هذا الفرق الذي بيننا وبينهم !


مازلنا نفكر نحن معشر العرب ، فيما بين الفخذين ، وبذل الغالي والنفيس من أجله ، نُنفِق كل ثرواتنا لإشباع هذه الرغبة القذرة ، وأحيانا كثيرة نفقد أقرب الأصدقاء بسبب الخيانة ، وأوقات أخرى لا نحترم التقاليد ولا الأعراف بخيانة أنفسنا وأهلينا ، نرى الأب يفعل بابنته الرذيلة ، والأخ بأخته ، والابن بأمه ، نعم إنها حقائق ، فقد يغضب الكثير لذكرها ، ولكن لا بد من وقفة صادقة مع النفس ، لِنَتقدم كما يتقدم غيرنا من الغرب ، نريد أن نرتقي كما يرتقون ، ونُقدم لأوطاننا كما يُقدمون لأوطانهم ، أما إذا بقينا هكذا بوضع رؤوسنا في التراب وأجسادنا خارجه ، وإخفائنا الحقائق ، فلن نتقدم ولم نُقدم شيئاً إلا الخزي والعار ، فمشاكلنا تملأ صفحات الجرائد ، كما الحال على شاشات الفضائيات ، لقد أصبحنا عالة على بلادنا وعلى أنفسنا ، فالشاب لا يشغله إلا توافه الأمور ، والموضات الحديثة ، وقصة الشعر آخر صيحة ، ولبس البن طال الفاضح الساقط من على مؤخرته بشكل مهين ، ولسوئه سمي (سامحني يا بابا) ، لإدراكهم الجرم جيدا ومدى خذيه ومهانته للرجولة التي يساعد على فقدها ، لقد تفرغت عقولنا من محتواها ، حتى أصبحنا عبيدا للتقدم بمفهومه الخطأ ، والحضارة بمعناها المزيف ، نسينا أسلافنا الذين فتحوا الفتوحات وتوالى النصر على أيديهم ، وهم لا يتعدون العقد الثالث من أعمارهم ، فقد ولي محمد الفاتح عن عمر يناهز 22 عاما الدولة العثمانية بعد أن توفي والده ، وقد فُتحت على يده القسطنطينية ، وعند وفاته أتى بابنه فأوصاه بأقوال جميلة " ها أنا أموت ، ولكني غير آسف لأني تارك خلفاً مثلك . كن عادلا صالحا رحيما ، وابسط على الرعية حمايتك دون تمييز ، واعمل على نشر الدين الإسلامي فإن هذا واجب الملوك على الأرض ، ولا تَصرف أموال الدولة في ترف أو لهو ، فإن ذلك من أعظم أسباب الهلاك" . انتهت وصيته الرائعة ويا ليت قومي يعلمون ما قاله هذا الرجل العظيم ، ومن العظماء أيضا طارق بن زياد  الجزائري ، القائد العسكري الأموي فاتح الأندلس ، وقائد أول الجيوش الإسلامية التي دخلت شبه جزيرة أيبيريا ، كان عمره أيضا لا يتعدى 26 عاما ، أما الآن وللأسف الشديد لا نفكر في فتوحات ، أو في تقدم علمي ، أو أبحاث تنفع البلاد في مواضيع التقنية ، كما قدم ابن سيناء وابن بطوطة ، لكننا نشغل أنفسنا بثرثرة ما بين أللحيين ، ما زلنا نهتم بسفا سف الأمور ،  مليارا مسلم في العالم ماذا قدموا ؟ ما ترتيب جامعاتهم ؟ للأسف ليست فيهما جامعة واحدة ضمن أحسن 500 جامعة على مستوى العالم ، وإذا نظرنا إلى تعداد اليهود في العالم لن يتعدوا 15 مليون نسمة ومتفرقون في أنحاء العالم ، واستطاعوا أن يتحكموا في العالم باقتصادهم القوي وأفكارهم وعقولهم التي تعمل ليل نهار من أجل إراحة شعوبهم والنهوض بأوطانهم ، فلقد قام ( شاي اجاسي) الذي لا يتعدى عقده الخامس  باختراع سيارة ( فليونس ) الكترونية جديدة تسير بالكهرباء بدلا