هل هذه حرية؟


لقدت ابتعدت كثيرا عن الكتابة طيلة خمسين يوما عما يحدث في مصر لما رأيته عبر القنوات من تضليل بطريقة فجة تؤدي إلى تأجيج الفتن والبغضاء بين الشعب وخلق الفوضى ونشر الفرقة بالتخوين والكذب والنفاق وغير ذلك من أدوات ما جُعلت إلا من أجل تشتيت الأنظار عن الحقائق وتدوير بُوصلة العقول لتسير بالناس إلى الهاوية، لاحظت كما لاحظ الجميع أن بعض الإعلاميين طريقتهم في طرح القضية تبعد كل البعد عن الحيادية والمهنية والأخلاق والذي يزيدنا غُصة وتحشرج الحلوق هو محاولة تصدير الخداع إلى الناس على أنه حقيقة مع أنه متأكد أن ما يقول ما هو إلا هراء ليس له أصل ومعدوم الأب الشرعي أي إنها معلومات مجهولة المصدر ولا أساس لها ولقيطة من أجل أغراض قذرة لهم ولمن يهمه شخصه ولا ينظر إلى مصلحة البلد والمواطن الذي أصبح مشوشا فكريا وعقليا لدرجة أنه أصبح لا يفرق بين الحق والباطل ولا بين الصح والخطأ، وهذا ما رأيته عندما زرت مصر وتنقلت خلال المواصلات الداخلية ومحاولتي مخالطة الناس عن قُرب وأتناقش معهم ، فوجدت العجب العجاب من البعض وأن معلوماتهم كلها مغلوطة بل ليست صحيحة بالمرة، كما لاحظت أن الجميع أصبح سياسيا باقتدار ومحللا للأحداث ومقدم برامج ومُعدا ومُخرجا ومُصورا وقائدا ومديرا ورئيسا، كما أنني وجدت عدم التقدير من البعض تجاه الغير ورفض الآراء مع أنهم في نفس الوقت ينادون بالديمقراطية ولا أدري على أي ديمقراطية يتحدثون، وبدأت أسأل كثيرا عسى أن أجد جوابا شافيا،
هل الديمقراطية والحرية هي إهانة الآخر وإبعاده عن الساحة؟ هل كتابة هذه الألفاظ البذيئة والمُنحطة على الجدران هي من الحرية في شيء؟ هل ما يحدث من قتل وترويع المواطنين يصل بنا إلى الاستقرار؟ صراحة لا أجد جوابا شافيا يرضيني غير أنني توصلت أن الإعلام غسل عقول الناس بافتراءاتهم المتواصلة عبر شاشاتهم الفضائية وعبر الوسائل المقروءة التي يدعمها رجال الأعمال الفاسدين الذين شربوا دم هؤلاء المطحونين، وما أغضبني من البعض أنهم يعرفون هذه الحقائق وعندما نوشك على الوصول لنقطة تلاق تجده يقول الإخوان سيخربون البلد ما يجعل سؤالا يخرج مني، ما الذي رأيته من تخريب وما الشيء الذي قاموا بتخريبه؟ فلم أجد ردا، إن ما يحدث في ميدان التحرير ما هو من الثورة ومن هناك ليسوا ثوارا، فكيف نطلق عليهم ثوارا وهم يغتصبون النساء، وقد أشيع أنه تم اغتصاب ما يقارب خمسا وعشرين فتاة، وما يقومون به من حرق ودمار وتخريب في شارع القصر العيني أو عند الاتحادية الذي هو رمز السيادة المصرية، هذا ليس مظاهرة ولا ثورة لكنها بلطجة وخروج عن اللياقة، وتم تصدير هذه الأخلاق إلى باقي المحافظات عبر الإعلام وبعض الذين يستغلون مواقف معينة وتوظيفها لمصلحتهم الشخصية وهم معروفون للعامة، لذا الجميع يستغربون تراخي قوات الأمن ورئيس الجمهورية في التعامل الأمثل مع هؤلاء والتصدي لهم كي لا يفرخوا للبلاد عناصر كالبلاك بلوك فيساعدوا أعداءنا لخراب بلدنا وهذا ما تم الكشف عنه بعد القبض على بعضهم والعثور معهم على مخطط لبعض مواقع البترول المراد تدميرها ، لا بد من وقفة تحفظ هيبة الدولة وهذا لا يتم إلا بعودة هيبة رجال الشرطة، الأمن ثم الأمن لاستقرار البلد، حمى الله مصر وأهلها من كل سوء!
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!