متى ينتفض الحق؟!


طبيعتنا كبشر ننظر في معظم الأحيان باستعجال الحل في أي مشكلة تظهر أنها مستعصية، نريد أن نستريح منها بسرعة بأي شكل من الأشكال، بغض النظر أن يكون هذا الحل في المصلحة أم ضدها، وننظر أن يكون مرضي في نفس الوقت، وفي الحقيقة ليس في جميع الأحيان أن الرضى عن شيء يكون في المصلحة أو العكس، فمثلا أخذ قرار القتل لمجرد الانتقام يلاقي الرضي عند القاتل مع أنه يكون ليس في مصلحته ولكنه يقتل، فما يحدث في مصر جراء الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس "مرسي" وثار الثوار ضده وطبعا لهم كل احترام وتقدير لكن في النفس الوقت خانهم التوفيق في ذلك مثل القاتل، وقد يكون ذلك لاستعجالهم في الرد أو عدم الفهم الصحيح لمغذى هذا الإعلان وهنا كما ذكرت سلفا عن الرضى والمصلحة، وحتى نخرج من هذا النفق لا بد من تغليب المصلحة على الرضى والمصلحة هنا ليس مصلحة شخصية لكنها مصلحة وطن قد عانى كثيرا من الاستبداد والظلم والفساد الذي تغلغل في البلاد وأصبح من الصعب اقتلاعه، لكن ليس من المستحيل وهذا ما أره في بداية حقيقية للرئيس "مرسي" بغض النظر هنا أنا معه أو ضده فلا بد أن أسانده حتى ولو كنت من أشد معارضيه من أجل مصر وليس من أجله كشخص فنحن لا نعبد أشخاص فهو خادم للوطن وليس إلا، وإذا حاد عن هذا الطريق فعلينا جميعا أن نقف وبقوة في وجهه حتى يعود إلى الطريق الصحيح ، في الحقيقة قد نتفق أو نختلف لكن لا بد أن نكون على قلب رجل واحد في الحق وألا تأخذنا العزة بالإثم عندما نختلف في شيء، لا بد من الجميع في العمل على سيادة القانون واحترامه والجلوس على طاولة الحوار لعلاج هذا الجُرح الذي لو تُرك سيقيح وينتشر المرض في الجسد كله جسد الأمة ويحدث مالا يُحمد عقباه، فعلى الجميع أن ينبذ الفرقة والخلاف والعمل على تهدئة المناخ المناسب للانتهاء من الدستور الذي سينهي هذا الإعلان الاستثنائي المؤقت، لا بد أن يعي الجميع وأن تضعوا المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار سواء كان حزبي أو شخصي، قبل أن تضيع الدولة ومعها مكتسباتنا في ثورة 25 يناير، نحن جميعا نختلف مع تحصين قرارات أي أحد مهما كان منصبة لكن في نفس الوقت لا نهدم مؤسسات الدولة، وشرارة هذه الفتنة أنه أشيع أن المحكمة الدستورية ستقوم يوم 2 ديسمبر القادم من عام 2012 بالحكم في إلغاء مجلس الشورى كما الغت مجلس الشعب، كذلك حل اللجنة التأسيسية بعد هذا الجهد العظيم ووصل أعضائها الليل بالنهار من أجل إخراج منتج توافقي ومشرف لمصر، كما أشيع أن المحكمة ستلغي الإعلان الدستوري الذي بموجبه ألغى الإعلان الدستوري المكمل الذي وضعه المجلس العسكري، وبهذا نعد إلى المربع صفر وتعود السلطات له مرة أخرى مع كل الاحترام له. إن ما يحدث ما هو إلا تصعيد غير مبرر من الجميع سواء من الأحزاب السياسية أو الحركات أو مفاصل الدولة كما في القضاء الذي هو ظهرنا ونحتمي به بعد الله، قد أصدر نادي القضاة والجمعيات العمومية للمحاكم تعليق كافة أعمالها في كافة الدوائر المدنية والجنائية، وهذا ما هو إلا تعطيل لمصالح الناس مخالفين بذلك القسم الذي أقسموه ، إن القضاة ووكلاء النيابة وأي موظف في الدولة ما هو إلا خادم للشعب يتقاضى الراتب منه، وعلى الخادم أن ينأ  بنفسه عن تعطيل مصالح الناس ويعمل على إنجازها بكل يُسر. إنما نراه يبدو أنه تصفية حسابات سياسية وقد دخل كهنة الكنائس في الصراع كما ذكرت صحيفة المصريون فقالت  أن مصادر كنسية كشفت عن قيام كهنة الكنائس بتوجيه الأقباط للاعتصام بميدان التحرير للمشاركة في اعتصام القوى الليبرالية واليسارية الهادفة لإسقاط أول رئيس مصري منتخب، للأسف هذا تصرف غير محسوب وبداية توتر غير محمود أبدا ودخول البلاد في فتنة لا تبقي ولا تذر، وقد ذكرت الصحيفة أيضا أن ما لا يقل عن 10 آلاف قبطي شاركوا في مسيرة شبرا التي انطلقت من دوران شبرا حتى ميدان التحرير وحسهم بالمشاركة في مسيرة تجاه قصر الاتحادية لإسقاط الرئيس في اسرع وقت، وهذا ما يدعمه أقباط المهجر الرافضون لوجود الأقباط تحت مظلة حكم إسلامي، يبدو التحضير لذلك منذ تولي الدكتور "مرسي" تقاليد الحكم في البلاد ، وخروج الفريق "احمد شفيق" من مصر إلى أبو ظبي ليخطط مع رجاله في الداخل أمثال " محمد أبو حامد" وغيره لمليء المشهد ضبابية أمام الدكتور "مرسي"، وانه بهذا ستكون عودته للبلاد قريبة، والفرصة مهيأة لذلك مشيدا بالثلاثي الجميل المرح "البرادعي" و "صباحي" و "موسى" في التصعيد ضد "مرسي"، ويسخر سعادة الفريق ممن يحكمون البلاد الآن انهم يديرون البلد بالحرام والحلال وتطبيق الشريعة. إن ما يحدث هو إجهاض لثورة 25 يناير التي ملأت دماء الشهداء بها ميادين مصر، وهذا ظهر جليا بعودة الفلول إلى الميادين وحشد الفضائيات والإعلاميين للي عنق الحقيقة، ونجد تعالى الأصوات بالوقيعة خارجيا وداخليا كما حدث من "البوب" بادعائه في حوار مع صحيفة «دير شبيجل» الألمانية أن الليبراليين تركوا التأسيسية لعدم اعتراف الإسلاميين  بالهولوكوست، كذلك الوقيعة الناعمة من الدكتور "حسن نافعة" بانقلاب عسكري بقوله مصر قد تشهد انقلابا عسكريا خلال الأيام المقبلة احتجاجا على قرارات الرئيس، في مصر قد غابت المروءة  فضاعت الرجولة، وساد حب الذات فضاع حب الوطن، لكي الله يا مصر فقد أصيبت بمرض عضال شفاها الله منه وعادت إلى صحتها وعافيتها مرة أخرى باستئصال الورم الخبيث من جسدها! 
محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com





 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!