افتراءات ساويرس وظلمه البين !



إن من الظُلم تصوير التيار الإسلامي بأنه وحش كاسر سيلتهم الناس ، وديكتاتور يُضَيْق عليهم حياتهم ، وعيشتهم ، ويحرمهم من كل وسائل الترفيه ، ويمنع الفن بأشكاله ، ويقفل باب السياحة بالضبة والمفتاح ، ويعمل على إقامة الحدود ، وأخذ الجزية من الأقباط وتهجيرهم من مصر ، ليستبين للعالم أنهم أقلية مضطهدة ، فيتدخلون في سيادة مصر وأهلها لحماية هذه الأقلية المظلومة ، هل نسوا ما فعله الإسلاميون مع الأقباط  وتحريرهم من ظُلم نيروز الروماني الذي استعبدهم ومنعهم من بناء الكنائس حينها ، فأين هم عنهم حينها ؟ فمحاولة ظهور الإسلام بهذا الشيء المشين فيها جور وظلم من أناس يدعون الديمقراطية ويفترضون ذلك ، فلماذا هذا الرعب من التيار الإسلامي وافتراض الظلم إذا تمكن من الحكم ، هذا الشبح الذي يسمنه بعض الدول العربية مثل السعودية وقطر، فدولة قطر ساعدت الإخوان المسلمين بمبلغ 100 مليون دولار كما ذكر ذلك ساويرس في حواره بجريدة الشرق الأوسط ، وتم اكتشاف هذا من أحد رؤساء الدول العربية عبر أحد أقاربه بالاتصال به وإبلاغه بذلك ، وكأن رئيس هذه الدولة ليس له صلة برجال الحكم الحاليين في مصر والمتمثل في المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، فقام بالاتصال بالمخلص والمحب الوحيد لمصر كي يُبلغ عن هذا الخرق الرهيب وهذه الواقعة التي ستكون سببا في حرق مصر، وقدوم التيار الديني وجعل مصر دولة دينية ، ولو قرأ التاريخ لوجد أن لا وجود للدولة الدينية في الإسلام ، ولكن توجد دولة مسلمه تعترف بحق المواطنة والعدل والمساواة بين الناس ، فلا فرق بين أسود وأبيض ، ولا أحمر ولا أصفر، ولا بين مسيحي ويهودي ومسلم ، فالكل سواسية عند الله لا فرق عنده بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح ، فالدولة الدينية عُرفت مع المسيحية التي تعددت أشكالها في أوروبا بالعصور الوسطى ، وتم فيها سيطرة رجال الدين بجمع السلطتين الدينية والسياسية ، وقامت بفرضها على الناس ، كما أقامت محاكم التفتيش على العقل ومارست تميزا على أساس الدين ، وذهبت هذه السلطة الدينية المسيحية إلى أقصى مدى في قهر الإنسان باسم الدين طول الوقت ، وظلت بذلك في ظلام وجهل ، حتى كره الناس الدين والدولة الدينية وأصبحت عقدة لدى الشعوب في العالم ، ولو كلف ساويرس نفسه قبل إصدار الأحكام بالتحري واستغلال مصادره للتعرف على الإسلاميين عن قُرب ، لوجد أنهم ليسوا بحاجة إلى مال من هنا أوهناك لا من السعودية أو قطر، فهم يُنفقون على أعمالهم من جيوبهم الخاصة ،  وذكر ذلك أيضا مايكل منير في أحد البرامج التلفزيونية أن مليارات الدولارات قد ضُخت في خزانة التيار الإسلامي ،  وعلى أثر هذا التمويل طالب ساويرس في التلفزيون الكندي على الهواء بتدخل الغرب لحمايتهم ، كما طالب بدعمه كما تدعم دول الخليج الإسلاميين ، خوفا من إقامة دولة إسلامية ( متطرفة ) على غرار إيران ، ويصبح القرضاوي  كالخُميني ، مع تحذيره من نجادي جديد في مصر، وأدعى أن الإسلاميون سينقلبون على العسكر كما انقلبوا عليهم من قبل في ثورة 23 يوليو عام 1952 ، كما فعلوا ذلك من بعد مع الرئيس المصري محمد أنور السادات ، ولا أدري من انقلب على من ؟ لقد صور ساويرس التيار الإسلامي بأن لا عهد لهم ولا آمان في نفس الوقت ، وهذا الكلام ما هو إلا افتراء ووقيعة بين الشعب المصري ورسالة إلى الجيش بأنه ينقلب على الإسلاميين قبل أن ينقلبوا عليه كما فعلوا بأسلافه ، ساويرس هذا الذي حاول حزبه استقطاب الفلول وضمهم إلى حزب المصريين الأحرار ، لإحياء زمن مبارك فنجح بضم البعض وفشل مع آخرين لتخوفهم من التجربة ، حاول إفشال الانتخابات بإذعانه أن التيار الإسلامي قام برفع الشعارات الدينية في دعاياته الانتخابية ، و نسي أن الذي قام بذلك هم رجال الدين المسيحي بتوجيه الناخبين الأقباط للتصويت للكتلة ، وعندما فشلوا في مجابهة التيار الإسلامي ، اتهموا الشعب المصري صاحب الحضارة العريقة بأنه جاهل وأُمي ولا يعرف من يختار أصلا ، فقاموا باقتراح أن صوت الأُمي نصف صوت والمتعلم صوت كامل ، فهل هذه الديمقراطية والمساواة التي تتكلمون عنها ؟ خلاصة القول نطمئنكم بأن الإسلاميين ليس لهم أنياب يعضونكم بها ، واهدأ يا ساويرس أنت ومن معك وتيقن بأن المسلم لا يظلم أبدا ، وكيف يظلم وقد نُهي عن ذلك ؟ حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

  1. واضح ان نتائج الانتخابات أصابته بصدمة كبيرة ، والحمد لله الذي أخزاه

    ردحذف
  2. إن الإسلام إذا أحسنا فهمه أن يجعلنا أكثر إنسانية وتسامحا واحتراما لعقائد الآخري..ولم نكن يوما دعاة فتنه...أما بالنسبة للتخلف فالشواهد على اننا نعرف معنى الحضارة والعلم ليست بقليلة فهناك علماء مصريون كثيرون منهم:إبن الشاطر عالم الفلك، كمال الدين الدميري صاحب كتاب حياة الحيوان ... وغيرهم ولكن يبدو اننا لسنا نحن الجهلاء بل من لا يدري قيمة مصر الحضارية هو الجاهل...

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!