عافى الله مصر من النفعيين!


 

هل يُعقل ما نراه هذه الأيام من ترهات وبذاءات وسوء الأخلاق ؟ هل هذا يحدث من شعب عظيم مثل الشعب المصري؟ هل هذه هي الحرية والديمقراطية؟ لا والله انه العقوق السياسي والأخلاقي، إن ما يحدث غريب على هذا الشعب الذي أعطى العالم دروس في الوطنية والشجاعة أثناء ثورة 25 يناير وتقديم النفس من أجل أن يعيش المصري بكرامة وتحقيق العدالة الاجتماعية، بعدما تجرع الظلم بكل أشكاله وأنواعه وأصنافه وتكميم الأفواه وكبت الحريات ومصادرة الأقلام وكان لا يجرؤ أحد على كتابة موضوع في أي صحيفة إلا بعدما تُعرض على أمن الدولة التي بها ملف لكل صحفي وكاتب ومحرر، ولا يخرج أحد الآن  ممن يتطاولون على الرئيس الحالي ويقول إنه قد تعرض للمساءلة والسجن نتيجة بعض الآراء ضد الرئيس المخلوع أو حكومته ، نعم قد يكون لكنه مُجرد إجراءات شكلية وضمنية للتنفيس الصناعي المتعارف والمُتفق عليه سلفاً، ما يحدث ظلم لفصيل أصيل من الشعب المصري له ما له وعليه ما عليه ورغم تحفظي على بعض أفعالهم  ومن حقهم على الجميع التقويم ومد الأيدي لهم وانتشالهم عند الغرق وليس العمل بكل ما أملك من جهد لإغراقهم ، لم تكن السياسة هكذا ولا من أديباتها الأفعال الشاذة المليئة بالتخوين والعمالة، وظهور إشاعات غريبة ومُغرضة لا يتخيلها أحد مع المواقف المتغيرة بشكل فذ ومقزز كما حدث من حمدين صباحي عندما كان حزبه "الكرامة" في التحالف الديمقراطي الذي يضم الحرية والعدالة قال" لا أدعو إلى ذُعر في غير موقعه أو تخوف أن الإسلاميين قادمون من أجل أن ينفذوا أجندة خاصة بهم" ثم بعدما خسر في انتخابات الرئاسة قال " ولست مقتنعا بأن جماعة الإخوان تريد أن تصنع شراكة حقيقية، ربما تريد وجوها تسوقها للرأي العام على أنها جماعة ديمقراطية". ألا يسمع صباحي ماذا قال زعيمه "جمال عبد الناصر" عن مؤسس هذه الجماعة حسن البنا عندما وقف على قبره في الذكرى الخامسة له وهذا نشر في مجلة "التحرير" على صدر غلافها ( عدد44- بتاريخ 16/2/1954 م) قال " إننى اذكر هذه السنين والآمال العظام التي كنا نتوخاها أحلاما بعيدة نعم أذكر في هذا الوقت وفى هذا المكان كيف كان حسن البنا يلتقي مع الجميع ليعمل الجميع في سبيل المبادئ العالية والأهداف السامية لا في سبيل الأشخاص ولا الأفراد ولا الدنيا ثم قال في نهاية كلمته :وأشهد الله أنى إن كنت اعمل لتنفيذ هذه المبادئ وافني فيها وأجاهد في سبيلها". وقام صلاح سالم من بعده فقال:"إن هذه الأخلاق العالية والصفات الحميدة قد اجتمعت وتمثلت في شخص أستاذٍ كبير، ورجل أُجلُّه وأحترمه، واعترفَ بفضله العالم الإسلامي كله، وقد أحبه الجميع من أجل المثل العليا التي عمل لها، والتي سنسير عليها إلى أن يتحقق لنا ما نريده من مجد وكرامة في أخوة حقيقية وإيمان أكيد، رعاكم الله ووحد بين قلوبكم وجمع بينكم على الخير". لذا يجب على الجميع العمل من أجل الوطن وأن ينزل الناس منازلهم وألا يظلم بقول أو فعل من أجل إعلاء كلمة الباطل، كذلك يجب الجد والاجتهاد لمساعدة هذا الشعب المسكين الذي لا يريد إلا الحصول على لقمة عيش بكل سهولة مع مسكن يؤويه وبلد آمن يأمن فيه على أهله ونفسه، أما الدوامة التي خلقها الليبراليون والعلمانيين والمستفيدين من النظام السابق لن تُقدم بل تؤخر كثيرا، وقال عصام سلطان "إنه يلحظ تحولاً وصفه بالخطير يحدث عند كثير ممن وصفهم بأصدقائه في الأحزاب والقوى السياسية التي تعارض الإخوان المسلمين، وبدلاً من أن تكون المعارضة على أساس سياسي اقتصادي اجتماعي و في البرامج والرؤى والحلول، أصبحت المعارضة ضـد الهويـة بـل ضـد مبـدأ الوجود في الحكـم ووصلت في أحيان كثيرة إلى حد العداء، وامتـد هذا العداء ليشمل كل المنـتمين إلى مدرسـة الإسلام الحضاري تقريباً بما فيها مدرسة الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية ".
 عافى الله مصر من المنتفعين والنفعيين وأصحاب القلوب السوداء وذوي الفتن الذين تعج بهم الفضائيات، وأصحاب المؤتمرات التي تُسمم النفوس من كل إسلامي وكذلك التحالفات التي تتم لمجابهة التيار الإسلامي والعمل على إسقاطه وإسقاط الرئيس “مرسي" الذين يخشون نجاحه وهذا يتضح جليا عندما يبرز نجمه سياسيا واقتصاديا تجدهم يخرجون من الجحور بنفير سمومهم في وجوه الناس، والقيام بتحالفات كالتحالف المسمى تحالف الأمة المصرية وما قيل فيه من شعارات مُسيئة لا تصدر إلا من معتوه سياسيا ومعدوم الرؤية الصحيحة، كأن الإسلاميين غير مصريين بل غزاة مستعمرون، وهذا والله يذكرني بحديثي مع رجل قبطي من أقباط المهجر منذ 6 سنوات أن الإسلاميين غزاة مستعمرون ولا بد من العمل على إخراجهم من مصر، حفظ الله مصرنا وأهلها من كل سوء !

محمد كامل العيادي

Alayadi_2100@yahoo.com

 

تعليقات

  1. لا تستغرب ولا تصدم فقد صدمنا قبلك فهل تتصور فرحتنا يوم التنحى بعد مشقة ومظاهرات وكر وفر ودماءشاركنا فيها من اجل اولادنا لكى يحيوا كراما وليس عبيدا مثلنا وبعد مرور ايام واسابيع وشهور وسنين وخلال تلك الفتره من مهاترات ومحاكمات زائفة وتقليل من شاننا نحن شباب الثورة فقد عرفنا حق المعرفة ان لامكان لنا ف هذا البلد لان الاشخاص الذيين يحكمونا متوغلين ومستوطنين وسيظلو كذلك واى رءيس قهدم سيكون مجرد صوره الى ان ياتى المنقذ ترى هل سياتى فارس باخلاق الفارس صلاح الدين مرة اخرى

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كم احتجت إليك اليوم يا أمي

أغار عليك!

يا الله رفعت اليك يدي !!!