أبو حامد يشهر سيفه المكسور !



ما إن قرأت الحوار السياسي الذي أجراه هيثم التابعي مع الأستاذ محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب ونائب رئيس حزب المصريين الأحرار الليبرالي  بجريدة الشرق الأوسط الدولية في عددها 12129 بتاريخ 12 فبراير من عام 2012 م ، حتى أُصبت بالإحباط وغثيان ليس له نظير من حديثه ، وإذ لم أتوقع منه مثل هذا أبدا خاصة أنه رجل علم وحاصل على إجازة في القران الكريم وعلوم القران ، وأرى انه ادعى وافترى كثيرا على الشعب المصري حيث وصفهم بعدم معرفتهم بالأمور التي تنفعهم فلا يفرقون بين النافع والضار ، ولا بين السياسي والاجتماعي ، إنه ظلم هذه الغالبية الذين صوتوا للأحزاب الدينية على حد قوله بقوله : إن المجلس العسكري هو الذي دفع بهذه التيارات ، ولولا مساعدة المجلس العسكري ما وصلت هذه الأحزاب التي تسمي نفسها الأغلبية إلى البرلمان ، وبهذا فقد ألغى الفهم لدى المصريين كما ألغى وجودهم من المشهد ، وأن تغاضي المجلس العسكري عن الأخطاء التي صارت في الانتخابات هي السبب في سيادة هذا التيار، ومن أسباب هذا الإغفال عن البطاقة الدوارة ، وتوجيه الناس خارج اللجان الانتخابية كما قيل من البعض أيضا ، وإني أسأله بإلحاح : ألا تتعلم من القران ما نتيجة قذف الناس بالباطل ؟ أم هي دراسة فقط حصلت عليها كما حصلت على عضوية البرلمان من خلال دعم الكنيسة ، ولقد استرسل الرجل الهمام في اتهاماته للإخوان بارتمائهم في أحضان المجلس العسكري الذي دفع به ظنا منه بأنهم يمثلون الشارع ، كي يحقق المجلس العسكري طموحاته وأجنداته عبرهم ، فهم  البوابة الرئيسة للعبور إلى الأهداف الإستراتيجية للمجلس ، بعد فوز الإخوان بأغلبية في مجلس الشعب واتجاهها لتحقيق ذات الأغلبية في مجلس الشورى ، بالإضافة لهيمنتها على  عدد كبير من النقابات المهنية ، فهذا يبين الاتفاق باقتسام السلطة بين الإخوان والسلطة ، أنا لا أدري هل أبو حامد متابع جيد  ؟ أم يكتفي بما يُنقل إليه ؟ هل هو من كوكب آخر ؟ كما تطرق إلى أن المجلس العسكري سيعطي أيضا الإخوان المجالس النيابية ، والمحليات ، والوزارات الخدمية ، ويبعدهم عن الوزارات السيادية في مقابل أن يأتي الرئيس الذي له علاقة بالمجلس العسكري ، وهنا يوجد ما بين السطور تقليل بقيمة أي تنازل من قبل الإخوان عن أي وزارة سيادية بالقول حينها هذا ما أكدنا عليه من قبل باتفاق المجلس العسكري مع الإخوان ، وتُفتعل الفتنة بينهم وبين الشعب الذي وثق فيهم ، وقد تمادى كثيرا باتهام هذه الأغلبية بوصفهم بالحزب الوطني فهم يصفقون ويرفعون أيديهم بالموافقة قبل طرح أي اقتراح من رئيس المجلس ، ووصف بعضهم بالشاذلي والآخر بزكريا عزمي وأيضا الرئيس بفتحي سرور ولا اختلاف مع تغيير الأشخاص فقط ، إن هذا الكلام يا أبا حامد لا يخرج من رجل عادي فضلا أنه يخرج منك ، فلا تأخذك العزة بالإثم ، أما بخصوص انك رؤيتك أن رئيس البرلمان لا بد أن يكون شخصية محايدة ، فهل سمعت في العالم كله ذلك ؟ أم نحن نقبله للغير ولا نقبله لأنفسنا ؟ وعندما سأل المحاور أبو حامد عن الاتهامات التي وجهت للكتلة المصرية بدعم الكنيسة لمرشحيه ، نفى وقال إنها مجرد إشاعات والتجربة أثبتت عدم صحتها ، فلماذا هنا تريد ألا نصدق هذه الإشاعات ؟ وعندما يتعلق بالإسلام نقر ما يقال فهو الصدق بعينه ، أليس هذا إجحاف من رجل مسلم ؟ مالكم كيف تحكمون ؟ لقد امتلأ الحديث بالمغالطات التي استفزتني ودفعتني للرد . ولقد تعودت منذ صغري أن أدافع عن الحق ولا أسكت أبدا بغض النظر عن صاحب الحق مسلما كان أو صاحب أي ديانة أخرى ، فالأستاذ أبو حامد كثرت افتراءاته بـاتهام الأغلبية للأقلية في المجلس بالتهجم وعندما تُصر الأقلية على الحديث تَعتبر الأغلبية أن هذا ندا لهم، ولغة الإقصاء هي السائدة عند الأغلبية ، وان كثيرا من الأفكار يتم إجهاضها قبل أن تخرج للنور ، لأنه ببساطة على حد قوله إنهم أغلبية مسيطرة وليست مشاركة .. معهم أغلبية وشرعية التصويت ، وعندما جاء الحديث عن ساويرس دافع عنه بشدة بأن بعض أحاديثه أسيء استخدامها ، ولولا ساويرس ودعمه للحزب بتبرعات مباشرة لما كان هناك المصريون الأحرار ولما كان هناك الكتلة المصرية ، وهنا اعتراف رسمي من أبي حامد بدعم الكنيسة له ولحزبه ، فسويرس رجل مسيحي ومعروف بتشدده لهذا ، ولو أن رجلا مثل محمد حسان دعم السلفية بالمال لقالوا ما قالوا في هذا ، ولو أن رجلا كذلك مثل خيرت الشاطر أو يوسف ندا دعم الإخوان وهم رجال أعمال لقلبت الدنيا رأسا على عقب ، وأيضا مع عدم حدوث هذا لم تسلم التيارات الإسلامية واتهموا بالتمويل من الخارج ، وينوي المغوار أبو حامد تقديم بيان عاجل فيما يخص تقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين ، فهو يريد بذلك أن يبين للشعب أن الإخوان مصممون على أن يكونوا سريين ويعملوا تحت الأرض ، وادعى أبو حامد بأن الوقت لم يكن كافيا لتعريف الناس بالكتلة ، وأقول له أيضا في الشورى لم تأخذوا وقتكم ؟ أم هو استرسال للهروب من الفشل ؟ والحق أنكم أخذتم حقكم وأكثر ولا بد أن تعلموا أن هذا حجمكم في الشارع ، وهو ليس انتقاصاً لكم ، بل لا بد أن تتعلموا وتقدموا للناس ما يفيدهم فعلا وليس بالكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع ، وليس برفع سيف التهديد في آخر حديثه بقوله : في حال عدم تسليم السلطة من الجيش ! سينزل الناس بالملايين مثلما فعل من قبل . أرى أن الحظ لم يحالف أبا حامد في هذا الحوار ، فقد ظهر بفضل الله وجهه الحقيقي ومدى كرهه للأغلبية ، ومدى ظلمة 30 مليوناً نزلوا إلى لجان الانتخابات لقول كلمتهم واختيار نوابهم في أول انتخابات نزيهة منذ 6 عقود ، كما لم يحالفه الحظ في فتنة طلقة الخرطوش التي شهرها في مجلس الشعب . حفظ الله مصر من كل تأويل  وأن يرزقنا من يخاف على هذا البلد العظيم !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!