المعركة المُفتعلة وجنرالاتها !




المعركة الحقيقية هي القائمة الآن ، ويبدو أن " الخصم " لعبها جيدا بدهاء شديد، وأن نجاح هذه المعركة المُفتعلة يقف على قدرة العقل المصري  باستيعاب حقيقتها وحقيقة القائمين عليها، فإن دخلت عليه هذه الأساليب ستنجح المعركة بامتياز مع مرتبة"القرف"وتدخل البلد في فوضى عارمة وينجح العسكر في فرض الأحكام العرفية ويبقى إلى الأبد ويصبح انقلاباً عسكرياً آخر بمساعدة المتآمرين معه في ذلك ، أما إذا وع الشعب طبيعة هذه المرحلة وأسلوب اللعبة ستمر البلد من هذا المأزق المُفتعل من جنرالات الهوى والعلمانيين والليبراليين الذين كان لهم دور بارز في جميع الأزمات مثل أزمة السولار والبنزين والغاز والأمن وأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وحرق المجمع العلمي وبورسعيد والمهزلة الفاضحة في عزل شعبها وإثارة الفتنة الشعواء التي لا تبقي ولا تذر ، وهنا نجد أن العسكر منذ البداية يبدو أن في جرابه شيئا ما سيخرجه وقت الحاجة إليه بعدما يستصلح ويمهد الأرض له حتى تكون خصبة وتنبت فيها ومن ثم يتم جني ثمارها بسرعة فائقة ، وذلك يعود لتخوفه من مصير أسلافه الذين مازالوا على أمل أن يعودوا لحكم مصر لذا كان لا بد من السيناريوهات الفعالة التي تُربك الشعب للحفاظ على مكانته دون مساس والحفاظ على مصالحه في حال تسلم السلطة كما ذكرت ذلك صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في تقرير عن مستقبل العسكر عقب تسليم السلطة ، وكيف يحمي إمبراطوريته وسطوته الإقتصادية ، وألقى التقرير بقنبلة موقوتة بإشارته إلى أن الجيش سيعقد صفقة مع الإخوان المسلمين التي تسيطر على البرلمان لحماية مصالحه ، وهذا يزيد في الفجوة المُفتعلة بين الشعب والإخوان في الشارع ، وهذا ما يحدث الآن فعليا على الأرض . إن افتعال المشاكل لن يحل المشكلة أصلا فما قام به العسكر في بيانه أمس المبطن بالتهديد غير لائق وغير مقبول فقد قال فيه " قد حرصت القوات المسلحة ومجلسها الأعلى على الالتزام بهذا النهج وعدم الانجراف وراء محاولات الاستفزاز وجرها إلى معارك صغيرة ، غير أن ما صدر أخيرا فاق الحد في لي عنق الحقائق وقلب الوقائع ، والافتراء على مكانة القوات المسلحة التي هي في قلب مصر" وختم بالتهديد المباشر " إننا نطالب الجميع أن يعوا دروس التاريخ لتجنب أخطاء ماض لا نريد له أن يعود " فما يقوم به العسكر بمساعدة الليبراليين والعلمانيين هذه هي الصفقة الحقيقية لإعدام الاسلاميين ولم تقم لهم قيامة بعد ذلك والأمريكان الذين قبض عليهم واتهموا بتمويل جهات داخلية قد خرجوا من مصر خروج الكرام الأبطال و لفقوها للإخوان وقالوا إن الإخوان أبرموا صفقة مع الأمريكان ، فما نراه يبعث الريبة في قلوبنا وأن المقصود ليس المعنى السائد الإخوان بل الأمر يتعدى الإخوان الى أن يعم جموع الإسلاميين ، ونجد في القنوات الآن إظهار قُبح الإخوان وسوءاتهم . في المقابل الجيش هو حامي الثورة وحامي الشعب بل حامي الأمة كلها من سيطرة الاسلاميين وعدم إعطائهم الفرصة في مجلس الشعب بسحب الثقة من الحكومة أو حتى استجوابهم إستجواباً حقيقياً ، وهنا نجد تجلي الحقيقة شيئا