متى يتم استقرار اللسان والأمن في مصر ؟




أرى في مصر الآن أشياء طفت فوق وجه الحياة اليومية ما كنا متعودين عليها ، ومن السهل جدا أن يتعرض لها أي شخص بغض النظر عن مكانته العلمية ، أو القيادية ، أو الدعوية ، كما حدث من زياد العليمي عضو مجلس الشعب من تطاول على الشيخ محمد حسان وكذلك المشير طنطاوي ، ونعتهما بكلمات بذيئة لا تخرج من إنسان مثقف متحضر بدرجة وزير مثله ، ولا ندري كيف سمح لنفسه بذلك ؟ هل ظنّاً منه أنه يتمتع بحصانة البرلمان ؟ أم جهلا منه ؟ أم زلة لسان يمكن أن يتعرض لها أي إنسان ؟ كنا نتمنى أن يكون الاحتمال الأخير. لو أنه خرج وأعتذر عن ذلك ، لكنه خرج بكبرياء وتلاعب بألفاظ الاعتذار وهذا ما رفضه البرلمان ، وعندما وجد بأن الأمر سيدخل في الطريق الصعب اعتذر صراحة للمشير طنطاوي ، لكن بعد ماذا ، بعدما خرب كل شيء ؟ فأرجو كما يرجو كل مصري أن يُحال هذا النائب إلى التحقيقات وهي تقرر ما إن كان يُعاقب أم أنه لا يستحق العقاب ، وليس بإرسال خطاب تنازل من المشير طنطاوي ، المسألة ليست بسيطة بل إنه خطأ في رمز سيادي في الدولة بغض النظر أنحن متفقون معه أم لا ، نعم نُقدر ما قام به المشير بإبعاد مصر عن تصادم آخر بين مؤيدي الجيش ومن يؤيد العليمي ، لكن مصر بلد مؤسسات بلد قانون ولا بد أن يأخذ القانون مجراه ، فلا بد من وقفة جادة حتى يُحاسب كل فرد على مفرداته جيدا ولا يُترك العنان للسانه يسب ويقذف ويتهم الناس بالباطل، فإن كان المثقفون يخرج منهم هذا اللغط ، فما بالنا بغيرهم ؟! حدث ولا حرج . إن ما يظهر ويطفو فوق وجه الحياة ويراه الناس بوضوح شيء مُفتعل لتشويه صورة مصر العظيمة في أعين العالم ، وببساطة ما يحدث من سب وقذف الناس بالباطل ليس أبدا من صفات المصري الأصيل، إن هذه الصفات دخيلة علينا ولا يقبلها أحد ، وإذ افترضنا أن هذه الصفات تصدر من الشعب المصري ، فهي بالتأكيد من أُناس مغرر بهم لأسباب عديدة والحكومة لها يد في ذلك ، ومن هذه الأسباب الاستبداد المعيشي القهري الذي يتلذذ  صانعوه بعذاب الناس ليلا ونهارا  ، حتى يبحث المواطن عن لقمة العيش لأفراد عائلته بأي طريقة حتى لو اضطر إلى بيع نفسه وهذا ما نراه الآن ، كيف لا ؟ وهو مُقيد بفاتورة كهرباء ،وأسطوانة غاز، وإيجار بيت، هذا لمن يمتلك بيتاً يسكنه ، فما بالنا بمن لا يملك بيتاً يسكنه إلا المقابر، أو أسفل الكباري ، أو في أحسن أحواله في أحد الغرف الخارجية في فيلا أحد الأغنياء ، ماذا ننتظر منه ؟ هل ننتظر منه خطة تنموية ؟ هل ننتظر منه أن يخرج عالماً تنتفع به البلاد؟ نريد أن نقف ونعترف جميعا ، أننا الآن لا أحد يأمن على نفسه ولا بيته ولا أهله في مصر ، ولست متجاوزا ولا مبالغا في ذلك حتى لا يتهمني البعض بأنني متحامل، نحن نكون متأسفين عندما نتكلم صراحة عن التجاوزات والأخطاء من باب الحل لا التعقيد ، من باب البعد عن أفعال النعامة حال تعرضها لأي مشكلة ، قد تزيد يوما عن يوم سرقات السيارات ، وخطف البنات ، وخطف رجال الأعمال ، ومن ثم طلب الفدية التي تصل إلى ألاف الجنيهات إن لم تصل إلى الملايين . نحن نريد من أعضاء مجلس الشعب بدلا من التركيز على أخطاء هذه الشخصية أو تلك ركزوا على سن قوانين تنفع الناس ، نحن لسنا بلدَ أشخاصِ دوركم يتعدى هذا بكثير، نرجوكم كفانا تشتتاً كفانا مهاترات كفانا استعراضاً إعلامياً ، اعملوا من أجل مصر من أجل الشعب المسكين الذي خرج بالملايين للتصويت لكم في الانتخابات ، ارحموا الناس فهم ينتظرون منكم توفير لقمة العيش ومسكناً ووظيفة وعيشة كريمة ، ينتظرون تحقيق الاستقرار في اللسان وفي الأمن ، يريدون دفع عجلة الاقتصاد لا يريدون منكم سبا ولا قذفا لأحد ، إن السب والقذف والمهاترات لا تُسمن ولا تُغني من جوع ، إنكم بهذا تُعطلون التقدم وشَغل مجلس الشعب بكم وبالإجراءات التي ستتخذ ضدكم ، إن موقف القوات المسلحة إيجابي ضد هذا التطاول بقولها "إذا كانت القوات المسلحة قد تحلت بأقصى درجات ضبط النفس في مواجهة كل محاولات التطاول عليها وجرها لمواجهات، فإن ما أثار غضب القوات المسلحة واستياءها هي تلك الألفاظ التي يعف اللسان عن ذكرها، وأقل ما يقال عنها أنها جرائم مكتملة الأركان، وهي ألفاظ خارجة عن حدود الأدب واللياقة ". القوات المسلحة لها دور مُشرف قامت به في ثورة 25 يناير لا ينكره أحد ومعلوم للجميع لا يراه إلا منكر له مصلحة في ذلك ، فهي لن تلجأ إلى العنف واستخدام القوة ضد المتظاهرين ، وعرفنا هذا الفضل بعد ما رأيناه في سورية واليمن وليبيا وتونس ، إن كل ما يحدث هو نيل من جيش مصر ، والعمل على شق الصف ، وزعزعة أمن مصر ليدفعها إلى الفوضى العارمة ، لكن هيهات ، إن هذا من نسج الخيال لدى هؤلاء الذين لا يعرفون مصر ويجهلون معرفة شعبها ، الذين يكيدون تلك المكائد يجهلون عشق هذا الشعب تراب بلده ، حفظ الله أرض الكنانة من كل سوء .
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!