أبو رجل مسلوخة حرق المجمع العلمي !


كنا في الصغر عندما تريد أمهاتنا أن يجعلننا نذهب للفراش كي ننام ، يقلن ( نام أحسن انده لك أبو رجل مسلوخة ) ، فكنا نخاف وننام بهدوء ودون أي إزعاج ، خوفا بل رعبا من صاحب هذا الوصف المرعب ، وعندما كبرنا اكتشفنا أن لا وجود لهذا أبدا وأنه من نسج الخيال لتخويف الأطفال فقط ، واليوم أراه بوضوح في كل المظاهرات المختلق منها والحقيقي ، من بداية الصعيد ، قنا ، وأطفيح ، وأسوان ، وماسبيرو ، والبالون ، ومحمد محمود ، وأخيراً ونتمنى من الله أن يكون الأخير أحداث القصر العيني ، والتهجم على مبنى الوزارة صاحب السيادة المصرية ومنع الوزراء من أن يدخلوا الوزارة لعقد أول اجتماع لها بقيادة الجنزوري ، هذا عار في جبين الثوار الذين لا أعتقد أن كلهم ثوار يخافون على هذا البلد ، فما رأيناه في الفضائيات شيء مخذ وبعيد كل البعد عن المصري الأصيل ، والله لو في قلوبهم ذرة حب لمصر ما حرقوا المجمع العلمي ، الذي أنشئ في عام 1798 ميلادي بقرار من نابليون بونابرت ، هذا المجمع الذي يحوي حوالي 40 ألف كتاب من أمهات الكتب ، على رأسها كتاب وصف مصر ، هذا الصرح العريق الذي بين جدرانه أربع شعب هي الرياضيات ، والفيزياء ، والاقتصاد السياسي ، والأدب والفنون الجميلة ، وفي عام 1918 أصبح مهتماً بعلم الآثار ، والعلوم الفلسفية ، والسياسة ، والطب ، والزراعة ، والتاريخ الطبيعي ، من مصلحة من حرق هذا المبنى بالكامل ؟ وما يزيدني حسرة عدم محاولة أحد إطفاءه ، لكنهم تركوه حتى يحترق ويُسرق ما تبقى منه ، وقالوا إن المتظاهرين رشقوا سيارات الإطفاء بالحجارة كي يمنعوها من الوصول إلى المكان ، عذر أقبح من ذنب ، وهنا أتساءل أين الجيش ؟ هل يقفون على الحياد ؟ هل ليس له القدرة على حماية مثل هذا المجمع ؟ فإن كان كذلك فنحن نخاف على الدولة ، وإن كان لهم القدرة على المنع لماذا لم يمنعوا هذا من الأول ، فزمن اللهو الخفي والحكايات الواهية قد انتهى ، فلا بد من القبض على كل من أجج الفتنة وساعد عليها ويُقدم إلى المحاكمة سواء هذا من الجيش أو الشرطة أو الشعب ، فلا يوجد أحد فوق القانون ، أما ما نرى اليوم من مهازل في مصر الحبيبة ، شيء لا يُعقل أبداً ، ومشاهدة سحل المتظاهرين وتعرية الفتاة التي عرضت على المواقع الإلكترونية من الجيش غير مقبولة أيضاً ، فمصر لا تستحق من أهلها هذا ، فبعد ثورة 25 يناير وتقارب الناس جنبا لجنب ، ونجاح المرحلة الأولى من الانتخابات والثانية بدون أي جريمة تُذكر ، مع اعترافنا بوجود مخالفات لا تَرقى إلى حجب الانتخابات أو تعطيلها ، عندها جُن جنون المستنفعين منها أيام النظام البائد وشعورهم بأن لا قيمة لهم بعد ذلك ، فبدأوا باستغلال وجود بعض المظاهرات المشروعة فاندسوا بينهم للوقيعة بينهم وبين السلطات لإثارة الفوضى الخلاقة ، وزعزعة الاستقرار لتحقيق ما قاله النظام البائد أن وجوده مقابل الاستقرار وغير ذلك سيعم الفوضى ، فللأسف هذا العنصر موجود وبقوة في الشارع المصري ومؤثر تأثيراً قوياً في البعض بإغرائهم بالمال لحاجتهم لذلك . وقد رأينا أطفالاً دون الخمسة عشر عاماً يُستغلون لذلك بإعطائهم خمسين جنيها في اليوم مقابل إلقاء الحجارة وحرق مصر! فالبطالة قد زادت والديون حاصرتهم إذا لا وجود لحل إلا البلطجة للكسب السريع ، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة مسؤول عن هذا لأنه لم يستطع أن يقدم هؤلاء إلى الآن للعدالة ، ولا أريد أن أقول تواطأ منهم ، لكنني أقول إنه تراخ ، فكل الشعب المصري يتمنى أن تعود الثقة بينه وبين الجيش ، ويعود الشعار الجميل الجيش والشعب أيد واحدة . كان الله في عون الجيش ، والحكومة ، والشعب ، لخدمة مصر ، وأعاد للمخربين عقولهم إلى رؤوسهم ، وأن لا أرى الوجوه المُطلة علينا عبر الإعلام ممن أطلق عليهم نُشطاء سياسيين مرة أخرى ، فهم لا نشطاء ولا سياسيين ! بعد أن ظهروا علينا وكأنهم أوصياء على مصر ، بل هم فقط من يفهم ويدرك المصلحة العامة والخاصة ، فيرفضوا هذا ويقبلوا ذاك ، رحم الله مصر من كل متمصر ، وحفظها من كل سوء ،
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!