بورسعيد المدينة الباسلة اعذريني!



بورسعيد المدينة الباسلة اعذريني قد تأخرت بالكتابة عنك، ليس تقصيرا مني قدر ما هو عجز في اختيار المفردات التي تناسب تاريخك العظيم، أعلم أنك لا تحتاجين إلى من يتحدث أو يدافع عنك، لكن الحق لصاحب الفضل واجب تجاه الجميع، إن احترامك راسخ وشامخ في قلوبنا، كما هو نضال أبنائك وجهادهم تاج فوق رؤوسنا، والتاريخ المشرف لك هو المدافع عنك ، ويجبر الجميع أن يُدلي بدلوه ويقول قولة حق مثلما قال روديارد كبلينغ " إذا أردتم ملاقاة شخص ما عرفتموه وهو دائم السفر ، فهناك مكانان على الكرة الأرضية يتيحان لكم ذلك، حيث عليكم الجلوس وانتظار وصوله إن عاجلا أو آجلا " يا بورسعيد لقد أراد المغرضون الانتقام منك وعزلك عن مصر لكن ما استطاعوا ولا استطاعوا، إن الشعب المصري يعي من يعبث ببلاده وتاريخها ويعيثون في الأرض فسادا بالتفرقة وجعل أهلها شيعا، أنهم يجهلون أهل مصر وأهل بورسعيد خاصة الذين وقفوا في وجه البريطانيين عندما دخلوا مصر من خلال بورسعيد عام 1882 م ، وأصبحت المقاومة مشتعلة فيها وفي مدن القناة بعد إلغاء معاهدة 1936، وصمود بور سعيد في وجه العدوان الثلاثي الشهير من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956 م،إنهم ظلوا كذلك من 1882 حتى نجحوا في إجلاء آخر جندي بريطاني عن المدينة في 23 ديسمبر 1956م ، ولم تنته رحلة الجهاد والصمود ضد الغزاة ، ولم ننس جهادكم ضد إسرائيل في حرب 1967م التي احتلت سيناء كاملة ، لكنكم استطعتم أن توقفوا تقدم العدو الغاشم عند حدود بورسعيد ورفعتم رؤوسنا وأعطيتمونا أملا بأن ما زال هناك رجال أشاوس مغاوير يدافعون عن أرض الكنانة أرض العطاء أرض النيل، بعد هذه النكسة التي ألمت بنا وبالعالم العربي، كذلك لم تستطيع اسرائيل رغم عتادها وقواتها الجوية والبرية والبحرية احتلال بورفؤاد أو التوغل فيها بفضل الله ثم بفضل أهل بورسعيد ، فصدوا وجاهدوا كل من يريد التوغل في عقولنا واحتلالها  ويريد أن يحجب بين حبنا لهذه المدينة ، هيا نرفع سيف الحق والشجاعة والتحدي في وجوههم ونقول لهم ستظل المدن والقرى والعزب والنجوع يدا واحدة شعبا واحدا فنحن مصريون لا فرق بيننا ، بورسعيد منذ نشأتها لها مكانة بارزة في قلوبنا وفي عقولنا وفي حياتنا كما الحال في موقعها الجغرافي وسط المدن المصرية التي تزينها وتنيرها، وهامتها عالية تبارز الدول العظمى في تقدمها ورقيها ، إن أمريكا أنارت مدنها بالكهرباء عام 1882 م أي قبل بور سعيد بتسع سنوات فقط التي دخلت فيها الكهرباء عام 1891م ، وقد أنيرت العقول من قبل هذا بكثير لأهلها وتمتعوا بالحضارة وعلموا وتعلموا واكتسب منهم غيرهم كما اكتسبوا هم أيضا الطابع الثقافي بعدما أصبحوا متعددي الثقافات بحكم تعدد سكانها من جنسيات وأديان مختلفة ، شعب بورسعيد امتاز بالتسامح والحب والتعايش فلا يفرق بين ديانة وأخرى أو لون وآخر ، فهل يُعقل أن يأتي الآن من يحاول إثبات غير ذلك بهذه الفتنة القذرة التي افتُعلت أثناء مباراة ناديي الأهلي والمصري ؟ وكانت ضحايا هذه الموقعة ما يقارب 200 فرد وليس كما تردد في وسائل الإعلام أن الضحايا 74 فردا فقط ، إن ما يحدث في مصر من أذناب النظام البائد شيء لا يُطاق وغير مقبول أن لا يُعرف مُدبر هذا الخراب حتى الآن ، مصر معروفة بتاريخها العظيم في المخابرات التي جابهت عتاة العالم فيه ، وقد ظهرت كثيرا من المكايد الخارجية الذي أُبطل مفعولها قبل تنفيذها ، فهل يُعقل أن ما يجري الآن صعب عليها بيانه؟ أم الأمر أعظم من ذلك؟ وسيظل اللهو الخفي موجودا يُرعبنا من الحاضر ويجعل المستقبل كله ظلاما دامسا ، هل هذا عقاب للشعب المصري على ثورته العظيمة ؟ إن هذه المرحلة تحتاج إلى المُخلصين من أبناء مصر يدافعون عنها ويذبون عنها أي خطر يدهمها ، وأن يُظهروا أبناءها العاقين الناسين أو المتناسين فضل أم الدنيا عليهم، حفظك الله يا مصر من المخربين الداخليين وأعاننا على المخربين الخارجيين، وستظل بورسعيد قطعة من مصر ومنا جميعا إلى الأبد!
محمد كامل العيادي
Alayadi_2100@yahoo.com




تعليقات

  1. لايوجد افضل من هذا يقال وقلاءل هم من يفهمون

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!