من أجل مصر يجب تجاوز كل الخلافات !


إن مصر الآن تمُر بمرحلة خطيرة جدا ، إنها مرحلة عنق الزجاجة ، مرحلة لا يُحسد عليها أي دولة ، مرحلة تحتاج إلى أن تتشابك فيها الأيادي وتتجاوز كل الخلافات ، ونبذ الانتماءات الفكرية والحزبية ، وإعدام التراشق والتلاسن . إن العالم نراه يتكالب على مصر وهذا لم يحتاج إلى بيان فهو واضح للعيان ، كنا ننتظر منهم الحيادية وأداء يليق بهم لكنهم خذلونا ، ولم يكتفوا بذلك بل قامت إحدى الدول العُظمى بتمويل بعض المنظمات لإجهاض أي تقدم تجاه الاستقرار قبل ولادته ، ووأد أي تقارب بين الأشقاء لضمان استمرارية التعكز عليهم والحاجة إليهم دائما ، والتلويح بقطع ما يسمى المعونة كأنها شريان الحياة ، إنهم بذلك يريدون خلق أنظمة جديدة موالية لهم كما كان من قبل ، إن هذا من أساطير ألف ليلة وليلة ، أما العالم العربي الذي نعتبرهم أشقاءنا وملاذنا عند الحاجة  فخذلونا أيضا بعدما تملصوا من وعود تعهدوا بها ! لكن للأسف قد أخذتهم المصلحة بالحقد والعزة بالإثم . إن هذا بطبيعة الحال سيكون سببا في تأخير الاستقرار، لكن الشعب المصري قادر على تخطي عنق الزجاجة باقتدار ، إن حياكة البغضاء لا تنتهي ممن يخشون توابع زلزال الربيع العربي أن يودي بحياة كراسيهم ، وينهي آمالهم التي قامت على أنقاض شعوبهم ، وعلى قهرهم سنين عدة . يجب على الشعب المصري أن يعي ذلك وأخذ الحيطة والحذر من أي مخطط ، وأن يعوا جيدا طبيعة المرحلة وألا يتسببوا في ازدياد الفتن ، يجب عدم تنامي لغة الإقصاء بين الأحزاب والتيارات والجماعات والأفراد ، الجميع مسئول وعلى مسافة واحدة ، والمسئولية تزداد على كاهل المرشحين للرئاسة ألا يكونوا سببا في خلاف قادم يدخلنا في دمار وخراب البلاد ، إن ما قيل في تصريحات أحمد شفيق وعبد المنعم أبو الفتوح يدق ناقوس الخطر، حيث قال الأخير تعقيبا على زيارة الأول لشيخ الأزهر أحمد الطيب الأسبوع الماضي في منزله بالأقصر " إنه لا يمكن أن أشغله عندي رئيس مجلس محلي " ، مشددا على أن مؤسسة الأزهر ألا يكون لها دور في دعم أي مرشح للرئاسة ، وأن تظل كما هي تمثل الوسطية والاستقلالية في مصر ، وكلنا نوافق أبو الفتوح في ذلك لكننا لا نوافقه على الزج بنفسه في مواطن المغالطات مهما كان قدر الخلاف ، من جانبه رد شفيق بدهاء سياسي تعليقا على انتقادات أبو الفتوح بقوله " أنا أحترم الرجل حقيقة ، وأكررها تانى، أنا أحترم الراجل ده ، وبقول تانى، أنا عايز أفكر الناس تانى بالخبرة السابقة بالإدارة، وعايز أسأل كل واحد مرشح، هو أدار إيه، وعمل مشروع إيه، وحل مشكلة إيه، وتعامل مع بشر قد إيه، وأنا أربأ بالدكتور أبو الفتوح أن يكون قال ذلك، فأنا أجله وأحترمه، كما أحترم الكل". شفيق ضرب تحت الحزام وفي الصميم قائلا :" الأدب فضلوه عن العلم"، وأنا أمتلك من القدرة ما يجعلني قادرًا مئات المرات على الرد على أي تفاهات تثار. نعم نحن مع مبدأ "الأدب فضلوه عن العلم". وهنا اسأل سؤالا هل يرضى الشعب المصري ما حدث ؟ الإجابة بالتأكيد بالنفي لأن لا أحد يوافق على الغلط مهما كان قائله ، كما يُقر الجميع بوطنية كل فرد مصري ، وندعو أن يتم التوافق على شخص لكل الأطراف حتى نمُر من عنق الزجاجة ، وعلى المجلس العسكري أن ينأى بنفسه عن دعم أي مرشح ، فهو أمين على البلاد ، وينبغي الأمين أن يكن محايدا تماما، وإلا سيكون في وضع الاتهام صراحة وهذا مالا نرضاه لهم أبدا ، نحن نثق في المجلس الأعلى للقوات المسلحة وفي وطنيته وندرأ بهم عن أي اتهام بل ونذبه عنهم ذبا ، نرجو ألا يخيبوا ظننا فيهم ، وألا يضعوا من وقف بصفهم وجعلوا أنفسهم حائطا لصد كل البلايا عنهم في وضع ( المضحوك عليهم ) ، عندئذ ستحاكمهم ضمائرهم قبل شعوبهم وتخلو قلوبنا منهم ، نرجو أن يتحلوا بالشجاعة كما تعودنا، وكما قال المتنبي "الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني ، فإذا هُما اجتمعا لنفس مرةٍ بلغت من العلياء كل مكان ، ولرُبما طعن الفتى أقرانهُ بالرأي قبل تطاعُن الأقران " رزقنا الله جميعا الشجاعة من أجل الوطن ، ورزقنا ملكا مظفرا يُغير بخيل أُمتي  كل مرام له قريب وكل صعب على غيره ، عليه هو سهل يسير !
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com


 

تعليقات

  1. ندعو الله لمصر وللشعب المصري بالاستقرار ومزيد من التفاهم بروح الوطنية المعهودة في الشعب المصري الشقيق بإذن الله يتم تخطي هذه العقبة وتعود البلاد لاستقرارها السياسي وينعم الشعب بخيرات بلاده واستقرارها
    وفقك الله ياعيادي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!