عندما لا ندري سبب البكاء !



أحيانا نرى الدموع تذرف من أعيوننا ولا ندري لماذا ؟ فيزداد عندها لوعة القلب وحرقته ، وتشتكي الوجنات من آثار الدموع ، وترقى النفس في عالم الأحزان ، تنظر إلى موقعها بين السعداء الذي حُرِمت منه ولم تنله ، تنظر إلى الضحكات تعلو من غيرها ، أما هي فتُسكب  منها العبرات ، تبكي العين حتى يجف الدمع ولا تدري ما السبب ، بعدما ضاعت ألآمال والطريق إلى مضجع يرتاح فيه الجسد ، و يهدأ العقل فيه من تفكير طال ظلمه ، وتُلقى الرأس على وسادة  قد بُليت من الدموع ، لكنها أيضاً قد ملت وهجرت مضاجعنا ، يبدو أن كل شيء قد ضيعه الحزن بين ركامه ، فالابتسامة التي لا تفارق الشفاه  ما عادت تُرى ، والأمل روح الحياة قد فاض من الجسد، حتى الحب الذي كان يزين البستان قد مات ، كل شيء قد انتهى ، حتى الليل المؤلم  الذي كان يُعذِبَ  كل حزين طوله  ، يتم البحث عنه لم نجده ، وستائره السوداء التي كنا نكرهها وكانت تحجب ضياء الشمس عنا  عندما رُفِعت ، حتى نرى الشمس بعد حرمان طال وقته ، لكن لم يُرى إلا سواد الليل وظلمته ، كما تاه القمر والنجوم التي تجاوره ، لقد سلب البكاء نور العين دون أن ندري ؟ وذهب العمر خلف أشياء من نسج الخيال تم نسجه ، بعدما التف حول العقل وأربكه ، وأصبح أسير الهوا الزائف بين قضبانه ، يقضي على الحياة كلها دون أن يَقْبل الطعن ولا النقد ، فهو حكم نهائي من الأحزان ضد أي سعادة  قد تأتي ، وتزداد اللوعة ويعلو معها الصوت بسؤال . ما السبب ؟ هل حبيب قد أصاب  القلب بسهم الغدر ؟ أم الفؤاد لم يعُد صالح للحب ؟ أم خيانة صديق قد أطمأنت له النفس ؟ أو قد يكون جحود قلب أخ ، كل الأسئلة المحتملة جاءت بالخاطر ، لكن دون الوصول إلى السبب الحقيقي ، فلو عَلمت النفس السبب لارتاحت من عناء الاكتواء ، لكن يبدو أنه كتب عليها عذاب التفكير ولوعة الأحزان ، فهذه رسالة من قلب قد كسره الحزن ، لا تتركوا الحزن يكوي قلوبكم ويدميه كما دمى من قبلكم ، لا تدعوه يخيم على عقولكم ، لا تجعلوه ينسج غشاوة حول أعينكم ، ارفضوه ولا تعطوه مساحة في حياتكم ، املئوا قلوبكم بالسعادة ولا تجعلوها تخرج منه فإن خرجت تمكن منه الحزن !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!