اعذريني إن قصرت في وصف حبي لك !
تصحرت حياتي وأصبحت أيامها جرداء مكفهرٍ لونها ، بذور حبي مُلقاة في القلب تفتقر إلى الماء كي يُنبتها ، كل الطيور التي كانت تغرد قد هجرت أعشاشها ، والنسمة التي تداعبني في كل صباح يبزغ نوره قاطعتني ، و الأشجار التي على شواطئ قلبي  قد سقطت أوراقها ، بعد أن جف نهر الحب الذي كان يروي بستان حياتي ، قُطع الطريق الذي يوصلني إليك ، وضاع الأمل إلى ابتسامة تشرق بها حياتي ، ولون الحزن نهاري بسواد كسواد الليل البهيم ، كل شيء ظهر كأن لا أصل له ، تاهت نفسي بين ركام الأفكار ، وعلت أسوار الهموم تحجزني عن غد معك ، وأصبحت أهرول مسرعا يمينا ويسارا ، وتارة أخرى إلى الشرق والغرب ، ابحث عن مخرج  ، فلم أجد ، عند إذ قلت أن حياتي قد انتهت ، فقدت الأمل واستسلمت لما أتى من الهموم ، وانتظرت الموت كي يخلصني مما أنا فيه ، حتى جاء ربيعك وهطلت أمطارك ، فنبت الزرع الذي كان مُلقى في القلب بذوره ، وتفتحت الزهور برائحتها الجميلة فملأت حياتي ، وتغيرت كل شيء معك ، كل لحظة فيها أصبح لها معنى ، الابتسامة عادت إلى شفتاي وبان سني ، ونواجذي ظهرت بضحكات يعلو صداها في الدُجى ، البلبل الذي هجرني قد أتى ووقف بشباك الهوى يُنشدني بأحلى كلمات الحب ، وفتح شباك قلبي بعد أن أُوصد طويلا في وجه الهوى ، وأشرقت شمس حبك في حياتي تطهرها من كل هم ، وغم ، وحزن قد ساد فيها ، أصبحت اشعر بسعادة في نومي ، وفي قيامي ، أصبحت لا أحس بالفرق بين الليل والنهار طالما تشرق شمسك في سماء حياتي ، اجعليني اغني لك على أوتار قلبي ، ويعتر ف لك كل ما في جسدي انه يحبك ، يعشقك ، حتى العقل الذي في رأسي يُعطل إن لم يراك ، أحبك والحب أراه لا يكفي أن أُعبر لك عما في قلبي ، أعشقك هذا أيضا أراه ينتقص من قدرك عندي ، ولا اقل لكي يا كل حياتي ، بل أنت حياتي نفسها ، واعذريني إن قصر لساني عن وصف حبي لك ، سأتركك تُحسين بشعوري عندما يعانق قلبك قلبي ، وتحتضن عيناك عيناي ، وتتشابك يداك مع يداي ، وعندما تطير أرواحنا سويا تُعطر الحياة كلها ، وداً ، وإخلاصاً ، ووفاء ، ونرسم لوحة حُبنا ، لكل من أراد أن يتعلم الحب ومعناه ، ويحتسي من نهرنا ويرتوي حباً له ويكبر، فاسأل المولى أن لا يُغيب عن القلب حبنا حتى لا تُصحر حياتنا !
محمد العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!