فشيئا وهو إضعاف البرلمان مما يظهره كأن لا قيمة له ، وبذلك يفقد الناس الثقة به كلياً ويُظهر فشل الاسلاميين في السياسة والتشريع ، لكن الحقيقة أن العسكر ينتهجون مسلكا عمليا لحراسة مصالحهم وامبراطوريتهم التجارية التي تقدر بمليارات الدولارات ، وتشير التقديرات إلى أن الجيش يسيطر على نحو 10% إلى 40% من الإقتصاد المصري غير الاستثمارات الأجنبية والصفقات الداخلية والامتياز الذي نما بهدوء على مدى سنين ، هذا حسب الصحيفة الأمريكية ، كما قالوا إن الجماعة والعسكر توصلوا إلى اتفاقهم حول الرئيس القادم وأيد ذلك أبو العز حريري وأن الجيش كسب ولاء هؤلاء وعقد تحالفا معهم و تآمروا جميعا " الإسلاميين " لخدمة هدف الجيش في الحفاظ على سيطرته على البلاد لفترة طويلة قادمة”. لقد أصبح الإخوان في مرمى نيران الجميع وهدفا جليا لهم ولن يسلموا من النيران الصديقة التي تأتي ممن هم محسوبون عليهم وفي الحقيقة هم ليسوا منهم أبدا ، وقال مجدي أحمد حسين، رئيس حزب العمل (الإسلامي)، لصحيفة "الشرق الأوسط" في عددها رقم 12107 بتاريخ 21 يناير 2012م، إن موقف الإخوان المسلمين هذا، يعبر عن اتفاق بينهم وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، الذين أجروا محادثات معهم أخيرا، من أجل تطمينهم بأنهم لا يريدون الاستئثار بالسلطة، في مقابل السماح لهم بالتقدم في الحياة السياسية بهدوء. وأكد بديع في حوار له على إحدى القنوات الفضائية المصرية، أن "جماعة الإخوان تفضل أن يكون المرشح يشبه الرئيس الفلسطيني أبو مازن في معادلة السلطة الفلسطينية"، وقال: "أنا شخصياً لن أعطي صوتي للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (الإخواني السابق)، وسندعم مرشحا رئاسيا واحدا، إلا أننا لم نستقر عليه حتى الآن، ودعمنا مبادئ البرادعي في السابق، لكن انسحابه غير مقبول في هذا التوقيت". نجد أن الإخوان ليس لهم أي نية في التنازل عن مبادئهم التي يحترمونها جيدا ، ومسألة أنهم يقولون كلاما و"يلحسوه" هذا كلام خطأ لكنها هذه هي السياسة ومن حقهم استخدام الأساليب التي يرونها للضغط على الجيش وليس الشعب ، إنني تعمدت إبراز معظم ما قيل من آراء في مقالي حتى يعي الناس الخطط التي تحاك ضد مصر لإغراقها في بحر من الفتن ، ونسأل الله أن لا يُجيز لهم ذلك أبدا ، فعلى الإسلاميين أن يلعبوها صح وألا ييأسوا أبدا فهذا النفس الأخير لهؤلاء الناعقين ونظرتهم الاستعلائية ، واجعلوا ما حدث يزيدكم إصرارا على خدمة الوطن ووضع دستور يأمله كل المصريون ، وهنا أسأل المجلس العسكري ماذا تقول فيما قيل في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" ؟ هل صحيح أم افتراء ومكائد ضدكم ؟ كما أسأل أيضا الشعب المصري الأصيل سؤالاً صريحاً ، هل فعلا أبرم الإخوان صفقة مع المجلس العسكري ؟ أم هناك فعلا مكائد ضدهم بعدما رأيتم الأدوار توزع لإثارة الفتن ؟ نحن نثق برجاحة عقل الشعب المصري فهو كالبحر يحتفظ بالثمين دائما أما الغثاء فيلفظه بعيدا ، فالشعب قد تعلم كثيرا ولم تدخل عليه ألاعيب البعض . حفظ الله الوطن وولى من يصلح عليه !

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!