه لي أرجوك فلا مجيب ، حتى الشجرة التي كانت تجلس تنتظره تحتها رأتها تتمايل من الإعصار حتى اقتلعها . رأت كل شيء ينتهي أمامها ، فحاولت أن تقنع نفسها بأنه حلما فلا جدوى ولا فائدة بذلك لأنها حقيقة الغدر غدر البشر ، الذي لا يأبى بدمعة عين تسكب من عين بريئة لفتاة كل تهمتها أنها وثقت به وأحبته من كل قلبها ، جعلت حياتها أمامه كتاباً مفتوحاً حتى حرقه بعد أن مزقه ، جعلها لا تثق بأحد بعده من البشر ، جعلها لا ترى إلا الظلام ، فالشمس بعد أن كانت تصادقها ابتعدت عنها ، خافت منها لا تريدها ولا تريد أن تفكرها بماض يكرهه قلبها ، حتى القمر الذي أحبته وكانت تجلس بنوره وترسم آمالها كرهته ولا تثق به . كلمة الحب حذفتها من قاموس حياتها ، فالوصوليون يتمتعون بطعن القلوب ، ويتلذذون بدمع العيون ، ويصعدون على أشلاء الناس ، ويمتطون ظهور أحبابهم وأصدقائهم ليصلوا إلى أغراضهم  ، المهم أن يفرحوا ولو حزن الآخر ، يحبون أن يسعوا في الظلام بإضاءة أصبع الآخرين ، فهذه طرائقهم وشيمة الحمقاء دائما هي الغدر !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

  1. ما قلت الا الحق ايها السيناوي فقدت سادت الماديات على الروحانيات و ماتت الصداقة و الاخوة و لم يتبقى الا هياكل عظمية

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!