الإعلام وغزوة تبوك!!!


للأسف موقف الإعلام المصري مخز جدا تجاه الحرب على غزة، يبدون بكل فخر تعاطفهم مع الصهاينة وتصدير هذا عن طريق حرب مبطنة بتقاليع غريبة وادعاءات قبيحة، مثل نحن لا نريد أن يجرنا أحدا إلى مالا نريد، ونحن غير جاهزين لمثل هذا اليوم وإسرائيل قوية، وكذلك أن هذا مخطط ولعبة لتهجير الفلسطينيين لأرض سيناء والاستيطان بها، ويوجد من قال أن الرئيس "مرسي" لم ينتفض للواحد وعشرون جندي الذين قتلوا على الحدود في رمضان كما تم الانتفاضة لأهل غزة الذين أطلقوا عليهم إرهابيون، يبدو أن البعض كرهه للرئيس والإسلاميين أعمى أعينهم على الحقيقة لمصر الجديدة التي لا تطأطئ رأسها مرة أخرى مهما كان الأمر، وهذا ذكرنا بما حدث في غزوة تبوك ومن الطبيعي من هؤلاء الإعلاميين أن يتخلفوا عن ركب المحبين لدينهم وإخوانهم تحت راية كره الدكتور "مرسي" الذي أعمى أعينهم عن الحق كما تخلّف المنافقون عن غزوة تبوك لما فيها من شدة وعسرة، ، وبدأ المنافقون يختلقون الأعذار الواهية والحُجج الواهنة، فهذا يعتذر من الافتتان بنساء بني الأصفر، وآخر يعتذر بشدّة الحرّ. قال - تعالى -: ( ومنهم مَن يقول ائذَنْ لي ولا تفتنّي ألا في الفتنة سقطوا) التوبة: 49. وقال - تعالى -: ( وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ التوبة: 81.

وتجاوز بعض المنافقين حد الاعتذار، بل أخذوا يبثّون الشائعات المثبّطة عن الجهاد، فكان عبد الله بن أبيّ يقول: يغزو محمد بني الأصفر مع جهد الحال، والبعد البعيد إلى ما لا طاقة له به، يحسب أن قتال بني الأصفر معه اللعب، والله لكأنّي أنظر إلى أصحابه مقرّنين في الحبال إلا أن بعض المنافقين خرجوا في الغزوة، ووجدوا أن تحمل المشقّة والتعرّض لخطر القتال أهون من انكشاف أمرهم. فقد خرجوا وبيّتوا النيّة على أن يغدروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يطرحوه من عقبةٍ في الطريق، فلما بلغ - عليه السلام - تلك العَقَبة أُخبِرَ خَبَرَهم، فبينما حذيفة بن اليمان يقود ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمار بن ياسر يسوقها، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل حتى غَشَوْا عمّاراً، فأقبل يضرب وجوه الرواحل، وقد قدّر عمار عددهم بأربعة عشر رجلاً، فلمّا علم أسيد بن الحضير بمكيدة المنافقين قال: يا رسول الله مُرْ كلّ بطن أن يقتل الرجل الذي همّ بهذا فيكون الرجل من عشيرته هو الذي يقتله، وإن أحببت والذي بعثكَ بالحق فنبِّئني بهم فلا تبرح حتى آتيك برؤوسهم... حتى متى نُداهِنُهم؟ فقال - صلى الله عليه وسلم " إني أكره أن يقول الناس: إن محمداً لما انقضت الحرب بينه وبينه المشركين وضع يده في قتل أصحابه" وكان ممّا تفتّقت عنه أذهان بعض المنافقين أنهم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يتّجه إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله إنّا بَنَيْنا مسجداً لذي العلّة والحاجة والليلة الممطرة.. وإنا نحبّ أن تأتينا فتصلي لنا فيه! فقال: إني على جَناح سفر، وحال شُغل.. ولو قدمنا إن شاء الله لأتيناكم.. فلما شارف على دخول المدينة عائداً من الغزوة نزل الوحي يخبره - صلى الله عليه وسلم - أنّ الذين بَنَوا هذا المسجد إنما أرادوه مكاناً للتآمر واستقبال الجواسيس، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - اثنين من أصحابه فسارعا إلى ذلك المسجد وحرّقاه وهدّماه، وهو الذي سُمّي مسجد الضّرار، واستمرت معاملة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمنافقين متّصفة بالتسامح، ولم يشهّر بهم ولم يعاقبهم وترك أمرهم لله تعالى. هذا كما ذكر في كتب السيرة، ونجد إن المنافقين لا ينتهون على مر الزمان فهم مرض مزمن نسأل الله أن يخلصنا منهم ويقينا هذا المرض العضال، أيها الإعلاميين ارحمونا رحمكم الله ولا تحرجونا اكثر من ذلك فقد تكلحت وجوهكم وعتمت أيامكم ظلما وأصبحت لحومكم مرة ذات رائحة كريهة، كنا نتمنى منكم أن يكون موقفكم من الكيان الصهيوني ربع ما قمتم به لقفل قناة دريم مع أنكم تعلمون أن القرار على حق ولا استثناءات بعد الثورة، إلى الإمام يا دكتور "مرسي" طهر الدولة من الفساد كفاها فساد، لا تهابهم ولا تنظر إليهم فالشعب المسكين أولى مما يأخذونه هؤلاء الذين طالما مصوا دماءنا، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء وكتم أنفاس المنافقين بأقنعتهم !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!