احترقت سورية وما زال العالم يبحث عن حل !


لقد احترقت سورية وما زال العالم يبحث عن حل ، أي حل يبحثون عنه ؟ لا أدري ، والقتل ما زال يجري بل ويزيد يوما عن الآخر ، ففي حي البياض أمام مسجد الشيخ محمد الحامد حدث فعل إجرامي بكل المقاييس تقشعر له الأبدان ، وتقتلع له القلوب من الصدور،  لقد قام هذا المجرم وعصابته عند نقل المعتقلين من الشعب الحر إلى سجونه ، فامتلأت سيارات النقل بهم وبقي 50 فردا لم يجدوا لهم أماكن ، فقاموا بقتلهم ثم ألقوا بهم في مجمع نفايات لمصنع بلاط تعود ملكيته للمواطن عبد الكريم الصغير ، هذه المجزرة البشعة التي ستظل وصمة عار في جبين العالم العربي قبل العالم الغربي ، أرأيت أيها العالم الأبكم الأصم ، أم لا يكفيك هذا وتنتظر المزيد ؟ للشعب الذي مازال يلاقى المزيد من التنكيل والقتل حتى أثناء كتابتي هذا المقال ، كذلك في قرية الجيزة التي لا تختلف عن باقي القرى التي تشتد فيها وتيرة الاشتباكات ، ومواصلة التدمير والقتل الجماعي دون رحمة ولا إنسانية ، كما الحال في الفردوس قُتل 10 أشخاص ، وفي حي المرجة بمدينة حلب أيضا هي الأخرى الآن تحت وطأة إطلاق نار كثيف مع محاصرتهم مما تسبب في موت كثير من الناس ، ولا يختلف الأمر كثيرا في حمص حي كرم الزيتون الذي يتعرض لقصف شرس منذ 4 أيام مع انقطاع الكهرباء والماء منذ ما يقارب 20 يوما ، مما أدى إلى تناقص المواد الغذائية ، وعدم القدرة على الحصول على الخبز من المخابز بعد أن توقفت عن العمل ، وأصبح الأطفال حسب ما عرفته من شهود العيان يبحثون في النفايات عن بقايا طعام إن وجد أصلا . إن سورية كلها تتعرض لإبادة جماعية من هذا النظام الفاشي بالاعتقال كما حدث لكثير من الناس فمنهم من خرج مختلا عقليا من كثرة التعذيب مثل ( كنيفاتي ) وهو صيدلاني ، ومنهم مازال مجهول المصير مثل ( ياسر قيلي ) ، وحقد الأسد طال ابياضة القريبة من جامع خالد بن الوليد ، وباب السباع الحي الحمصي القديم ووادي بردي القريب من دمشق الذي يتعرض فيه الناس لهجمات أشبه بما فعله اليهود في حروب 1948 ، 1952، وحرب الاستنزاف ، وحرب 1967 ، وبحقد شديد قد دمر شبيحة الأسد الوادي السياحي أجمل المناطق السياحية في سورية ، وقد تم استشهاد أكثر من 20 شهيدا تحت أنقاض منازلهم التي هوت جراء قصف الأسد ، القصف الذي طال كل بلدات سورية لا يفرق بين أحد فيها صغيرا أم كبيرا ، عجوزا أو رجلا مسنا ، مريضا أو صحيحا ، واستشهد ياسر عريان بعدما أصيب في مظاهرة منذ ثلاثة أيام بعدما عجز الجميع عن إسعافه ، لأن شبيحة الأسد منتشرون في جميع المستشفيات يختطفون المصابين ويتركونهم حتى يموتوا من شدة الألم ، فحاول الثوار إقامة مستشفى ميداني بإمكاناتهم المحدودة ، تحت إشراف أطباء أحرار أمثال الطبيب صخر حلاق في حلب الذي تم قتله في شهر يونيو السابق من عام 2011 م  وتم فقع عينيه والتمثيل بجثته بعدما قام بإسعاف أحد الأحرار الذي أُصيب جراء القصف ، وادعى هذا النظام الفاسد الفاشي بأن الطبيب صخر قـُتل نتيجة اختطافه من قِبل مسلحين وتم إلقاؤه في قارعة الطريق شرق حلب ، هذه المدينة التي ما زالت محاصرة بالدبابات ، وتم اقتحام دارة عزة المدينة التي تحتوي على قلعة سمعان ، التي تبعد 25 كم عن حلب بالدبابات ، وحدث ولا حرج بما يفعله الأسد بأهله في سورية ، فلا يفرق بين الناس بعدما قام باعتقال الأطفال في حي الصاخور في شرق حلب وهو حي شعبي بسيط وأهله تحت خط الفقر ، كما قام باعتقال الناشط السياسي المحامي شادي سريو في حلب وقد قام الثوار بأكبر مظاهرة انطلقت من جامعة حلب التي أطلق عليها الآن جامعة الثورة وتضامن المحامون معهم بالاعتصام الذي قاموا به ، كي يخلصوه من براثن هذا الذئب البشري  ، فيا شعب سورية الأبي لا تعولوا على المجتمع الدولي مجتمع المصالح ، بل ما تقدمونه من أرواح هي التي سترتقي بها سورية إلى العلياء وزمن جديد مليء بالحرية متنفسها الشعب العظيم ، واطمئنوا فقد ظهرت بعض دلائل انهيار نظام الأسد ، بانشقاق كتيبة من اللواء 155 صواريخ في القطيفة دمشق ، وانشقاق عناصر من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد الشقيق الأصغر لبشار ، وقيام الجيش الحر بعمليات في الزبداني قرب مدينة دمشق ، والرستن بالقرب من مدينة حمص ، وقاموا بفضل الله بتدمير جميع حواجز الأمن العسكري هناك ، ومدينة دومة التي صارت محررة أيضا بالكامل وتم رفع علم الاستقلال على المباني الحكومية ، وفي الطريق إلى التحرير مدينة خرسته ، وأيضا كما ورد لي مدينة دُمر سيكون حالها حال دوم إن شاء الله بعدما يتخلصون من الحصار الذي فرضه عليهم شبيحة النظام المتمثل في جيشهم ، لقد خارت قوى النظام فالمقاومة مستمرة ومنتشرة في كل أنحاء البلاد ، وقد تم ولادة لواء أحرار حلب من الجنود المنشقين في حلب وريفه من (المدفعية والتسليح ومدرسة المشاة وأكاديمية الأسد )، وتشهد مدينة خربة الغزالة في درعا في الجنوب السوري مقاومة شرسة من الجيش الحر لجيش النظام الذي أتحفظ على لفظ النظام عليهم ، فأقول يا بشار جهز نفسك ، لقد اقترب من عنقك حبل المساءلة ، ستقف في قفص وستحاكم كما هو سلفك مبارك ، أو ارحل قبل أن تصل إلى هذا الوضع ، أدام الله الشعوب الشريفة ، وأدام الأوطان ، وأخذ الأشرار الذين باعوا أوطانهم مقابل سلطانهم الذي لا محال لن يدوم لأحد !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!