الحب المستحيل !




ملأت صفحات حياتي مقالاتك ، وصوتك مازال يتردد في سمعي ، معانقة يدي يداك لا زلت أحسها لا تفارقني وما زالت عطرها بيدي، والدرب الذي كنا نسير فيه سويا ما زلت أتذكره ، حتى الشجرة التي كتبنا عليها اسمينا مرسومة في مخيلتي ، ابتسامتك لن تذهب أبداً  يوما عني، حياتك كلها محفورة في قلبي ، وبإمكاني أن أروي لكي فصولها فصلا فصلا، حركاتك سكناتك ما تكرهين وما تحبين كل شيء أحكيه لكِ، لا تتعجبين فقلبي لكي مذكرة ومدونة تحفظ كل شيء بين طياتها ، كيف لا؟ وحياتي كتاب أنتِ حروفه وحروف اسمك تزين ثناياه ، غلافه رموش عينك وهذا من مزاياه ، اعذريني على أنني أصفك ، لأنني أحببتك فأرجوكِ لا تلوميني ، وإن كان ولا بد من اللوم فلومي قلبك الذي روى قلبي من هواكِ  حتى امتلك كل وجدانِ ، كبرت أغصانه وملأ ظله  كل الطرقات ظله، ليستظل به كل من هوى ومن نفس الكأس ارتوى، أحببتك وكأنني ملكت الدنيا بيدي، صرت كأنني نبع لكل حب صافي، أروي به كل ظمآن ، آوي به كل محروم ، أكن لكل يتيم حاضن ، أطير بجناحي الحب في السماء أغرد أحسن الألحان ، أقف على كل زهرة لتأخذ مني رحيقها ويتعلم مني كل غصن من الأغصان، أقف بكل شباك عاشق ابشره بتنفس الصباح وزوال ليل آسي ، كنت البحر الذي تبحر فيه السفن، الشاطئ الذي ترسو عليه الأحلام ، كنت المعلم لكل من يحب ويهوى، هذا حبي لك فماذا عن حبك لي، هل أحبني قلبك كما أحببتك أم كان هذا حلم اليقظة أم درب  من دروب الأحلام أخطأت بالسير فيه قدمي، أم هو الحب المستحيل الذي لا يناله أحد، ردِ عليّ حدثيني بصدق كما عودتك، أحبني قلبك أم جعلتينِ أضيع وقتي ، إن كنتِ تحبينِ فأين أنتِ منذ فترة؟ فقد مرت الأيام ولم تشرق شمسكِ في سماءِ ، قد انتظرتك وطال انتظاري حتى مل مني الانتظار، رأيت الأغصان ساكنة لا يحركها هواء العاشقين، رأيت الزهور منكسة يبدو عليها أحزان السنين ، حتى ذاك العصفور صديقي الذي كان ينشدني طار ولم يزر بستاني ولا عاد يقف بشباكي، فهل دخلت بستان غير بستاني؟ ، أم سلكت طريق بالحب المزيف أغراني؟، قد تهت وتاهت قدماي وتعبت دون أن أصل إلى ما أراد قلبي وما يصبو إليه وجداني، جاوبيني حتى استريح، لقد طالت الإجابة على أسئلة قلبي حينها أدركت أنني أحببت خيال صنعه خيالي، كحلم  فيه تم بناء القصور وتشيد أضخم المباني، وعندما فاقت عيناي هُدم كل شيء، عندها أحاول أن أغمض عيناي مرة أخرى حتى أرى ما رأيت ولكنه مستحيل فكل شيء كتب عليه الفناء وعودته من المستحيل، كما هو الحب المستحيل الذي تم بناءه على الآمال وكثرة الأحلام ، وأرض غير واقعية رسمت من نسج الخيال ، فيا أيها القلب احذر من أي درس قاس ، وأعلم بأن الحب  الحقيقي قد اندثر من كل القلوب ، وصار الحب مستحيل وجوده يتلألأ في كل سماء صافي، كاستحالة رقي الإنسان للسماء السابعة، وكاستحالة وجود الفرح في وقت واحد مع الأحزان.
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!