التردد لا يؤكل عيش ولا تتقدم به الأمم!!!


التردد دائمًا له أثار ضخمة في المسيرة فهو يُعطل ولا يُقدم، يهدم ولا يبني، وقد يكون السبب في تقييد الشخص المُبتلى به عما يريد من إنجازات، وقد يكون هذا التردد مدخله الضعف الذي يُعيق في اتخاذ قرار معين في الإصلاح أو الضرب على يد الظالم أو المستبد أو من يخرب وهذا كله يجعل الضعيف المتردد يده مرتعشة وعقله تائه، أيضًا المتردد يريد أن يرضي جميع الأطراف وهذا خطأ كبير؛ فطبيعة البشر ألا يتفقوا جميعًا على شيء، وسنة الحياة أن يكون هذا مع وتلك ضد حتى تسير الحياة إلى الأحسن، فلولا الاختلاف ما تقدم أحد ولا استبان أخطاءه، والضعيف المتردد دائمًا يعطي خصومه فرصة ثمينة في النيل منه وضربه في مقتل للتخلص منه نهائيًا وإزاحته من الطريق، فما يحدث في مصر منذ انتخاب الرئيس الذي يمثل التيار الإسلامي وزادت وتيرة هذا خاصة في هذه الأيام بعد خروج رموز النظام السابق براءة مما أنسب اليهم من قتل المتظاهرين ولا ندري لماذا تتركهم تشم أنوفهم هواء الحرية؟ كذلك بقاء معظم الرموز الأخرى في المناصب الكبيرة في الدولة ويخرجون ألسنتهم سخريةً منا ومن الجميع وكأنهم يقولون سنعود ونُدخلكم جحوركم مرة أخرة، ويثبت هذا كثرة المؤامرات وتضخيمها في الإعلام المأجور والذي لا يستطيع كسره أحد فهو يتحدى النظام بكل بجاحة تحت راية الديمقراطية وأجازوا لأنفسهم مهاجمة الإسلاميين والرئيس بأقذر الألفاظ وكأن هذا ليس رئيس دولة بل رئيس قطاع حكومي، وكثرة الإضرابات والاعتصامات التي أصبحت بداعي وبدون داعي وآخر هذه الإضرابات إضراب سائقي مترو الأنفاق الذي شل الحركة في مصر، سيادة الرئيس لا بد من وقفة جادة وتحملني في هذا المقال لأنني أحبك وأحب أن تنجح لأنك تمثل الإسلام الآن ونجاحك نجاح للفكرة الإسلامية، وفشلك لا قدر الله ليس فشل لك وحدك فقط بل فشل للإسلام ومذبحة كبرى ستكون أنت المسئول عنها أمام الله ثم أمام الجميع، نرجو الإسراع في الإصلاح بأخذ قرارات وتشريعات فأنت تمتلك هذا الآن، ابدأ بالداخلية التي ستكون السبب في فشلك لو بقيت على حالها السيء فمعظمهم لا يريد أن يعمل لإفشالك ومعلوم للجميع ذلك فهم لا يعملون بالأقسام ولا في الشوارع ولا في المرور وحتى في البلاغات التي تُقدم من الشعب لا يهتمون بها حتى يملوا ويكلوا وينتفضوا على النظام ويعودوا بالنظام السابق أو أي نظام يكون على مزاجهم، سيدي الرئيس اذا لم يستطع الوزير الحالي التغلب على هذه المظاهر السيئة فيوجد غيره يستطيع ذلك، وما يحدث في سيناء خير دليل على ذلك أنا لا أتوقع أبدًا من الشعب السيناوي الذي يعشق بلده ووطنه أن يخرب ويدمر فإنهم لديهم نخوة لا تجعلهم يفعلون الخطأ، إنهم ليس خائنون ولا يتعدون على أحد خاصةً رجال الأمن مهما أثير في وسائل الإعلام  فنحن لا نصدق، وأقترح هنا على الدولة الاستعانة بشرفاء أهل سيناء لمساعدتهم في تبيان الحقائق وهناك ائتلاف يقوم شباب القبائل بتكوينه تحت مسمى ائتلاف شباب القبائل لنبذ العنف والتمييز وغيره من الأشياء الجميلة، أرجو التعاون معهم للوصول إلى الحقائق فهم يستطيعون الوقوف على الحقائق فأهل مكة أدرى بشعابها، فما يحدث شيء يسيء لأهل سيناء ولا أدر لمصلحة من ما يحدث؟ أعتقد أنه من مصلحة النظام السابق الذي لم ابرءه من جميع الأحداث وسيظهر ذلك وإن غدًا لناظره قريب، وقد رأى الجميع أن ما يحدث في سيناء صورة طبق الأصل لما حدث منذ سنين فيها وفي جميع ربوع مصر وتفجير الكنائس وتفعيل الفتن بين المسلمين والمسيحيين لأغراض سياسية، كذلك نجد عودة عدد من الرموز القديمة التابعة للنظام السابق لوزارة الكهرباء بعد إقالتهم وتحويلهم للمعاش، ماذا يعني هذا؟ ماذا يعني عودة هؤلاء الفاسدون؟ نريد جواب من وزير الكهرباء لماذا عاد الرئيس السابق للشركة القابضة لكهرباء مصر الدكتور"محمد عوض" والدكتور"كامل ياسين" والمهندسة "فوزية أبو نعمة" ؟ هذا حسب تصريح ائتلاف مهندسي محطات الكهرباء، هل يا سيادة الوزير عُدم كل الأكفاء وما بقي غير هؤلاء؟ أم تُحاك مؤامرة لإحراج الرئيس وتفشيله؟ أم هذا مخطط لعودة النظام السابق؟ وهذا ما يظهر جليًا هذه الأيام بتسويق بعض الآراء والتشكيك في قدرة الثورة على تسيير البلاد إلى الإصلاح والرقي والتشكيك في الثورة نفسها فقد كتب الأستاذ "جهاد الخازن" في مقال له بجريدة الحياة أنه كان في عشاء «فلول» ضم حوالى 30 صديقاً، بينهم أربعة وزراء سابقين، وقال له صديق يثق بمعرفته أن ميدان التحرير كله لا تتجاوز مساحته 50 ألف متر مربع إلى 60 ألفاً، والمتر المربع الواحد لا يتسع لأكثر من ثلاثة متظاهرين، فإذا امتلأ الميدان كله بالمتظاهرين من دون منصة واحدة للخطباء أو التلفزيون أو غير ذلك لا يتجاوز المجموع مائتي ألف متظاهر على أعلى تقدير. وهكذا فتقديري أن «مليونية الشريعة» ضمت بضعة ألوف في غياب الإخوان، هنا نجد إشارة قوية للتقليل من المظاهرات والثورة والإخوان وقد يكون هذا الحديث له دلالة كبيرة لا يعلمها إلا الله، سيادة الرئيس التشكيك زادت وتيرته فالجميع يقول الآن أن الرئيس محمد مرسى كل يوم أنه ليس لديه جديد بل ليس لديه ما يعطيه وليس لديه أفكار للخروج من أي مأزق فيه المجتمع الآن بعد مرحلة انتقالية أساءت إلى البلاد كما أساء النظام السابق إليها، ونحن نسير في نفس الاتجاه الآن حتى مشروع النهضة الذى وضعوه تَبيَّن أنه لا نهضة ولا يحزنون وطلع فشوش من الآخر وليس هناك أي خطط على المستوى السياسي أو الاقتصادي، ولا يدخل في مشكلة إلا وازدادت تعقيدًا، هذا كل ما يحاك سيادة الرئيس لا تتردد كُن قويا ولا تعطي فرصة للغربان أن تنهش بك وأعلم أن التردد لا يؤكل عيش ولا تتقدم به الأمم، مصر أمانة في رقبتك كذلك الإسلام ، وفقك الله وسدد خطاك وحفظ مصر وأهلها من كل سوء!
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!