من النفط  ، وتعمل إسرائيل الآن ومنذ 2007 في بناء المحطات لشحن وتبديل البطاريات ، الذي لا يستغرق شحنها 59 ثانية ، أي أسرع من تعبئة 10 لترات بنزين ، وسَتُزود إسرائيل والدا نمارك في عام 2016 بحوالي 100 ألف سيارة ، هذا حسب ما نشر في مجلة الفايننشال تايمز الأسبوعية في تحقيق مع شاي اجاسي ، وقد اعترف بأن هذا المشروع من أجل التخلص من الاعتماد على النفط العربي الذي يمول الإرهاب ، وأرى أن الدول الغربية تشجعه بقوة ، فبريطانيا مثلا تمنح 5000 جنيه لكل من يرغب بشراء هذه السيارة ، وكذلك أمريكا تمنح 7500 دولار ، أما نحن فقد أصابنا عقم التفكير، بعد أن أنجبنا الفشل والانحطاط ، وأصبحنا في ذيل الأمم بعد أن كنا سادة لهم ، ازداد عدد علمائهم  بسواعد بلادهم بتقديم العون ويُهيأ لهم المناخ المناسب للإبداع ، ومن هؤلاء (  البيرت إنشتاين) ، و ( إسحق نيوتن) ، و (سيجموند فرويد ) ، و(يوناس سالك) الذي اخترع لقاح شلل الأطفال ، و( بنجامين روبن) مخترع الحقنة الطبية ، إن ما ذكرت كلهم يهود ، فأين المسلمون من هؤلاء؟ إنهم وببساطة مشغولون بالبارات ، والمناصب الخادعة ، والعمل بالراتب حتى أصبح  الواحد عبدا لوظيفته ، بعد أن تم برمجة عقله على الذهاب إلى العمل صباحا والعودة آخر نهاره ، ليجلس أمام التلفاز ومتابعة برامجه الهابطة ، هل عرفتم الآن ما الفرق بيننا وبينهم ؟ فمن خدم فكرة شاي اجاسي هو شمعون بيريز رئيس إسرائيل ، أما رؤسائنا فماذا خدموا وماذا قدموا ؟  فمثلا قد خرج علينا في برنامج 90 دقيقه رجل بسيط عنده أكثر من اختراع لخدمة البيئة ولن يسمعه أحد ، وظل يروي تفاصيل رحلته مع البحث العلمي ، ومدى تخوفه من سرقة أفكاره واختراعه ، إنه لا يثق في أحد ، فمن الذي زرع هذا التخوف في قلبه ؟ إنها الإدارات السيئة ،  ولقد جلست مع رجل مصري يروي عن عقلية ابنته الفذة وهي عمرها لا يتعدى 12 عاماً ، وفي حديثي معه وجدت أن عندها أفكارا رائعة ، وتتحدى زويل بقولها أنا أحسن منه فهو له مجاله وأنا لي مجالي ، عندما يخرج هذا التحدي المملوء بالثقة من هذه السن فلا بد أن يكون إنساناً غير عادي ، ولا بد من رعايته وتبنيه وتبني أفكاره ، وأنا هنا أُلقي اللوم على الراعي الذي أهمل رعيته ، فهو مسئول عن خروج علمائنا الأفذاذ أمثال على مشرفة عالم الذرة ، وممدوح غنيم أستاذ علوم المناعة بجامعة " تشارلز درو "للطب والعلوم الذي توصل لعلاج السرطان ، وغيره الكثير لن يسعني المجال لذكرهم أجمعين ، فيا أيها العرب أفيقوا من سباتكم قبل أن يأتي يوم أسوأ مما أنتم فيه الآن ، بعد أن ارتضيتم لأنفسكم  أن تكونوا عاله على العالم استهلاكيين فقط ، فإنهم يتحملونكم الآن لوجود مقومات الحياة لديكم التي تلزمهم ، أما عندما يأتي الوقت للتخلص من هذا فسيسحقونكم بأقدامهم بفضل أفكارهم وتقدمهم العلمي ، سيسقونكم النفط عندما لا تجدون له السوق بالخارج لا يباع ولا يشترى !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!