هل جربتم ذلك من قبل ؟


 

قررت أن أكتب بعدما ألحَّ عليَّ قلمي وأنبني ضميري كثيراً على صمتي ، فقلت لا بد من قول الحق بعدما رأيت الباطل شائعاً ويريد أن يصيب الحق بالخسوف ، ليحجبه كي لا يراه الناس وهو يجلجل بنوره الدنيا كلها ، فإني أرى كما يرى العالم معي في هذه الآونة بالذات يتعالى صوت (الباطل ) لتشويه الحق ، وقيام بعض الناس بحملة عشواء مغرضة ضد الإخوان المسلمين خاصة والإسلاميين عامة ، عبر الفيس بوك وتويتر ، وبرسائل عبر التلفون المحمول ، بألفاظ تجرح المشاعر وتصيب العقيدة نفسها دون أن يشعر ناقلها عبر الوسائل التي ذكرتها آنفا ، فالتخويف الواضح للناس من التيار الإسلامي أراه ممنهجاً وبطريقة موحدة في بعض القنوات الفضائية أيضا ، مما يجعلني أتساءل ؟ ما غرضكم من ذلك ؟ هل أعجبكم النظام السابق وما كان يفعله بكم وبنا ؟ هل اشتقتم لتحجيم النفس والرأي وتكميم الأفواه ؟ إني أرى هذا الهجوم ليس مبرراً على الإطلاق للأسباب التالية ، أولا عدم العلم التام بمن  تنتقدونهم ، ثانيا اعتمادكم على النقد دون التمحيص وتكليف أنفسكم بالجلوس معهم والسماع إليهم ، بل تكتفون بالسماع أو القراءة عنهم ، ثالثا الرأي المُبيت ضدهم  من قبل ، فأقول لكم بكل بثقة أن الخوف من الإخوان وكل التيارات الإسلامية غير مبرر على الإطلاق ، فهم  ببساطة لم ولن يظلموا  أحدا لأنهم ظُلموا من قبل ، ومن ظُلم لا يظلم فقد  جرب وقعه على النفس ،  فلا هم يصادرون فكرا فقد صودرت أفكارهم من قبل ، ولا يروعون آمنا فقد رُوع أهليهم وأطفالهم من زوار الفجر من قبل ،ولن يصادروا أموالا لأنهم جربوا هذا سلفا ، ولا يكممون الأفواه فقد  كممت أفواههم لسنين عدة ومع ذلك كانوا يصدعون بقول الحق ليسمعه الناس ، لقد  دفعوا الكثير من أعمارهم من أجل أن يرتاح الناس ، ليس لمنصب أو جاه ولكن لله ، لو تمعنتم هذا المعنى جيداً ؟ ما قلتم عليهم لفظاً واحداً يجرحهم أبدا ، اجعلونا نتفق أولا بأننا لسنا ملائكة معصومين ولكننا نخطئ ونصيب ، وإذا حصل الخطأ ننسبه لأنفسنا والصواب لله وحده ، فهل يا من تعود على الظُلم ، هل جربت مرة أن تعتقلك قوات أمن الدولة لتبعدك عن زوجتك يوم ولادتها المولود الذي تنتظره وتكون أول من تُقبله ، وتلوك التمرة في فمك ثم تلقمها فمه طفلك ، هل جربت ذلك ؟ هل جربت شوق أمك في لحظاتها الأخيرة تريد أن تملأ عينيها منك  قبل أن تفارق الحياة ؟ هل جربت يوم تَخرج ابنك وهو يتمنى أن تكون معه لتبارك له ، وترى ثمرة تربيتك التي تقطفها ؟ هل جربت أن تُؤخذ في أول يوم من رمضان وأنت على مائدة الإفطار تنتظر الأذان كي تفطر مع اهلك ؟ هل جربت بكاء طفلك خلفك وهم يجرونك من بينهم إلى المجهول ؟ هل جربت ذرف دموعك يوم العيد وأنت تتذكر نفسك بين أولادك وأرحامك ؟ هل جربت  لا قدر الله أن تنتهك حرماتك أمام عينك وأنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً ؟ هل جربت أن ينتهك عرضك وهم يعرونك من ملابسك ويصورونك ؟ هل جربت غربة الوطن والحنين إليه ، هل جربت حرمانك من هواء بلدك والشرب من مائه؟ هل جربت لوعة الإبعاد القسري ؟ والله لو أن أحداً فكّر ملياً في ذلك أو عانى واحداً منها  ما تلفظ بكلمة واحدة تجرحهم ، ويشرفني هنا أن أبين بعضاً من مفاهيم الإخوان للإسلام وما ذكره المؤسس رحمة الله عليه (حسن البنا) ، حيث بين أن الإسلام عقيدة وعبادة ، ووطن وجنسية ، وروحانية وعمل ، ومصحف وسيف ، لهذا يرى كل عامل أن فكرتهم نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام ، قد شملت كل نواحي الإصلاح في الأمة ، فهي دعوة سلفية ، وطريقة سنية ، وحقيقة صوفية ، وهيئة سياسية ، وجماعة رياضية ، ورابطة علمية ثقافية ، وشركة اقتصادية ، وفكرة اجتماعية ، هل عرفتم الحقيقة أيها الناس أم اكتفيتم بما سمعتموه ممن أرادوا تشويه هذا الكيان الذي شرفه الله بانتهاجه الطريق القويم ، هل عرفتم خصائصهم قبل انتقادهم ؟ هل عرفتم أنهم لا يحبون مواطن الخلاف ؟ ويميلون إلى البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء ، هل عرفتم رؤية الإخوان  للمرأة ؟ فهم ينظرون لها بأنها شريكة في كل شيء ، فقد رشحت على قوائمها في الانتخابات أكثر من مرة ، أما عن مواقفهم الخارجية فلا يرفضون الجلوس مع أحد من قبل بشرط أن يكون برعاية وزارة الخارجية المصرية ، مع مساهمتهم في حوارات ثقافية وسياسية وحقوقية وبحثية بارزة في الغرب . أما  عن موقفهم من إسرائيل فيقول محمد عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين السابق«هذه المسألة ثابت من ثوابت الجماعة وليست محل جدل أو نقاش»، مشيراً إلى أن «إسرائيل في نظر الجماعة مجرد كيان صهيوني مغتصب لأراضينا العربية والإسلامية المقدسة، قام على(الجماجم) والدماء، وسنعمل على إزالته مهما طال الزمن» وأيضا يرى الدكتور بديع المرشد الحالي للإخوان نفس رأي سلفه ، مع الحفاظ على جميع الاتفاقيات ولا تراجع عنها وان كان من الممكن تعديل بعض البنود ، وهذا أيضا ما قاله من قبل نبيل العربي حين كان وزيراً الخارجية ، فلماذا الخوف إذاً من الإخوان والإسلاميين عموما ، والحق أن الخوف من الإخوان ورفضهم إنما يصب في دعم أنظمة الطغيان ، فيا عقلاء مصر لا تنجرفوا خلف الإشاعات المغرضة ، فانتم شعب عظيم وستظلون أحراراً رغم أنوف الرافضين ، وقد كتب قبلي الكاتب العظيم إبراهيم عيسى عن ضرورة عدم الخوف من الإخوان وبين الأسباب لذلك ، كما ذكر وائل غنيم أن الخوف من الإسلاميين مبالغ فيه ، فقط حفظ الإسلاميون مصر وأهلها ، ورفعوا راية الحق خفاقة ترفرف في سماء مصر ، فلا تخافوا ولا تخشوا التيار الإسلامي أبدا فهم يخافون الله ولقوا الكثير من أجلكم ومن أجل مصر ، أعطوهم الفرصة كي يعرفوكم بأنفسهم عن قرب دون وسيط ولا ناقل !

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

  1. شريف أبو رفاعي العيادي7 ديسمبر 2011 في 11:16 ص

    ان ما يحدث الان من ما يثار ويتداول عن الاخوان والاسلاميين بصفه عامة ماهو إلا تخوف نتيجه لما يبثه الاعلام الممنهج ونتيجه ايضا لبعض الفتاوي والاراء التي تصدر من المتأسلمين فيتم تضخيمها في الإعلام لكي يرسلون رسائل للجميع بأن الإسلاميين لن يصلحوا لإدارة بلادنا ، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " فأبشر أخي الكريم الإسلام قادم رضينا أم أبينا فها هي شمسه تشرق علينا فلا تشرق الشمس إلا بعد الظلام الدامس

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!